هل تأخر زواجي غضب من الله؟.. له 5 أسباب أخرى وهذه الآية تحل العقدة
يعد السؤال عن هل تأخر زواجي غضب من الله سبحانه وتعالى سببه التقصير والذنوب؟، من أكثر الأمور التي تشغل وتؤرق كثير من الفتيات اللاتي تأخرن في الزواج ، ولم يتزوجن حتى الآن، حتى أن بعضهن تظن أن سبب تأخرها في الزواج غضب الله تعالى عليها، فالزواج مثل بقية الأرزاق الدنيوية التي لا ينقطع الإنسان عن طلبها والسعي إليها مادامت الحياة ، فنجده من الحاجات الأساسية التي يسعى إليها الجميع، فكل يبحث عن نصفه الآخر، وتأخره ينغص حياة الأسر سواء بالنسبة للشباب أو الفتيات، من هنا يتساءلون هل تأخر زواجي غضب من الله سبحانه وتعالى سببه التقصير وكثرة الذنوب؟.
هل تأخر زواجي غضب من الله
أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال : هل تأخر زواجي غضب من الله تعالى ؟ ، قائلاً: أن الفتاة التي تتأخر في زواجها يجب عليها أن ترجع إلى الله عز وجل بأن تصلي ركعتين في جوف الليل بنية قضاء الحاجة لأن تأخير الزواج قد يكون إبتلاء من الله سبحانه وتعالى.
وأضاف “ عويضة ” ، أنه قد يكون دفع ضر عن الفتاة فلا يتوقف تفكير الإنسان عند السحر بعدم الزواج، حيث إن الله عز وجل كاتب لكل واحد فى كتابه اسم الذى سيتزوجه أو الذى ستتزوجه، رزقه وعمله وكل لحظة فى حياته من وقت ولادته إلى وقت وفاته، لكن الله أمرنا أن نأخذ بالأسباب، فلا يعلم أحد بما هو مكتوب بل قال لنا الله أن نسعي ونجتهد فى عملنا وسيرزقنا الله.
وأوضح أنه أحيانًا الفتيات التى يتقدم لها عرسان ترفضهم بدون وعي أو تفكير إلا أنها تريد شخص مثالى ولكن لا يوجد إنسان مثالى فهذا يكون سبب فى أن يضيق عليها الفرص، فعليها إن تقدم أحد لخطبتها أن تعطي له فرصة ولا تفرض من قبل أن تتعرف عليه إذا ربما يحصل قبول، وإن لم يحدث قبول فلا شئ عليها، أما مسألة أنه لا يتقدم أحد لخطبتها، فعليها ألا تحزن ولا يأخذ هذا من حيز تفكيرها بل عليها أن تعمل وتطور من نفسها وسيأتى كل هذا فى موعده، فالزواج مثل المال كلاهما أرزاق، بل تدعو الله كثيرًا أن يسعدها ويرزقِها بالزوج الصالح.
ونبه إلى أنه لا يجوز ربط أي شيء في حياتنا يضايقنا ونقول إنه غضب من الله- عز وجل- لأن هذا مخالف لمبدأ حسن الظن بالله، وربنا رحيم بنا جميعا فوق ما نتصور، فإذا أذنب الانسان ذنبا أو بدر منه شيء ثم بعد ذلك حدث له موقف أو شيء يسوؤه لا يجوز الربط بينه وبين أمر آخر ونقول ان ربنا- سبحانه وتعالى- يعاقبني.
وأشار الى أن الله تعالى شرع لنا في أمة محمد وخصها عن بقية الأمم بأن لها مجالا للتوبة والاستغفار دون إنزال العقوبات، مشيرا إلى أن بعض الأمم السابقة كانت تلقى العقوبة وقتية، أي ان الإنسان لو فعل ذنبا كان يعاقب من الله، إلا أن من رحمة الله علينا انه لم يجعل هذا الأمر فينا.
وتابع: وبالتالي لا يجوز للإنسان أن يظن في الله هذا الأمر، ولكن هذا قد يكون ابتلاء من الله وقد يكون منحة، فكم من إنسان تزوج ثم بعد فترة انقلبت حياته الى جحيم، فيقول بلسان حاله يا ليتني لم اتزوج، فليس كل شيء يتمناه الإنسان هو خيرا وهذا لأن ربنا- سبحانه وتعالى- أعلم بالخير لنا من أنفسنا، ولو رغب الإنسان في الزوج عليه ان يدعو الله ان يرزقه الزوجة الصالحة أو أن يرزقها الزوج الصالح.
وورد أن إبتلاء الله عز وجل للإنسان لا يكون إلا لرابط بين العبد وربه لأنه يحبه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم « اذا أحب الله عبدا ابتلاه فإن صبر اجتباه وان رضي اصطفاه وان سخط نفاه واقصاه »، وقال « يبتلى الرجل على قدر دينه »، وفي الحديث القدسي قال رب العزة « إني أبتلي العبد لأني أحب أن أسمع منه يارب يارب ».
هل تأخر زواجي بسبب الذنوب
ولفت الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، إلى أنه يمكن للذنوب وكثرتها أن تمنع الرزق مثل الزواج، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم” إن العبد ليحرم من رزق هيأ إليه بسبب المعصية”، و الزواج من ضمن الأرزاق لذلك على المسلم إذا فعل معصية أن يعقبها بتوبه وعمل صالح حتى تُذهب الحسنة السيئة، منوهًا بأن التوبة بأن يستغفر الله تعالى ويعزم على ألا يفعل الذنب مرة أخرة، والعمل الصالح يكون بذكر الله مثل قول لا اله الا الله أو الحمد لله او اي ذكر لله سبحانه وتعالى .
وأوصى «عاشور» المتعسر في الزواج بالإكثار من قراءة « فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ »، مشيرًا إلى أن دعاء «رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير» ييسر الزواج ويصلح الأحوال ويقضي الحوائج، فسيدنا موسى -عليه السلام-، دعا به لما خرج من مصر وذهب إلى آل «مدين» وخدم ابنتي سيدنا شعيب وقضى الله حوائجه، وعلى من يبحث عن الزوج الصالح أن يفعل عملًا خيّرًا ثم يدعو بهذا الدعاء السابق.
وأفاد بأن هذه الآية الكريمة «رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير» جاءت في سياق قصة موسى عليه السلام وخروجه إلى مدين في تلك الرحلة الشاقة التي حدثنا القرآن الكريم عنها، وفي بدايتها يتضرع إلى الله ويدعوه بقوله: «عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ» (القصص: من الآية22)، وفي هذه الآية يثني على الله تعالى ويسأله من الخير، والخير كلمة جامعة لما يلائم الإنسان وينتفع به ماديًا كان أو معنويًا، ومعناها «يا رب إني محتاج إلى ما أعطيتني من الخير، ووصف الخير بالمنزل للإشعار برفعة المعطي وهو الله سبحانه وتعالى».
وتابع: واستجاب الله دعاء موسى عليه السلام، فأحسن خير للغريب وجود مأوى يأوي إليه وفيه ما يحتاج إليه من الطعام والزوجة التي يأنس بها ويسكن إليها، وقد تيسرت هذه الأمور كلها لموسى -عليه السلام- عندما وصل إلى مدين وارتبط بذلك البيت الصالح.
دعاء الزواج من شخص معين
«ربِّ أعنِّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكُر لي ولا تَمكُر عليَّ، واهدِني ويسِّرِ الهدى لي، وانصُرني على من بغَى عليَّ، ربِّ اجعَلني لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مُطيعًا، إليكَ مُخبتًا، إليكَ أوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّل تَوبَتي، واغسِل حَوبَتي، وأجِب دعوَتي، واهدِ قلبي، وسدِّد لساني، وثبِّت حجَّتي واسلُلْ سَخيمةَ قلبي».
«اللَّهمَّ إنِّي أَسألُك الثباتَ في الأمرِ، وأَسألُك عَزيمةَ الرُّشدِ، وأَسألُك شُكرَ نِعمتِك، وحُسْنَ عِبادتِك، وأَسألُك قَلْبًا سليمًا، ولِسانًا صادِقًا، وأَستغفِرُك لِما تَعلَمُ، وأَسألُك مِن خَيرِ ما تَعلَمُ، وأَعوذُ بك مِن شَرِّ ما تَعلَمُ».
«اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ، والعجزِ والكسلِ، والبُخلِ والجُبنِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلَبَةِ الرجال».
«اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عوراتي، وآمِنْ روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي».