سيناء أرض النبوة والفداء
بقلم : د. عمرو حلمي
سيناء هي أرض النبوة والرسالة هي أرض الجهاد والباسلة هي أشرف البقاع في الأرض بعد مكة والمدينة
هي البقعة المباركة التي تجلى لها رب العالمين
وسيناء هي محط رحال الأنبياء إبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى ومريم العذراء وابنها المسيح وغيرهم عليهم جميعاً الصلاة والسلام.
لقد ورد ذكر سيناء في القرآن الكريم في مواضع عديدة منها:
أولا : وصف القرآن إياها بالأرض المثمرة :
قال تعالى: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (٢٠) }[سورة المؤمنون آية (٢٠)].
ثانياً : أقسم الله تعالى بها في أكثر من موضع والله تعالى لا يقسم إلا بعظيم.
قال تعالى: {وَالطُّورِ (١) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (٢)}[الطور (١-٢)].
والمراد بالطور في الآية الكريمة هو جبل الطور الكائن بسيناء.
وقال تعالى:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ (٣)}[سورة التين آية (١-٣)].
والمراد بالتين والزيتون في الآيات الكريمة مزارع التين والزيتون ببيت المقدس ، وأما طور سنين فالمراد به طور سيناء ، وسنين لغة في سيناء ، وأما البلد الأمين فالمراد به البلد الحرام مكة المكرمة.
ومن الملاحظ هنا أن الآيات الكريمة ذكرت بيت المقدس ضمنا وكذلك مكة المكرمة بينما ذكرت سيناء صراحة لتدل على عظم مكانتها عند الله تعالى.
ثالثاً : في سيناء كانت معجزة رفع جبل الطور فوق رؤوس بني إسرائيل.
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣)} [البقرة آية (٩٣)].
وقال تعالى:{وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (١٥٤) [النساء آية (١٥٤)].
رابعاً : في سيناء كان النداء من رب العالمين لموسى عليه السلام.
قال تعالى : {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (٥٢)}[مريم آية (٥٢)].
قال تعالى : {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ(٤٤) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٤٥) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٦)}. [القصص الآيات (٤٤-٤٦)].
خامساً : سيناء هي البقعة المباركة التي كلم الله تعالى فيها موسى تكليما ، كما تجلى رب العزة جل وعلا لجبل الطور فجعله دكا.
قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (١٦٤)} [النساء آية (١٦٤)] .
وقال تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (١٤٢) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (١٤٣) } [الأعراف آية(١٤٢- ١٤٣)].
وقال تعالى : {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[الأعراف آية(١٧١)}.
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ } يقول: رفعناه، وهو قوله: { وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ } [النساء (١٥٤)].