خالد حمودة.. يكتب ” قوة السوشيال ميديا: تنصر المظلوم وتعطي الشهرة لمن لا يستحقون “
خالد حمودة
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة الحديثة. لديها القدرة على ربط الناس من جميع أنحاء العالم ومنحهم مستوى غير مسبوق من الوصول إلى حياة بعضهم البعض. يمكن استخدامه لنشر المعلومات ومشاركة الأفكار والآراء وحتى تنظيم الأحداث. يمكن استخدامه أيضًا لأغراض تجارية، مما يسمح للشركات بالوصول إلى جمهور أوسع من أي وقت مضى. تكمن قوة وسائل التواصل الاجتماعي في قدرتها على الجمع بين الناس بطرق لم يكن من الممكن تصورها قبل بضعة عقود فقط.
تمنح وسائل التواصل الاجتماعي صوتًا للجميع. يمكن للناس الآن التعبير عن آرائهم حول أي موضوع يريدونه دون خوف من الرقابة أو الحكم. أدت حرية التعبير هذه إلى تنوع أكبر ومزيد من المحادثات المفتوحة حول مواضيع كانت محرمة في السابق أو يصعب الحديث عنها. بالإضافة إلى ذلك، تمنح وسائل التواصل الاجتماعي الناس فرصة للتواصل مع الآخرين الذين قد يكون لديهم اهتمامات وخبرات متشابهة، مما يخلق إحساسًا بالانتماء للمجتمع والتفاهم.
وتعد الوسائط الاجتماعية أداة قوية بشكل لا يصدق للشركات. يمكن للشركات استخدامه لتسويق منتجاتها وخدماتها، وكذلك التواصل مع عملائها بشكل مباشر. من خلال القيام بذلك، يمكن للشركات بناء الثقة مع عملائها وإنشاء علاقات ذات مغزى تؤدي إلى زيادة المبيعات والولاء ، فبشكل عام، قوة وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن إنكارها.
نمت قوة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في السنوات الأخيرة. فكما قلنا في السابق أنها قد أصبحت منصة للناس للتعبير عن آرائهم والتفاعل مع بعضهم البعض. يمكن أن يكون هذا قوة من أجل الخير، وزيادة الوعي بالقضايا التي غالبًا ما يتم تجاهلها. ومع ذلك، يمكن أن تخلق أيضًا إحساسًا زائفًا بالشهرة لأولئك الذين لا يستحقونها بالضرورة.
غالبًا ما يجد الناس أنفسهم في دائرة الضوء لأسباب خاطئة بسبب قوة وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن يؤدي هذا إلى مستوى غير مستحق من الاهتمام، والذي يمكن أن يضر بالفرد والمجتمع ككل. من المهم أن تتذكر أنه ليس كل شخص يستحق أن يوضع تحت المجهر أو أن يتم فحص كل عمل يقوم به ، وهذا ما قد لاحظناه من خلال ترندات السوشيال ميديا ، مثل انتش واجري ، وواقعة الكشري ، والكثير من الترندات الذي ليس لها أي فائدة علي المجتمع ، بل إن أضرارها كبيرة جدا ، وقد تصيب الكثير بالاحباط وعدم الثقه في النفس ، حينما تجد جميع الاضواء مسلطة علي من لا يستحقون ، وهناك الكثير من العلماء والادباء والمخترعين لا يحظون بخبر صغير في اي من وسائل الإعلام ، ولا ننكر أن بعض الاعلامين الذين يستغلون التريند ليكون محتوي لهم دون النظر عن أي فائدة من تقديمة ، فهم لهم دور كبير في ظهور وتلميع أصحاب الترندات الزائفة ..
في الوقت نفسه، لا ينبغي أن نستبعد التأثير الهائل الذي يمكن أن تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي على العدالة والحقوق. أصبح الآن من الأسهل من أي وقت مضى أن يتحدث الناس علنًا ضد الظلم ونشر الوعي بالقضايا ومشاركة قصصهم مع العالم. أعطت وسائل التواصل الاجتماعي منصة لأولئك الذين لم يكن لديهم القدرة علي ذلك، ولا ينبغي التغاضي عن هذا.
في النهاية، من المهم التعرف على الآثار الإيجابية والسلبية التي يمكن أن تحدثها وسائل التواصل الاجتماعي. إنها أداة قوية لا يجب الاستهانة بها .