عادل رستم يَكتب: الإِعلام بين واقع نعيشهُ وأثَر يسكُننا
مقال يكتبه الإعلامي – عادل رستم
الإعلام هو مصطلح يطلق على أي وسيلة أو تقنية أو منظمة أو مؤسسة تجارية عامة أو خاصة، رسمية أو غير رسمية، مهمتها نشر الأخبار ونقل المعلومات. إلا أن الإعلام يتناول مهاما متنوعة أخرى، تعدت موضوع نشر الأخبار إلى التسلية والترفيه والترويح والترويج.
وتتعدد وسائل الإعلام وتتنوع بين محطات فضائية والاذاعة والصحف والنشر الالكتروني، وهنا علينا التوقف قليلا لقد حدثت ثورة حقيقية تدهورت فيها وسائل إعلام تقليدية واحتلت مكانتها وسائل التواصل الاجتماعي والنشر الإلكتروني بل أنها تعدت أيضا على الوسائل التقليدية عندما قدمت للجمهور اختيارا إضافيا عنوانه لماذا تجلس ساعات طويلة لتشاهد حوارا طويلا..؟
نحن سنقدم لك خيارات أكثر أهمية مجموعة مقاطع واختر أنت ماتريد مشاهدته أو قراءته. انتصر اليوتيوب وتويتر والفيس وانستجرام والتيك توك وغيرها من وسائل النشر الإلكتروني واحرزوا أهدافه في مرمى الوسائل التقليدية التي لم تجد مفرا سوى محاكاتها والاستفادة منها.
ولقد برع عدد كبير من المبدعين في النشر الإلكتروني على أقرانهم في الوسائل التقليدية فقد نرى مقطع واحد لايتجاور دقائق قليلة ويراه عشرات الملايين ويحدث تأثيرا كبيرا . بل وحققوا مكاسب مالية خيالية تغري الكثير بمحاولة محاكاتهم .
وأظن بل أنا على يقين أن الحرب على غزة دعمت هذا وأكدته.
وأصبح السؤال الملح الآن عن مدى تأثير الإعلام وخاصة النشر الإلكتروني على سير المعارك؟؟؟ وأظن أن الفرصة سانحة لكي نفتح بابا واسعا يمكننا فيه ذكر الأسباب والمظاهر التي تؤكد ماسنصل إليه من نتائج ربما يمكن البناء عليها. اجتهادا أقول..
بشكل عام لقد أثر الإعلام على متخذي القرار والساسة بل وقادة الحرب.. بل أنهم أيضا استخدموه لتحقيق مكاسب على أرض المعركة.. واضع ذلك في بعض النقاط يصح وأن نجري حولها نقاشا كبيرا.
الأول: محاولة كسب التأييد من شرائح مختلفة من الجمهور سوى بذكر حقائق أو اختلاقها.
الثاني: التأثير النفسي على الطرف الآخر من خلال إظهار عناصر القوة وإكسابها قوة إضافية من خلال الصورة أو الكلمة ونقاط تجعلها قادرة على تحقيق ماتم وضعه من أهداف.
الثالث: إطلاق الشائعات وإثارة الفتن؛ وهي جزء أصيل من الحرب النفسية وخاصة على الجمهور المراد التأثير عليه.
الرابع: الاعلان عن الانتصار قبل انتهاء الحرب من خلال الإعلام وإرسال رسائل تطمينية وغالبا هي للرأي العام الداخلي وفي مقدمتها الدعوة إلى تماسك الجبهة الداخلية.
الخامس: نقل صور من خلال وسائل الإعلام تؤكد جرم ما يقوم به كل طرف.
السادس: استخدام واستثمار أصحاب التأثير الأكبر من الإعلاميين وخاصة في وسائل النشر الإلكتروني للتقديم رسائل تساعد على تحقيق انتصار على الأرض وذلك من خلال التأثير العاطفي أو الأنواع الأخرى التي تصل بالمحتوى بشكل أسرع وأكثر أثرا .
وإسقاطا على ماسبق أصبحنا كجمهور نرى الحرب وكأننا فيها ننفعل ونصرخ وننحاز ونتألم ونفرح. ولكن وللأسف أيضا هناك خسارات كبيرة وضحاياها من الإعلاميين أما لوجودهم في الخط الأمامي أو لتأثيرهم الكبير مما يعرضهم لمخاطر كبيرة بل أن في حرب غزة سقط عشرات الضحايا منهم إما عمدا أو لوجودهم في أماكن خطرة.
الشاهد أن الإعلام تغير شكلا وموضوعا وأصبح أكثر تأثيرا وأكثر خطرا. وإن كنا نتحدث عن خطورته ومواجهته فيجب أن نشير إلى وعي الجمهور ووضع التشريعات المنظمة والحاكمة وإلا سنتعرض جميعا لخطر لا يحمد عقباه. وقد تظن أن الإعلام هو يساندك وفي الحقيقة هو يستخدمك بل ويستعمرك.