وزير الأوقاف وسفير دولة الكويت بالقاهرة يكرمان الطلاب الوافدين المسجلين على منحة مكتب الزكاة الكويتي
حماده مبارك
في إطار البرامج التدريبية والتثقيفية المتنوعة والمتميزة التي تقيمها وزارة الأوقاف لنشر الفكر الإسلامي الوسطي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبالتعاون مع مكتب بيت الزكاة الكويتي بالقاهرة، افتتح معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المعسكر التثقيفي للفوج السابع عشر للطلاب الوافدين المسجلين على منحة مكتب الزكاة الكويتي، والذي يضم 50 طالبًا من الدارسين بالأزهر الشريف والجامعات المصرية من جنسيات مختلفة، بحضور سعادة السفير/ غانم صقر الغانم سفير دولة الكويت بالقاهرة والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى جامعة الدول العربية، والدكتور/ محمد عزت محمد الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ/ سلامة عبد الرازق مدير مديرية أوقاف الإسكندرية، والأستاذة/ سارة المطيري مدير المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية.
وفي كلمته رحب معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بسعادة السفير/ غانم صقر الغانم سفير دولة الكويت بالقاهرة والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى جامعة الدول العربية، كما رحب بالأستاذة/ سارة المطيري مدير المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية، مشيدًا بالتنسيق المستمر بين المكتب الكويتي ووزارة الأوقاف المصرية، سواء فيما يتصل بعمارة المساجد أو فيما يتصل بمثل هذه اللقاءات.
وأكد وزير الأوقاف أن التعلم ثلاثة أنواع؛ تعلم صفي، وتعلم لا صفِّي، والتعلم الحياتي، مشيرًا إلى أن هناك من يهتم بالتعلم الأكاديمي دون الاهتمام بأنواع التعلم الأخرى، أو التركيز على المناهج العلمية دون التركيز على المناهج الثقافية الأخرى، وهذا يؤدي إلى مشكلات كبيرة، فكثير من المشكلات تنتج عن ضيق الأفق الثقافي أو محدودية الأفق الثقافي، فالمثقف هو الذي يعرف شيء عن كل شيء، وقد قالوا لن تصل في العلم إلى ما تريد حتى تتعلم ما لا تريد، وأن هناك من العلوم ما لا يمكن أن يتم تحصيلها من التعلم الصفي وحده، مثل اللغة فيجب أن يندمج التعليم الصفي الأكاديمي مع الجانب الحياتي والممارسة، فقد تعلمنا من أساتذتنا خارج قاعات الدرس ما لم نتعلمه داخلها، لأن النقاش الحر هو الذي يثير التمكن، وقد قال أحدهم: تعلمت من زملائي ما لم أتعلم من أساتذتي، فالمناقشة المستمرة هي مفتاح التعلم المثمر، وتعلمت من طلابي ما لم أتعلم من زملائي، وقديمًا قالوا: كيف تصنع الثقة في طلابك؟ فقال: من قال لا أعلم قلت له تعلم، ومن قال لا أستطيع قلت له حاول، ومن قال مستحيل قلت له جرب، فالتعليم اللاصفِّي القائم على الأنشطة الثقافية والرياضية وغيرها ربما يسهم في تكوين شخصية الطالب بما لا يقل عن الجانب الأكاديمي الصَّفِّي، أما الجانب الثالث وهو الخبرات الحياتية، فقد قال أحدهم: لا يُؤخذ العلم من صُحَفي وهو الذي تعلم العلم من الكتب دون التعلم على يد أستاذ، ولا القرآن من مُصحفي وهو الذي لم يدرس على شيخ يلقنه القرآن، موضحًا أن الناس يدونون أو يسجلون أفضل ما يسمعون، ثم يحفظون أفضل ما يدونون، ثم يقولون أفضل ما يحفظون، وهذه هي مهمة العلماء، وقد قال الشاعر:
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ
وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ
ويقول الشاعر:
وَمَن فاتَهُ التَعليمُ وَقتَ شَبابِهِ
فَكَبِّر عَلَيهِ أَربَعاً لِوَفاتِهِ
وَذاتُ الفَتى وَاللَهِ بِالعِلمِ وَالتُقى
إِذا لَم يَكونا لا اِعتِبارَ لِذاتِهِ
موجهًا النصح لأبنائه الطلاب، إذا أردت أن تخدم دينك فاجتهد في درسك، وإن أردت أن تخدم وطنك فاجتهد في درسك، وإن أردت أن تخدم أهلك فاجتهد في درسك، وإن أردت أن تخدم نفسك فاجتهد في درسك، مؤكدًا أن العلم بلا أخلاق لا ثمرة له:
لا تحسـبنَّ الـعلمَ ينفعُ وحدَه
مـا لم يـتوَّج ربُّه بخــلاقِ
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً
فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
مستشهدًا بكلام الإمام الجرجاني:
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما
رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى
ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا
بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً
إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم
ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
فإذا كان هذا في العلم الدنيوي، فما بالنا بالعلم الشرعي، مشيرًا إلى أن ما جاء في السنة النبوية المطهرة من حث على العلم، إنما هو في مطلق العلم النافع، يقول سبحانه: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ”، وهذا في مطلق العلم، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ”، وجاءت كلمة علمًا نكرة لتفيد العموم والشمول، فأيًّا كان العلم الذي تدرسه، فوطنك في حاجة إليه ودينك في حاجة إليه.
وفي كلمته رحب سيادة السفير/ غانم صقر الغانم سفير دولة الكويت بالقاهرة بمعالى الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وبالحضور جميعًا، موجهًا الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على الاستضافة الكريمة، وعلى هذه الدورات المعدة للطلاب الدارسين بالأزهر الشريف على منحة بيت الزكاة الكويتي، والتي تسهم في نشر صحيح الدين ونبذ الفكر المتطرف والتعامل بأخلاق الإسلام، مؤكدًا أن الأخلاق هي عنوان الشعوب والأمم، فقد حثت جميع الأديان على التحلي بالأخلاق، يقول الله (تبارك وتعالى) واصفًا نبيه (صلى الله عليه وسلم): “وإنك لعلى خلق عظيم”، موضحًا أن مثل هذه الدورات المشتركة تجسيد حقيقي لعمق العلاقات المصرية الكويتية الطيبة من قديم الأزل، حيث يجمعنا هدف واحد ومصير مشترك وتعاون دائم في شتى المجالات بفضل السياسة الحكيمة بين فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ/ نواف الأحمد الجابر الصباح، مضيفًا أن دراسة الفكر الوسطي المعتدل تظهر الوجه الحضاري السمح لديننا الحنيف، وعلى الجميع نقل هذا المنهج والفكر إلى بلادهم، وأن يجعلوا الوسطية والاعتدال طريقهم ومنهجهم، مثمنًا التعاون المشترك بين وزارة الأوقاف المصرية والمكتب الكويتي للمشروعات الخيرية.
وفي كلمتها أعربت الأستاذة/ سارة المطيري مدير المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة عن سرورها العميق بحضور حفل ختام فعاليات المعسكر التثقيفي السابع عشر للطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف المسجلين على منحة بيت الزكاة الكويتي بمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية برعاية معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، موضحة أن المعسكر قدم للطلاب العلم الوسطي الذي يبرز دور الإسلام الحقيقي في تربية الأجيال على الأخلاق العالية الرشيدة القائمة على التسامح والاعتدال، والذي يحقق المصلحة للبشرية في كل بقاع الأرض.
مؤكدة أن هذه الدورات المشتركة تسهم في تبادل الخبرات ونشر سماحة الإسلام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر المنهج الوسطي المستنير، وأن التعاون القائم بين جمهورية مصر العربية ودولة الكويت في مختلف مجالات التنمية الفكرية والدينية والثقافية تعاون دائم ومستمر ومثمر على مدار السنين، آملة أن يمتد ليشمل جميع مجالات الحياة لخدمة شعبي البلدين الشقيقين والبلدان العربية والإسلامية، موجهة الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على دعمه ورعايته للطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف المسجلين على منحة بيت الزكاة الكويتي.
وفي ختام اللقاء كرَّم معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وسعادة السفير/ غانم صقر الغانم سفير دولة الكويت بالقاهرة الطلاب الوافدين المسجلين على منحة مكتب الزكاة الكويتي من الدارسين بالأزهر الشريف والجامعات المصرية من جنسيات مختلفة.