خالد حمودة يكتب « مدينة سمنود بين الماضي والحاضر والفنكوش »
خالد حمودة
مدينة سمنود من أهم وأعرق المدن التاريخية بمحافظة الغربية و دلتا النيل، فمن لايعرف تاريخ مدينة سمنود فقد جهل بجزء كبير من تاريخ مصر الفرعونية، حيث تعتبر مدينة سمنود هي اخر عواصم مصر الفرعونية .
سمنود مدينة قديمة تقع في منطقة الدلتا في مصر، لها تاريخ طويل وحضارة غنية تعود إلى الأسرة الأولى في مصر القديمة. كانت المدينة مركزًا تجاريًا رئيسيًا، وكان سكانها المختلطون عاملاً مهمًا في تطور الحضارة في المنطقة .
مدينة سمنود الذي تحتوي علي الكثير من الهندسة المعمارية القديمة، هي شهادة على تاريخ المدينة الغني وحضارتها، كانت المدينة موطنًا للعديد من المواقع التاريخية، بما في ذلك المسجد الكبير بكفر حسان والمساجد الثلاث بالمدينة ” البدراوي – التوحيد – المتولي ” وحمام ابراهيم سراج الدين التاريخي وقصر علي باشا غنيم والمتحف الاثري بالمدينة ومعبد بهبيت الحجارة وكنيسة العذراء مريم والشهيد ابانوب المسار الخامس للعائلة المقدس . هذه المواقع تذكير بتاريخ وثقافة سمنود النابضة بالحياة. ولكن لسوء الحظ، تم إهمال الكثير من الهندسة المعمارية والتراث الثقافي في سمنود وهي معرضة لخطر الضياع إلى الأبد.
التراث الثقافي القديم لسمنود شاسع ورائع. منذ أقدم عصور ما قبل التاريخ، كان المصريون يعيشون في المنطقة علي ضفة النيل ، تاركين وراءهم إرثًا من الآثار والتحف والمقابر. على مر القرون، شهدت المدينة عددًا من الحضارات تأتي وتذهب. من قدماء المصريين إلى العرب والعثمانيين، كانت هناك العديد من الثقافات التي تركت بصماتها على سمنود. المدينة هي موطن لعدد من الآثار القديمة والتحف التي تشهد على تراثها الثقافي الغني. تم إهمال العديد من هذه المواقع القديمة بمرور الوقت بسبب الاضطرابات السياسية والحروب والكوارث الطبيعية. وتقاعص المسؤولين في تأدية دورهم الرقابي في الحفاظ علي التاريخ والحضارة ، وعلى الرغم من هذا الإهمال، لا تزال المدينة بها العديد من المواقع التاريخية التي تستحق الزيارة. فلدى سمنود الكثير لتقدمه للزوار الذين يتطلعون لاستكشاف تاريخها وثقافتها.
أما عن التاريخ الحديث في سمنود أيضا لها باع طويل في الالفيه الجديدة من التاريخ والثقافة لا يمكن أن نغفل عنه، بلد النحاس باشا رئيس وزراء مصر ورئيس مجلس الأمة ” مجلس النواب حاليا ” الذي لازال حتي الآن قصر النحاس باشا بمدينة سمنود، يمثل أزمة كبيرة في الاوساط الثقافية والمجتمع السمنودي، بعد أن تم إهمال القصر التاريخي من قبل الأوقاف وذالك بعد أن كان مقرا لمجلس المدينة سابقا وبعد افراغ القصر اتخذت وزارة الأوقاف قرارا غريبا اثار تحفظات الجميع قبل أن يتم التراجع عن هذا القرار، بعد أن تم الإعلان عن مزاد علني لتأجير القصر وانتشار الشائعات الي تحويل قصر النحاس باشا الي قاعه افراح، قبل أن يتدخل حزب الوفد والمثقفين والسياسين في المدينة إحتجاجا علي ذالك القرار .
وشهدت مدينة سمنود طفرة كبيرة في بداية االالفينيات وسط وجود سياسيون بارزين علي الساحة السياسية ما جعل هناك تنافس كبير في خدمة أهالي مركز ومدينة سمنود.
كل هذا لا يعتبر شيء في تاريخ وحضارة مدينة سمنود، بل هي نقطه في بحر كبير من الشخصيات والفنانين والسياسين اللذين كان لهم شأنا كبيرا في المجتمع المصري والعربي والعالمي .
ورغم كل هذا الوضع الان يختلف كليا عن السابق، فبعد اختفاء أبناء سمنود المؤثرون الذين كانوا درع وسيف لهذا المدينة العريقة، أصبحت المدينة بلا هوية وبلا صوت يدافع عن حقوقها ومتطلبات أهلها، إهمال كبير يتحدث بمدينة سمنود في تلك السنوات الأخيرة، فكم من المشاريع المهملة والمدرجه علي قوائم الانتظار، كم من المتطلبات الجماهيرية التي كان مصيرها مجرد اوراق بإدراج نوابها والسادة المسؤولين، فالجميع الان يتبادل الاتهامات فمن المقصر في حق هذا البلد العريق وما هو ذنب أهلها وشعبها الطيبين .
مدينة سمنود هي المدينة الوحيدة بمحافظة الغربية الان التي تعاني من توقف المشاريع الحيوية التي تعرقل اعمال المواطنين، بعد تعمد ابعاد أبناء سمنود عن كافة المناصب القيادية، فمن ينقذ مدينة سمنود من كل هذا الفنكوش والوعود الكاذبة، ولماذا يتم تكسير وتهيئة الطرق للرصف ثم يتوقف العمل مره واحدة علي الرغم من سير العمل بكل سلاسة في باقي مدن محافظة الغربية، ما يأثر بالسلب علي مصالح وصحه المواطنين ، أكثر من 7 اشهر بعد التكسير لم يتم الانتهاء من الشوارع الرئيسية بالمدينة، من المسؤول عن التكدث المروري وازدحام الشوارع بسبب التكسير و القرارات الخاطئة، ومتي ينتهي عصر الفنكوش والمشاريع المزيفة المتوقفة حتي الآن اللتي إذا بدأت في الحديث عنها لا يكفيني جريدة كاملة لاستطيع تلخيص كم المشاريع المتأخرة في هذا المدينة التاريخية المهمشة .
فهذا هو الحال دائما في مدينة سمنود بين الماضي والحاضر والفنكوش