الإنقلابات العسكرية والثورة
روعة محسن الدندن/ سوريا
الانقلاب (بالفرنسية: coup d’état) إزاحة مفاجئة للحكومة بفعل مجموعة تنتمي إلى «مؤسسة من مؤسسات الدولة» -عادة ما تكون الجيش- وتنصيب سلطة غيرها سواءً كانت مدنية أو عسكرية. يعدّ الانقلاب ناجحًا إذا تمكّن الانقلابيون من فرض هيمنتهم، فإذا لم يتمكنوا فإن هذا قد يجر الدولة إلى «الحرب الأهلية».
وظهر هذا المصطلح الفرنسي (coup d’État) في القرن السابع عشر للإشارة إلى الإجراءات المفاجئة والعنيفة التي كان يتخذها الملك، دون احترام للقانون أو العادات الأخلاقية، للتخلص من أعدائه، وكان يلجأ لها للحفاظ على مصالحه وأمن الدولة
الانقلاب العسكري يعرف بأنه “تغيير لنظام الحكم السائد في البلاد عن طريق إطاحة الجيش بالحاكم، سواء كان حاكمًا مدنيًا أو عسكريًا، ليتولى الحكم القائد العام للجيش أو قائد المجموعة التي تحركت للسيطرة على الحكم
فالإنقلابات العسكرية أو مايعرف بالإنقلاب الأبيض من أجل تغيير نظام الحكم عبر وسائل سلمية ويقوم بها العسكريون ضد بعضهم البعض .ثم يتم الإعلان عنه بما يسمى البيان عبر وسائل الإعلام الرسمية
ليعلن الإنقلابيون استيلاءهم على السلطة وغالباً مايشرحون فيه أسباب الإنقلاب العسكري.مما يؤدي لعسكرة النظام السياسي والتي يقصد بها الهيمنة العسكرية على جل المناصب والوظائف المدنية في الدولة كالرئيس والوزراء ومدراء المرافق الاقتصادية والإجتماعية والثقافية في النظام السياسي ،وكذلك جعل النظام السياسي يخضع في تنظيمه وسلوكه لقواعد ضبطية مستوحاة من قواعد الضبط العسكري،الذي تشرف على ادراته الجيش ،مما يؤدي إلى ظهور سلوكيات مخالفة للقانون كالقمع والتسلط وغيرهما
مما يجعل المؤسسة العسكرية تؤثر على باقي مؤسسات الدولة في جميع دول العالم المتقدمة والمتخلفة على حد سواء .وبسبب ضعف تجربة الدول المتخلفة وضعف مؤسسات الدولة الاخرى برز دور المؤسسة العسكرية وأصبحت تتدخل في ادارة حكم البلاد بطرق عديدة ،وأهمها الإنقلابات العسكرية كطريق يتبعه الجيش للوصول إلى السلطة وممارستها
وبقي مفهوم «انقلاب» طوال فترة القرن التاسع عشر فأصبح يدل على أعمال العنف التي ترتكبها أحد مكونات الدولة، على سبيل المثال، القوات المسلحة، من أجل عزل رأس الدولة. ففرض هذا المصطلح نفسه، ولكن تم تمييزه عن مصطلح «ثورة»، الذي يكون منظم بشكل رئيسي من قبل مدنيين لا نفوذ لهم في هياكل الدولة.
ويميز مالابارتي بين مفهوم الانقلاب وبين «الحرب الأهلية» و«الثورة»، كون الانقلاب يعتمد على عنصر المفاجأة ومدة العمليات المنخفضة نسبيًا، وتقليص حجم المواجهة المسلحة لأقصى حد.
وأما تعريف الثورة
ـ التعريف التقليدي القديم الذي وضع مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية وهو قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة
ـ أما التعريف أو الفهم المعاصر والاكثر حداثةً هو التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته “كالقوات المسلحة” أو من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية
والثورة كمصطلح سياسي، هي الخروج عن الوضع الراهن سواء إلى وضع أفضل أو اسوأ من الوضع القائم
وقد تكون الثورة شعبية، مثل الثورة الفرنسية عام 1789م، وثورات أوروبا الشرقية عام 1989م، وثورة أوكرانيا المعروفة بالثورة البرتقالية في نوفمبر 2004م، أوعسكرية وهي التي تسمى انقلابا، مثل الانقلابات التي سادت أمريكا اللاتينية في حقبتي الخمسينيات والستينات من القرن العشرين، أو حركة مقاومة ضد مستعمر مثل الثورة الجزائرية ” 1954-1962″.
فالثورة تقوم من أجل المصلحة العامة التي يتمركز حولها الشعب بكل طبقاته وأطيافه السياسية والاجتماعية؛ حيث تهدف إلى تحريرهم من عبودية وثن الرئيس القائم أو ظلم النظام لهم، وغالباً ما تكون بصورة غير مرتبة وتجمعاتها شعبية وعامة وبمشاركة جماعية، تقوم في وقتها طالبة الحرية بكل صورها في المعيشة و التنقل والتملك وممارسة الحريات الشخصية والعامة، وكذلك التعبير عن الرأي وإن كان معارضا، فضلاً عن أن الأفراد الذين يقومون بها عزل وغير مدربين أو مؤهلين للقيام بها أو حتى لديهم خطة. أما الانقلاب، فهو عمل منظم يقوم به العسكر من أجل حكم قوم ما، أو دولة بعينها، يهدف إلى حكم الشعب، أي يقودها الجيش للحكم وتغيير النظام القائم، وتخوله له قوته كمؤسسة قوية في الدولة أن يقوم بذلك القطاع العسكري.
والسؤال الذي يطرح نفسه
مادور الشعوب في تمكين الانقلابات العسكرية وتأيدها؟؟؟
روعة محسن الدندن