احمد عدوي يكتب ..انتقال دعوى الضلال من السرية الى العلنية
كان مفهوم الوسوسة منذ ضهور الاديان مفهوم غير واضح عند الكثيرين ممن لا يؤمنون بالله و اليوم الاخر و من يدعون الى العلمانية او الإلحاد بل وحتى عند الكثير من المؤمنين لانه امر غير واضح لا يمكن رؤيته ولا الاحساس به الا عند من امن ايمان رسخ في قلبه وليس من توارث معتقداته بلا تدبر وفهم منه، و ضل الوضع على حاله الاف السنين الى ان وصلنا الى زماننا الحالي الذي بدا مفهوم الوسوسة فيه يكون واضح جدا حتى لمن اصيب بالعمى، فلا تحتاج سوى ان تتصفح بجوالك لوقت قصير لترى كمية الصور والمقاطع التي تدعو الى الإثارة تحفيز الغرائز والتي في احيان كثيرة تفرض عليك مشاهدتها كاعلانات قصيره في بداية اي مقطع فيديو تود مشاهدته حتى وان كان مقطع لتلاوة قرآنية. وهذا الامر شائع جدا و بدا يستهدف الاطفال الذين ليس لديهم المناعه الكافية لكي يفهموا ماذا يحدث في هذا العالم المجنون. ان هذه المقاطع الاعلانية الصغيرة او الصور التي تحاول ان تثير الغرائز او تلفت الانتباه الى امور تدعوا الى تشويه السلوك السليم والفطرة السليمه ليست الا نوع محدث من الوسوسة يمكن مشاهدتها بوضوح، وهذا التحديث الجديد ليس الا نتاج اتحاد واضح بين اهل الشر واعوانهم، حيث انهم يوحي بعضهم الى بعض منذ القدم ولكنهم اليوم تمكنوا من بناء امبراطورية مالية وعسكرية مكنتهم في البداية من التلميح عن اهدافهم السرية الخفية رغم بشاعتها اما اليوم فقد ظهروا معلنين بشكل واضح عن انفسهم من خلال رفعهم لرايتهم اللتي بدءوا يرفعونها تباعا، ابتداءا من المؤسسات الاعلامية حصنهم الحصين وانتهاءا بالكثير من الشركات والمؤسسات بمختلف المجالات التجارية والصناعية و غيرها. ان هذا التحول لن يكون سوى خطوة اولى تتبعها خطوات في حربهم ضد الفضيلة ودعاتها تبدا بتجريم من ينتقدهم وتنتهي بمحاصرة من اختار ان يكون مع الفطرة السليمة ويدعوا للحفاظ عليها.
بمعنى ان الاصطفاف اليوم اصبح واضح جدا لا يدع مجال للشك والانسان يختار طريقه بوضوح فالخير بين والشر بين ولا مجال ليقف احد بموقف الحياد.
ان المستهدف الاساس من هذه الحملة هم الاطفال والمراهقين حيث اعلنت شركة دزني و نت فليكس والعديد من الشركات الاعلامية دعمها للمثثثليه من خلال ما تنشره من رسوم متحركة وافلام. ان هذا الوضع يضع الاباء و الامهات اما مسؤولياتهم في تحصين ابنائهم ومتابعة ما يشاهدون بحذر وان يدفعوهم باتجاه الالعاب التقليدية وتنمية مواهبهم وفصلهم عن عالم الشاشات الغبية فهي سلاح الاعداء المرفوع بوجوهنا جميعا.