الإلمام باللغة العربيَّة شرط أساسي لبلوغ درجة الاجتهاد في العلوم الشرعية 

د.عمرو حلمي

يعد الإلمام بعلوم اللغة العربيَّة شرطاً أساسياً لبلوغ درجة الاجتهاد في العلوم الشرعية ، وذلك لفهم كل ما يتعلق بالنصوص الشرعية المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة.

وبناء على ذلك فلا يصحُّ للمجتَهِد أن ينال درجة الاجتِهاد في الدين إلا بإتقان علوم اللغة العربية التي بها نزَل القرآن، فإذا كان القرآن والسُّنَّة هما مصدر التشريع الإسلامي، فوجَب على مَن أراد بلوغ رتبة الاجتهاد أن يَحُوز هذه اللغة؛ ليفهَم مراد الله جلَّ وعلا، ويَفهَم سنة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

قال الشافعي : «يجب على كلِّ مسلم أن يتعلَّم مِن لسان العرب ما يبلغه جهده في أداء فرضه».

post

 

وقال أبو إسحاق الشيرازي في كتاب «اللُّمع في أصول الفقه», متحدثا عن صفة المفتي : «ويَعرِف مِن اللغة والنحو ما يَعرِف به مراد الله ومرادَ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم في خطابهما».

 

وقال الماوردي : «ومعرفة لسان العرب فرضٌ على كلِّ مسلمٍ من مجتهد وغيره».

 

وختاما : يقول ابن تيميَّة في «الفتاوى» : «معلومٌ أنَّ تعلُّمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية ، وكان السلف يؤدِّبون أولادَهم على اللحن، فنحن مأمورون أن نحفَظ القانون العربي، ونُصلِح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهْم الكتاب والسُّنَّة، والاقتِداء بالعرب في خِطابها، فلو تُرِك الناس على لحنهم كان نقصًا وعيبًا».

وذلك لأنَّ معرفة الدِّين واجب، وما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب، والإسلام لا يُفهم إلا بفهْم العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى