مريم عماد تكتب :داخل المصحة النفسية
جعلوني مريضا … راوني اتحدث مع نفسي لساعات وهي تفهم بعثرة كلماتي …تتخيل انها تتكرم في حفل ضخم مع الرئيس وتعيش في ذلك الحلم كأنه واقع لكي لاتصطدم بواقعها المميت فوعي غير قادر علي أدراك ما يحدث من حوله غير قادر علي مواصلة واتخاذ قراراته الحاسمة اريد ان أتأمل ما يحدث من حولي بعيدا عنكم فقد مللت من التشتت اريد ان اوضح ا حقيقة فكاري لنفسي
حيث أنني حلمت وتخيلت وهربت ولأسف !!!!!
كان هروبا مؤقتا وعاد الواقع لأسوء فأصبحت مجنونا
تمنيت نسيان كل شئ فأصبحت كذلك فلقبوني ايضا “بالمجنون ” لأني فقد لا اتذكر ما اريد إن أمحيه من ذاكرتي
من كثر ماتاذيت في حياتي اصبحت احلم بالأذى وأراه امام عيناي دائما واطلق علي مهلوس
واصبحت اتلعثم بالكلام فهذا عيبي خلقت به فكلامي غير مفهوم لكم لكن بالنسبة لي ولغيري فهو لغتنا
في النهاية ابقي انا ضحية لسلوك من حولي فانتم تركتم من افقدونا عقولنا وامسكتم بنا نحن
والاسوء انكم تنظرون الينا نظرات شفقة كاننا خلقنا بدون احساس بالمرة
فقدنا وظائفنا واهلنا وحياتنا بالكامل
اصبحت بين حي وميت بداخلي
بداخلي انفاس من الحياة تختفي يوما بعد يوم
كل ما تبقي مني هو روح مضيئة
فشلي اصبح سهل إثباته اسهل من اثبات شروق الشمس من الشرق
وفي النهاية نبقي كلنا مرضي نفسيين
فلقد اثبت الاحصائيات ان 12 من كل مائة شخص هم مرض نفسين بالفعل !!!!
ولكن المعظم من يكتم ومن لايبوح ولايعالج وكأنها جريمة …والاصعب من لايملك المال حتي لعلاجه !!!
انقذونا قبل ان نفقد واحدا تلو الاخر ونصبح ارواحا في جهنم لا ذنبا لها …اعيدوا لنا مافقدناه اعيدوا لنا الامل مجددا والطموح علمونا عن الله وحنيتة وابوتة مجددا فهو الوحيد القادر علية شفائنا
ابنوا لنا مستشفيات وفروا لنا المعين والاطباء الذين يدركون واجبهم ومسئولتيهم فالمرض النفسي لايقل خطورة عن المرض العضوي
توقفوا عن اطلاق علينا ” المجانين ” فلنتوقف عن العنصرية ولو لمرة في حياتنا من اجل الانسانية
واخيرا اعيدوا لنا الحياة والوعي بداخلنا التي فقدناها بسبب العالم
نريد فقط المعاملة كبشر …فقط كبشر