المواطنة والخوف
سوريا-روعة محسن الدندن
الخوف بداية الظلام وبداية النهاية لشعور بالحياة ،فكلما تملكنا الخوف ازددنا ظلمة في قاع الأرض ،فلا قبر يشبه الخوف في ظلمته وضيقه ،فالحفار لن يرافقك لمثواك الأخير.
حتى الحيوان يمكنه أن يشعر بخوفك وهذا ما يجعلك فريسة سهلة جدا له
وهذا ما جعل الأنظمة المستبدة القمعية تشجع على كيفية تحويل العنف لضمان استقرارها ولها رهبتها التي تمنعك من المطالبة بأي حق من حقوقك فيصبح المجتمع عبارة عن قطيع مذعور وينتظر الإنجازات التي تمنها عليه السلطة فيصبح أكثر ميلاً للإرضاء والمحاباة
وأعجبتني مقولة ل ( كاتبة ومؤلفة وباحثة تونسية ) ألفة يوسف حيث قالت
أكبر ألغام مزروعة في أعماق البلاد هي ألغام الجهل والعنف والكراهية، وها نحن نعاني نتائج انفجارها.
وأما ممدوح عدوان حيث اعتبر أن مسؤولية استمرار الطغيان هو مسؤولية الضحايا في كتابه “حيونة الإنسان” فقال
( فحين تسكت عن حقك الواضح،بسبب الخوف غالباً،فإنك لن تتوقع من الآخر أن يحترم لك هذا الحق،سيتصرف في المرة القادمة وكأن التطاول على حقوقك من المسلمات وهنا نعود مرة أخرى إلى الخوف ،فهذا الخوف الذي يغري السلطة وأطرافها بالتصرف من دون إقامة أي اعتبار لوجودك ،بل إنك تثيرشهية الإعتداء والتطاول عليك يومياً
وهكذا يتطاول عليك عنصر المخابرات والشرطي والموظف والآذن وأقرباؤهم وأنسباؤهم ،والمدعون بهذه الوظيفة أو بتلك القرابة.
ولو أنك وقفت تدافع عن حقك بقوة لتقلصت شهوات المتسلبطين كثيراً، فالمتسلبط يعتمد على إشاعة الخوف وليس توليده في كل مرة، ليس مستعداً لأن يخوض معركة في كل مرة يريد فيها أن يتسلبط.
وهذا يعني أن المجتمع الديمقراطي يجب أن يقوم على أساس وجود مواطنين لا يتهاونون في حقوقهم أو يخافون من المطالبة بها ،لأن السلطة أيضا لا يريحها أن تضطر لخوض معركة مع مواطنيها كلما تهاونت أو تساهلت في التعامل معهم أو كلما أرادت أن تقوم بفعل مناقض لمصلحة الشعب.
ونصل هنا إلى العلاقة التبادلية بين الخوف والحق،فحين تقف بقوة دفاعاً عن حقك فإنك لا تعتمد على قوتك وحدها،بل تعتمد على عرف أو قانون يمكن الرجوع عند الحاجة إليه لكي ينصفك).