د.سحر السيد..تكتب..نساء لا يرغبن في الزواج

هل بقاء الإنسان أعزب دون زواج والاستغناء عن شريك الحياة يمكن أن يكون سببًا لحياة أكثر سعادة؟ هل أصبحت أحلام الفتيات الأن خالية من الثوب الأبيض وفارس الأحلام؟، لقد أصبح التمرد على الزواج يكتسب أنصاراً كل يوم، بسبب أن المجتمع يضع العديد من القيود الاجتماعية المرتبطة بالزواج، بحيث يعيش الأشخاص في إطار محدد، يفضل المجتمع أن يراهم من خلاله، وهو ما دفع الكثير من الفتيات إلى الهروب من هذه القيود وتفضيل حياة العزوبة.

فحين لا ترغب المرأة في الزواج، فهذا يعني صراحةً أن فكرة تأسيس عائلة وإنجاب أولاد لا تراودها أو أنها ليست من الأولويات في حياتها، ويأتي ذلك غالباً نتيجة اقتناع شخصي بأن الأهداف المرجوّة في الحياة أشمل وأوسع من الارتباط النهائي برجلٍ واحد طيلة العمر، وقد تكون الأسباب نفسية لها علاقة بتجارب أو نماذج سابقة تعكس عدم ارتياح المرأة نفسياً وتقييد حريتها وأحلامها وطموحاتها وحصرها في اطار ضيّق لا تستطيع التأقلم معه، لكن المسألة الأهم في كل الموضوع أن المرأة التي لا ترغب في الزواج هي عادة امرأة متصلّبة المشاعر وقادرة على التخطيط لقضاء حياة كاملة بمفردها بدون وجود سند فعلي لها يسمى الزوج. فالمرأة المتحرّرة كليّاً من قيود المجتمع هي من أكثر أنواع النساء اللواتي لا ينظرن خلفهن ولا يهمهم كلام الآخرين، وغالباً ما تفضل المرأة المتحررة خوض تجاربها الحياتية بمفردها وعلى كل الأصعدة، وقد يكون الجانب العاطفي شقاًّ أساسياً من الجوانب التي تعيشها المرأة وفق وجهة نظرها ما لا يدفع بها إلى الزواج باكراً. وقد يصير الزواج في غالب الأحيان حجر عثرة في حياة المرأة القادرة مادياً، والتي استطاعت جمع ثروتها بنفسها نظراً إلى نجاحها المهني، ويأتي ذلك الواقع بسبب الخوف الذي يعتريها من إمكان طمع الشريك بأموالها أو استغلالها في هذا الإطار لتحقيق طموحاته الشخصية واستضعافها والسيطرة على قراراتها. وهناك الفتاة أن بيئتها العائلية في ما يخص شؤون الزواج سلبية، فهي بالتالي سترفض فكرة الارتباط مهما كانت العروض مغرية بالسعادة، فالنتيجة هنا فتاة محبطة نفسيّاً نتيجة نماذج غير مشجعة في حياتها. وهناك نوع  أخر من النساء تكون أنانية لا تشارك كيانها مع أحد وهن قليلات لكنهن موجودات، وهذا النوع من النساء يخاف من فكرة الحمل والأنجاب وربما الاعتناء بالأطفال لأن في ذلك تأثيراً سلبياً على شخص المرأة بحسب ما تعتقد، ورغم أن هذه النظرية خاطئة ولكن طباع الفرد تغلب المنطق أحياناً، وهذا ما يدعوا البعض إلى تفضيل العيش مع الحيوانات الأليفة كالهررة على حساب تأسيس العائلة.

أما عن نظرة المرأة المثقفة إلى الزواج دائما ما تكون نظرة رعب واستعباد وقهر لعدة أسباب ظاهرية وباطنية، فهي تحاول قدر الإمكان أن تجد الاستقرار، حتى تغير نظرتها للزواج من رعب إلى حب.

وفي النهاية أقول لكل فتاة أو أمرأه عزفت عن الزواج نتيجة تراكم بعض العقد النفسية لديها، الزواج من السنن الكونية التي شرعها الله للحفاظ على النسل البشري وحماية الشباب والفتيات من الوقوع فيما حرم الله، إلا أنه ينبغي الدقة في اختيار شريك الحياة المناسب لتجنب الوقوع في العديد من المشاكل الأسرية التي بسببها عزفت الكثير من الفتيات عن الزواج.

كما أنصحك بأن الحياة الزوجية مهما كانت درجة الاتفاق بين الزوجين إلا أنها لابد أن تمر ببعض العقبات التي يجب أن يتفاداها الزوجين بحكمة وذكاء بالتحاور وسماع كل منهما الأخر، كما يجب أن يتعرف كلا الزوجين على حقوقه وواجباته تجاه الطرف الآخر، والتعرف علي مخاوف الزواج لتجاوزها وتفاديها بالطرق الصحيحة.

post

وقال الله تعالى في سورة الرّوم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}.

 

زر الذهاب إلى الأعلى