التوعية بأهمية دور الأسرة في غرس القيم الأخلاقية ” في ندوة لإعلام بورسعيد
علاء حمدي
تعد الأسرة اللبنة الأولى و المهمة لبناء المجتمع وهي الأساس الذي يبني القيم الأخلاقية و الاجتماعية للفرد ، لذا عقد مركز إعلام بورسعيد التابع للهيئة العامة للاستعلامات ندوة تحت عنوان ” دور الأسرة في غرس القيم الأخلاقية ” استضاف فيها الشيخ السيد سليم كبير أئمة بمديرية أوقاف بورسعيد بحضور الأستاذ عصام صالح مدير مركز إعلام بورسعيد والأستاذة سماح حامد مدير مركز النيل للاعلام ببورسعيد و الأستاذة نيفين بصلة مسئول الاعلام السكاني بمركز إعلام بورسعيد و مجموعة من طلاب المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببورسعيد .
في بداية الندوة أكد الشيخ السيد سليم على أن الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تقوم بغرس القيم الأخلاقية والدينية لدى الطفل وتعزيزها خلال مراحل نموه المختلفة ، و أنه على صلاح الأسرة وقوتها يتوقف صلاح المجتمع وقوته وتماسكه، فالمرأة والرجل هما عماد الأسرة إذا صلح كل منهما استطاعا أن يكوِنا بيتًا نموذجياً على القواعد التي وضعها الإسلام للارتباط فقد قال الله تعالى : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21] .
و أضاف أن الأسر المسلمة تستمد القيم التي تعلمها لأبنائها من الدين الإسلامي الحنيف ، حيث أعطى الاسلام الأسرة قدرا كبيرا من الاهتمام واعتبرها نواة المجتمع الأساسية ، وحث على بر الوالدين والإحسان لهما ، وكذلك أمر الأبوين بالإحسان إلى الأبناء وتربيتهم على أخلاق وقيم الدين السمحة والتي من أهمها الأمانة فالإسلام يحض على الأمانة فلقد كان الرسول الكريم يلقب بالصادق الأمين، وعلى الآباء حث أبنائهم على الأمانة لأثرها الإيجابي في حفظ المال والنفس وذلك لضمان إخلاصهم في عملهم وفي تفاعلهم مع الآخرين ، و كذلك الصدق فمن المهم تنشئة الأبناء على الصدق لكي يصبح ركيزة في خلقهم وصيغة ثابتة في سلوكهم ، بالاضافة لقيمة التسامح العظيمة التي تعني الصفح عن الأخطاء و تعزز أواصر العلاقات الاجتماعية وتحسن تعايش الأفراد مع بعضهم .
و في سياق متصل أكدت الندوة على أهمية قيمة الكفاءة والمسؤولية وذلك بتعويد الأبناء على تنمية قدراتهم والاعتماد على كفاءتهم لإيجاد الحلول لمشاكلهم والتغلب عليها و كذلك العدل بتحقيق العدل بين الأبناء وتربيتهم على تبني مواقف العدل والعدالة في تفكيرهم وسلوكهم وذلك لترسيخ علاقة صحية بين الأفراد والآخرين ، و أهمية غرس قيمة الصبر عند الأبناء لأنها من القيم العظيمة التي حث عليها الإسلام ووعد صاحبها أجرًا عظيمًا لأنها تعود على التأني في كل الأمور و التحكم في الشهوات .
و أشار فضيلته إلى أنه لكي تقوم الأسرة بدور فعال في غرس القيم الإيجابية لدى الأبناء يجب أن تقدم لأبنائها مناخًا أسريًا يتبنى النقاش الموضوعي و أسلوب الحوار وتصحيح الأخطاء باحترام ومحبة وتقدير و إعطاء الأبناء الثقة بترك مساحة حرية لهم في العمل واتخاذ القرارات، وإشراكهم في حل المشاكل التي تواجه الأسرة ، و تعليم الأبناء حسن إدارة الوقت و استثماره في الأنشطة البناءة التي تفيدهم وتنمي مهاراتهم ومعارفهم و تفيد المجتمع ككل ، و متابعتهم ومحاورتهم والاهتمام بمشاكلهم واستفساراتهم وكذلك متابعة برامج الإنترنت التي يستخدمونها والقنوات التي يتابعونها وإرشادهم للقيم والأخلاق ، و كذلك الإبتعاد عن النقد اللاذع واللوم المستمر وتجنب العقاب الشديد واتباع أسلوب الحوار لحل المشاكل ، و حثهم على التمسك بالقيم والمبادئ المجتمعية و الدينية واختيار الأسلوب المناسب لفئتهم العمرية ومناقشتهم وتعريفهم بقيمهم ومبادئهم ، و تشجيعهم على حسن اختيار الأصدقاء على أساس التقوى والإيمان والأخلاق الحميدة والإبتعاد عن التأثير السلبي لرفاق السوء.