حلقة جديدة من حلقات مصطبة الفيس بوك … اتقى شر الحليم إذا غضب

الاديب مصطفى السبع

كان فيه مثل يقولوه زمان الخواجة لما يفلس يدور في دفاتره القديمة على فكره ده مش إفلاس ولا حاجه ده إنسان بيدور يأخذ حقه إزاى لأنه استمر فترة كبيرة عايش وسط الناس حليم وطيب ومش فارق معاه حاجه لا يبخل على أي إنسان في أي مساعده وكان قلبه كبير يستحمل الكبير والصغير كان متسامح ولا يقول لحد لا ولا يعاتب حد كان لما يشوف انسان قدامه متنرفز ويتكلم بأسلوب بذيء كان بهديه ولما مايقدرش يعمل معاه حاجه كان يسكت وممكن يسيب المكان ويمشي! الراجل ده عنده كنز كبير أووى اللي هو الصبر على البشرية لأنه فهم دماغهم كويس وعارف إزاى يتعامل معاهم وأزاي يبقى رحيم وأزاي يبقى شديد وترك الامور تسير فترة طويلة وهو يمسك القلم بيده ويسجل في الدفاتر كل انسان اخطأ في حقه كان رحيم وحليم عليه استمر على هذا الى ان امتلأت الدفاتر وأصبحت المساحات بداخلها لا تكفى أي إساءة من أي حد من الآخر طفح به الكيل وقال لهم خلاص الدفاتر مبقاش فيها مكان تشيل أخطاء لأحد ولكن لم يستوعبوا هذا الحديث واستمروا في أخطائهم واستهتارهم بكلامه ومعاملتهم السيئة مع هذا الرجل الحليم إلى أن جاءت ساعة الصفر.

نعم إنها ساعة الحساب ليسترد حقوقه من ناس لم يشعروا بما يعانيه من اخطائهم ومدى صبره عليهم وافتكروا أن صبر هذا الرجل ضُعف ولا يعلمون أن الحليم غضبة شديد وقوى

فبدأ الرجل يستخرج دفاتره ويبحث عن حقوقه المسلوبة منهم وبدأ يوجههم بكل كلمة وكل صفحة بالدفاتر التي سجل فيها كل أخطائهم ولكنه هذه المرة كان انسان آخر قوى وصارم في كلامه وطالب منهم استرداد حقوقه وبدأ يتصفح صفحات الدفاتر الخاصة بكل شخص وعندما عانوا واشتكوا من معاملته الجافة لهم بدأ يشكوا من هذه المعاملة بل أنه حرمهم من انسان كان حليم عليهم فاكتشفوا حقيقتهم بأنهم أضعف مما يتصورا ولكن بأخطائهم التي تسببت في إدانتهم وعليه تم أخذ الرجل لحقوقه تحت شعار (اتقوا شر الحليم إذا غضب) عشان كده لما الخواجة قعد يدور في دفاتره القديمة مكنش إفلاس إنما كان بيجمع قوته المدونة في دفاتره وهى المديونية التي أدان بها الآخرين من أخطائهم حتى يستطيع أن يحاسبهم في الوقت المناسب عندما يتمكن من سلب إرادتهم بسبب ديونهم له….

في النهاية بلاش نقابل الطيبة بالشر بلاش نتجاهل انسان عشان هو متواضع وطيب وبلاش نضغط على الغلبان عشان ضعيف انت كده بتدين نفسك له واذا كنت اقوى منه الآن فاعلم ان ربك لبالمرصاد فتأتى عاصفة تدمرك وتضعفك وتأتى قوة لهذا الحليم الغلبان فيشتد غضبه ويفتك بك…

فعلا الخواجة لما بيشتد غضبه ورصيد الطيبة عنده ينفذ ويفلس يتحول الى وحش كاسر ويبحث في الدفاتر عشان يرجع حقوقه.

” مصطفى السبع”