سلوى النجار.. تكتب..لاتَهِنْ ولاتزّل ولاتَحْزنْ.
الله سبحانه وتعالى يقول: (ولاتهنوا ولاتحزنوا) وقوله أيضا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في سورة النحل (ولاتحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) وفي الحديث الشريف :اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم والحزن دعوة صريحة لترك الحزن والبعد عنه والتخلي والإلتجاء إلى الله سبحانه لصرف الحزن عنا ،. وفي الحديث الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه. (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الفقرِ والقِلَّةِ والذِّلَّةِ ، وأعوذُ بك من أن أظلِمَ أو أن أُظلَمَ . )وأيضًا كان يتعوذ صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،والضد بالضد يُذكر إذن هنا الفرح والسرور مقابل الحزن والهم ونبذ الحزن ،والهموم بالأمل والبشرى ،والتوكل على الله عز وجل هذا هو الإسلام .الإستسلام لله والانقياد له بالطاعة في كل صغيرة وكبيرة، فالبلاء حزن والنعمة فرح ، وكلاهما ابتلاء وتمحيص الأول هل تصبر وتستسلم لله وتجتهد في دفع الحزن والبلاء وأسبابه أم تغتم وتنعي الهم وتعيشه بكل حذافيره حتى يخيم على محيطك كله الغم والهم والحزن هنا الاختبار بالاهتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسلام والسلام النفسي ،الذي ينبعث من نفسك فيثلج صدور الآخرين بالرضا والتسليم والإنابة ،والثاني : النعمة والمنح الربانية عطاء وفرح وسرور ؛لكن انتبه هي أيضا ابتلاء لانه تعالى قال:وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)الأنبياء وهنا اختبار العبد هل سيشكرأم يكفر فكل نعمة لها شكرها عند الله عز وجل ، وهنا الرضا والتسليم يجعل قلب المسلم المستسلم لله يستوى عنده الفرح والترح فيرتاح قلبه ويستسلم لمولاه فيملؤه سلم وسلام وحياة ، هي هبة من الحي القيوم .إنَّ القلوب السليمة التي تدع الهموم وتتوكل على الحي القيوم لجديرة بأن يحييها الله خير حياة فينبض القلب بالذكر والشكر والعطاء فيسعد وتنبعث منه أسرار السعادة ،ويحيا الحياة الطيبة التي أرادها الله له في الدنيا ،والأخرة ويستوي معه العطاء والمنع فلاينهزم أمام طوفان المصائب التي تحيط به وكذلك يصح قلبه وينبض بالأمل حتى وإن كان مريضًا.وانظر الى ماقاله بعض الإطباء غير المسلمين سُئل دكتور مجدي يعقوب في لقاء تلفزيوني ،وهذا عالم كبير في مجال طب القلوب :ماذا يُتعب القلب يادكتور؟
رد عليها وقالها : حاجات كثيرةوأسوأحاجة هو الحزن ..ومعظم المرضي الذين يأتون إليٍّ وعندهم مشاكل في القلب سببها الحزن ، لأن الحزن يضعف القلب ويوجعه . فالحزن وشدته يؤثر سلبًاعلى القلب،وكذلك عضلة القلب تضعف مع الحزن وكثرته.
إذن بروفيسور في القلب وأمراضه بيأكد للعالم كله إن الحزن ممكن يكون سبب الموت مثله مثل المسدس .. وإن الكسرة والحسرة والحزن سواء من ناس قريبة مننا أو على ناس قريبة مننا ممكن يسبب الموت .. وإن الدمعة على المخدة بالليل ليست دلع ومجرد مشاعر لكن ممكن تؤدي إلى الموت.. وكذلك كل مايؤدي الى الحزن والإكتئاب من مرض أو غدر أو خيانة أو كذب أو فراق كله مؤداه إلى وهن القلب وتعبه ومرضه وربما يؤدي إلى الموت .ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حذرنا من الهم والحزن ،وأننا مكلفون بدفع أسبابه، والبعد عن مسبباته في قوله تعالى: {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }الحديد(23) ، والنبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله منه ،فالدعاء الدعاء والإستعاذة من الهم والغم والحزن أسوة بنبينا صلى الله عليه وسلم .
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والغم والحزن ونعوذ بك من الذلة ونعوذ بك من القلة، ونعوذ بك من هموم الدنيا والآخرة وكروبهما ، وانثر اللهم على قلوبنا السعادة والهنا ، والسرور ،والغنى.
وكتبته /سلوى النجار الخميس