نشوى شطا تكتب” الدوغمائية”
حالة من الجمود الفكري يتعصب فيها الشخص لأفكارهِ الخاصة لدرجة رفضهِ الاطلاع على الأفكار المخالفة، وإن ظهرت لهُ الدلائل التي تثبت لهُ أن أفكارهِ خاطئة، سيحاربها بكل ما أوتي من قوة ..
الشخصة الدوغمائية أو الدوجماتية أو الدوغماتية :
الأشخاص الدوغمائيين هم أشخاص طبيعين في سلوكهم لكنهم يختلفون عن الكل بصفة واحدة التعصب لأفكارهم لدرجة الموت في سبيلها . الشخص الدوغمائية هو شخص يثق في أفكاره ثقة عمياء تمنعه من أكتشاف الحقائق حوله ، و عادة ما يوصف صاحب هذه الشخصية ( بالعقل المتحجر ) . بسبب أنه يأخذ الكثير من صفات الحجر من الصلابة و الجمود في عقله و أفكاره .
و هي تعتبر حالة شديدة من التعصب للأفكار والمبادئ والقناعات لدرجة معاداة كل ما يختلف عنها.
وأكثر ما توجد الدوغمائية في المجتمعات التي يغيب عنها التفكير العلمي والمنطق، فتتحكم الأفكار الجامدة في تصرفات أفرادها وعلاقاتهم ببعض، بعيداً عن التجديد والبحث الذي تتطلبه الحياة المتجددة والتي بنيت على التغيير المستمر والاختلاف الذي هو أحد ثوابت الحياة ونواميس الكون.
فما هو تعريف الشخصية الدوغمائية؟
– هي شخصية طبيعية في السلوك ولكن تعاني من الجمود الفكري والتعصب للمواقف والأفكار الشخصية والآراء حتى لو كانت خاطئة دون النظر لأفكار المحيطين وآرائهم.
ماهي صفات الشخص الدوغمائي؟
– يميل للمثالية في الوسط الذي يعيش فيه.
– التعصب لأفكاره لدرجة الموت في سبيلها.
– لا يعترف بأخطائه.
– صاحب فكر أحادي.
– كثير الارتباك والتوتر والقلق.
– لا يهتم لمشاعر الآخرين.
– يثق بأفكاره ثقة عمياء تحول دون أن يرى الحقائق من حوله.
– يرفض تغيير أفكاره حتى لو ظهرت له دلائل تثبت عدم صحة أرائه.
– يحارب بكل قوته من أجل إثبات صحة أفكاره.
ما هي أسباب الشخصية الدوغمائية؟
– وفق علماء النفس فإن الدوغمائية هي التنفيس عن الكراهية والإحباط المكبوت.
– بعض الدراسات النفسية ترى أن الشخص الدوغمائي يمارس الدوغمائية نتيجة لأساليب تربوية شديدة أو صدمة نفسية تعرض لها في مرحلة الطفولة.
– يرى البعض أن السبب في ظهور الشخصية الدوغمائية هو معاناة مادية أو اجتماعية أو فشل، فيبدأ في البحث عن النجاح عبر التعصب لفكر أو رأي معين.
نصائح للوقاية من الشخصية الدوغمائية:
– إدراك أن الاختلاف لا يعني الخلاف وأن المخالف لنا ليس عدو.
– البحث عن نقاط اتفاق بدلاً من نقاط الاختلاف مع الآخرين واعتماد التسامح في العلاقات.
– البحث عن التكامل فيجب أن نعلم أن المختلفين يتكاملون معنا وليسوا معيقين.
– إدراك فائدة النقد وأن النقد يزيد من قوة الأفكار وفرص نجاحها.
و الدوغمائية حسب مكتشفها العالم الأمريكي (ميلتون روكش) تعني عدم قدرة الشخص علي تغيير جهازه الفكري . عندما تتطلب الشروط الموضوعية لذلك . أي إنها لا تسمح لصاحبها بإجراء أي تعديل ، أو تغيير أو تبديل في أفكاره حتي عندما تكون هناك أسباب تستدعي إجراء مثل هذه المراجعة .
صفات الشخص الدوغمائي :
إن الشخصية الدوغمائية تميل ألي المثالية ، فهو ينشد الكمال في الوسط الذي يعيش فيه .
شخص قليل الخبرة بواقع الحال و لكن لايعترف بذلك .
صاحب فكر أحادي ليس لديه للمشكلة غير حل وحيد حتي و إن ساقه لتحمل المشاقة و الآلآم الي مالا نهاية . فهو لا يمكنه الأهتداء ألي بدائل أخري أو حتي البحث عن بدائل أكثر نفعاً .
غير قادر علي التخلي عن آرائه حتي لو بدا له خطؤها . فليس لديه إمكانية لتغيير الآراء فهو عادة ما يستخدم ألفاظ صارمة توحي للآخرين عدم جدوي الحوار معه .
يعطيك انطباعاً بأن لديه جواب لكل سؤال . بسبب المبادئ و المفاهيم التي يحفظها عن ظهر قلب و يستخدمها دائماً في محاوراته .
يحظي بكثير من الإرتباك و التوتر و القلق الدائم و الشك في الأخرين و التناقض في تعاملاته . مما يجعله يخسر انسجامه الذاتي ، كما يجعله يفقد إدراكه لمنطقية أعماله و عدم اتساق مقدماتها مع نتائجها .
لا يهتم لمشاعر الآخرين فهو يعبر عن أفكاره بدون أخذ في الاعتبار مشاعر المستمعين ، و يعمم دائماً المشاعر و الأوصاف السلبية .
طرق الوقاية من الشخصية الدوغمائية بأربعة قواعد :
القاعدة الأولي :
الاختلاف هو الأساس : بينما الأتفاق هو أمر نادر الحدوث لذلك يجب التصديق بأن الاختلاف سنة كونية لامفر منها . و أن الاختلاف لا يعني الخلاف بل هو زوايا نظر مختلفة ، و المخالف لنا ليس عدو لنا بل هو مجرد شخص لا يشبهنا ، و الكون يسعه و يسعنا و من المؤكد أن هناك نقطة اتفاق ستجمعنا لاحقاً .
القاعدة الثانية :
التسامح هو الحل : من أهم القواعد التي تساعدنا علي التخلص من الجمود . هي البحث عن نقاط أتفاق لاعن نقاط أختلاف و بالتالي تصبح القاعدة أنا أفوز ، و أنت تفوز و ليس بيننا خاسر و لن يحدث ذلك الا بالتسامح و العفو .
القاعدة الثالثة :
التكامل هو المطلوب : فالشخص الدوغمائي لايري أن الأختلاف رحمة بل حرب و المختلف عدو له . لذلك يجب أن نعلم أن المختلفين مكملين لناو ليس معيقينا و أن المهارات الحياتية المختلفة لن تظهر مع من يشبهنا بل مع من يختلف عنا .
القاعدة الرابعة :
النقد هو النجاة ؛ يجب أن نعلم أن الفكرة الصحيحة لا تخشي النقد . بل النقد يزيدها قوة ، و المرونة تزيدها نجاح ، و عكسها الأفكار المهزوزة التي تسقط من أول نقد .
علاج الشخصية الدوغمائية :
مراجعة النفس بإستمرار و ذلك لا يأتي إلا بالشك الموضوعي . فالشك الموضوعي في علم النفس هو ضرورة في حياة الإنسان حيث يتم من خلاله تطور الشخص معرفياً و ثقافياً.
التحلي بالمرونة فالجمود عكس المرونة و يعني عدم القدرة علي ايجاد ، أو ابتكار أفكار وأراء متنوعة . من أجل حل مشكلة ما بينما المرونه كنز لمن يمتلكها بالحكمة .
الأنفتاح علي كل ماهو جديد من حولنا و عدم أنغلاق الشخص علي ذاته و تحري المشورة في الرأي من أصحاب العلم .
التعامل مع الشخص الدوغمائي بحكمة و حنكة و علم وروية ، فعرض الأفكار يكون بالحكمة . لا بالحماقة و بالموعظة الحسنة فالمجادلة تكون بالتي هي أحسن حتي تكون مجدية .
علي الوالدين تحسين المعاملة مع أبنائهم ، و تشجيعهم علي الأنفتاح الفكري . التعامل بمرونة مع الأفكار الجديدة التي لاتتعارض مع ديننا الإسلامي العظيم .
علي المؤسسات التعليمية نشر الفكر السليم . و المنهج الإسلامي القويم ، و أن تهتم بتنمية روح الحوار المنهجي وكل مايسهم في بناء شخصية معتدلة و متزنة.