المشكلات التي تواجهه المرأة العاملة.. و كيف تواجهه المرأة العاملة ضغوط الحياة*
روان خالد
قرار ليس بالسهل أن تتخذه المرأة مع الأسرة لدخولها معترك الحياة العملية خارج منزلها فهي مابين تحقيق طموح النجاح و تحقيق ذاتها في العمل وبين تحقيقه داخل الأسرة ؟
ففي وقتنا الحالي المرأة لديها مشكلات في حياتها العملية, بالإضافة إلي مهامها المختلفة داخل منزلها.
وعلى الرغم من التقدم الفكري إلا أن المرأة العاملة تواجه العديد من المشكلات سواء من المجتمع وتمسكه بالعادات والتقاليد, وغيرها من المشكلات داخل مجال عملها.
الإنسان بلا عمل لا يرتبط بالحياة وبلا عمل لا يحقّق دوره في الحياة(حياة بلا عمل هي حياة بدون هدف) .
-مشكلات اجتماعية و نفسية تعترض المرأة العاملة فما هو الصراع العاطفي والنفسي الذي تمر به ؟
-هل من الصعب عليها المواءمة بين واجباتها المنزلية ومتطلبات عملها خارج المنزل ؟، وهل هي قادرة على ذلك بشيء من حسن الإدارة والترتيب ؟
-ما المقترحات لتخفيف العبء عن المرأة العاملة ومعاناتها بين البيت و العمل و العلاقات الاجتماعية ؟
كل هذا وأكثر نتسأئل عنه حول بحثنا في تقرير جريدة نبض الوطن .
فالبداية تعتبر الضغوط احد المظاهر الرئيسية في حياتنا المعاصرة و هي رد فعل للتغيرات التي طرأت علي کافة النواحي في حياتنا حتى أطلق علي عصرنا الحالي عصر الضغوط وأصبح الجميع يعاني من الضغوط الطفل، المراهق، الشاب، المسن، الرجل، و المرأة، فالحياة مليئة بعوامل و مسببات للضغوط في العمل، العلاقات الاجتماعية، العلاقات العائلية، النواحي المالية، التعليم، الظروف العامة التي يعاني منها المجتمع.
و يواجه الإنسان في حياته العديد من المواقف الشاقة التي تتضمن خبرات تهدد کيانه , و تتباين الاستجابات الايجابية الموجهة نحو حل المشکلات أو التخفيف من ضغوطات حياته.
و المرأة تشارك بشکل فعال في الحفاظ علي قوة الأسرة في مواجهة ضغوط الحياة بأشکالها الاقتصادية و المالية و البحث الدائم عن الاستقرار.
المرأة العاملة وصعوبات الحياة للنقاش
إن معظم النساء العاملات يواجهن الكثير من المشكلات التي تتعلق بعدم القدرة على التوفيق بين الواجبات المنزلية والواجبات الوظيفية والإنتاجية.
مشكلات المرأة العاملة
المشكلات الأسرية التي تعاني منها المرأة العاملة:
تُعد المشكلات الأسرية من أخطر المشاكل التي تعاني منها المرأة العاملة، فإن عمل المرأة لساعات طويلة خارج المنزل سيؤدي إلى تقصير المرأة من واجباتها تجاه الأسرة بالأخص إذا كانت المرأة متزوجة ولديها أطفال فإن الواجبات الوظيفية قد تتعارض مع الواجبات الأسرية:
1. التناقض بين الواجبات المنزلية والواجبات الأسرية:
إن المهام الأسرية التي تترتب على المرأة تتطلب من المرأة أن تبذل جهود مضاعفة من أجل تخصيص أوقات للأطفال وتربيتهم وتنشئتهم ورعايتهم وحتى تعليمهم، كما أن المراة لا تقف واجباتها عند المسؤوليات الأسرية فقط بل لديها واجبات وظيفية ومهنية تعمل بها خارج المنزل وفي الأغلب فإن الواجبات المنزلية تتعارض مع الواجبات الوظيفية.
2. مشكلة تربية الأطفال للمرأة العاملة:
هناك مشاكل أخرى تتعلق بالمرأة العاملة، ومنها تربية الأطفال فإن المرأة العاملة تضطر للبقاء بعيدة عن أطفالها طوال فترة العمل خارج المنزل، فيتعرض الأطفال إلى الإهمال وسوء التربية والمرأة العاملة تبقى قلقة على أطفالها طوال فترة عملها وهذا القلق يُقلل من تركيز المرأة العاملة ويؤدي إلى انخفاض إنتاجية المرأة العاملة وتدني مستوى الخدمات التي تقدمها المرأة في داخل المؤسسات أو الجهة التي تعمل بها المرأة فالمرأة في أغلب الأوقات لا تجد من يرعى أطفالها ومن يشرف عليهم فترة غياب المرأة في عملها.
3. تأزم الحياة الزوجية للمرأة العاملة:
ومن المشاكل التي تواجه المرأة العاملة هي مشكلة توتر العلاقات بين المرأة وزوجها، مع العلم أن عمل المرأة خارج منزلها كما تبين وتوضح الدراسات والبحوث الاجتماعية أن عمل المرأة يجلب لها الاحترام والتقدير وبعطيها مكانة اجتماعية عالية في داخل الأسرة وحتى في المجتمع المحيط بها، وعمل المرأة يقدم لها الرفاه الاجتماعي والاقتصادي ويرفع من معنويات المرأة ويعزز من ثقة المرأة بنفسها ويدعم استقلال المرأة وذاتيتها ويعود سبب توتر العلاقات الزوجية إلى غياب المرأة عن زوجها لساعات العمل وتعرضها للتعب والإرهاق والملل، مما يؤدي إلى انشغالها عن حياتها الزوجية والأسرية.
سجلت النسبة العامة للعاملين في عمل دائم 68.3% من إجمالي العاملين بأجر، وترتفع هذه النسبة إلى 88.0% بين الإناث مقابل 65.0% للذكور، وتبلغ نسبة العاملين بعقد قانوني 40.3% من جملة العاملين بأجر، وترتفع هذه النسبة بين الإناث لتصل إلى 73.1% بين الإناث مقابل 34.8% بين الذكور.
وبحسب المركزي للإحصاء في بياناته لعام 2021، فإن نسبة المرأة المعيلة في مصر وصلت إلى 18.2%، وهناك امرأة معيلة تتمركز في الريف والوجه القبلي بنسبة 25.6%، وفي الوجه البحري تصل النسبة إلى 29%.
لم تعد النساء العاملات تمثل أقلية لا تؤثر على سوق العمل، فوفقا للبيانات الصادرة عن بحوث القوى العاملة عام 2020، بلغت مساهمة المرأة في قوة العمل 14.3% من إجمالي قوة العمل (15 سنة فأكثر) مقابل 67.4% للرجال، وبلغ معدل البطالة للإناث 17.7% مقابل 6.0% للذكور، وبلغت نسبة الإناث المشتغلات (15 سنة فأكثر) 11.8% مقابل 63.4% للذكور، في حين بلغت نسبة الإناث اللاتي يعملن عملا دائما 88.0% مقابل 65.0% للذكور.
وأفاد المركز القومي للإحصاء في بياناته لعام 2021، بأن نسبة النساء اللاتي تشغلن مهنة الأخصائيات والمهن العلمية بلغت 37.5% من إجمالي المشتغلين، بينما مثلت القائمات بالأعمال الكتابية 33.5%، أما نسبة الفنيات ومساعدي الأخصائيين 25.9%، والمشتغلات في الزراعة والصيد 18.6%، بينما كانت نسبة العاملات في الخدمات ومحلات البيع 13.6%، وكانت نسبة العاملات في المهن الحرفية هي الأقل بواقع 1.5%.
قرار مجلس الوزراء رقم 719 لسنة 2020 على الخط المختصر 15115
يعلن المجلس القومي للمرأة عن تلقيه شكاوى النساء العاملات من الأمهات اللاتي يواجهن أى مشكلات أو تعنت فى تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 719 لسنة 2020 والخاص بتخفيض عدد العاملين في المصالح والأجهزة الحكومية والذي يأتي في إطار خطة الدولة لمواجهة إنتشار فيروس كورونا ، وذلك على رقم مكتب شكاوي المرأة المختصر 15115 .
وكان قرار رئيس مجلس الوزراء قد تضمن منح الموظفة الحامل أو التي ترعى طفلاً أو أكثر يقل عمره عن اثني عشرة سنة ميلادية إجازة استثنائية طوال مدة سريان قراره بمرتب كامل، كما ادرج القرار السيدات العاملات من الأمهات لأشخاص ذوى اعاقة ممن يزيد عمرهم على 12 عاما ضمن الفئات المشمولة بقرار مجلس الوزراء .
وأكدت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة أن جميع الشكاوى التى ترد الى المجلس سوف يتم التعامل معها فورا والعمل على ازالة سبب الشكوى فى حال التاكد من جديتها واحقيتها، ويأتي ذلك في ضوء حرص المجلس على مصلحة المرأة المصرية وحماية حقوقها التى منحتها لها الدولة للتخفيف الاعباء عن كاهلها ، مشيرة الى كبر حجم المسئولية الملقاه على عاتق المرأة في ظل الظروف والتحديات التى يمر بها العالم في الوقت الحالي، لذلك لابد من دعمها ومساندتها وتوفير كافة الخدمات والسبل لتسهيل عليها القيام بدورها ، مشيرة ان المكتب قد تلقي بالفعل عدد من الشكاوى من السيدات على رقم مكتب شكاوي المرأة وجاري العمل على حلها .
من جانبها أكدت النائبة الدكتورة هبة هجرس عضو المجلس مقررة لجنة المرأة ذات الاعاقة بالمجلس ان اللجنة على استعداد تام لتلقى شكاوى النساء والفتيات من ذوات الاعاقة العاملات والامهات لاشخاص ذوى الاعاقة ممن يواجهن اى مشكلات او تعنت فى تطبيق قرار مجلس الوزراء، وتحويلها الى مكتب شكاوي المرأة بالمجلس للتعامل معها وازالة سبب الشكوى بعد التأكد منها ..
أوضحت العديد من الأبحاث والدراسات أن المرأة العاملة في الغرب تعاني من مشكلات كثيرة، منها: عدم حصولها على الوظيفة المناسبة، أو الترقية وانعدام تساوي الفرص الوظيفية.
ففي دراسة قام بها جان جوردن نشرت في المجلة الدولية لإدارة وإستراتيجيات الشرطة لعام 2002م، و مازالت مستمرة حتي الآن اتضح أن بعضاً من النساء المتقدمات للعمل يخضعن للابتزاز والمساومة منذ مرحلة تقديم الطلب وإجراء المقابلات ومرحلة فرص الاختبار والتوظيف إلى ما بعد مباشرتهن للعمل من قبل فريق التوظيف.
العديد من التقارير الصادرة عن شرطة الجامعات في الغرب أوضحت أن حالات القتل للطالبات في محيط السكن الجامعي في تزايد.
نصائح للمرأة لحل معوقات العمل:
تطوير ذاتك وحياتك
يجب العمل على فكرة تطوير ذاتك والتخطيط لأهدافك حتى إن كنت لازلت في بداية عمرك ومن خلال القراءة والمعرفة سيوف يكون الأمر أسهل. وبعد السير في طريق يجب العمل على فكر تطوير ذاتك وحياتك بالشكل الذي يتناسب مع حالتك من أجل عيش حياة أفضل، ولا تنسى أن تكون متطلعة لحياة أفضل باستمرار.
توفير كافة المستلزمات وتنظيمها يوفر عليك الوقت عند البحث عنها
كالأوراق والأقلام وشاحن الجهاز المحمول وما إلى ذلك من مستلزمات تحتاجينها أثناء الشغل أون لاين وأداء الوظائف من المنزل، فتوفير كل المعدات و وضعها أمامك على المكتب بشكل منتظم من شأنه عدم هدر الوقت في البحث عن المستلزمات عند الحاجة إليها
ما يميز الوظائف في المنزل هو حرية اختيار أوقات وأماكن العمل، ولكن ذلك قد ينعكس سلباً علينا ان لم يكن هناك تخطيط جيد وتحديد ساعات العمل بشكل دقيق ومنظّم لما ما تعكسه أهمية تنظيم الوقت من أثر واضح على حياتنا. فعند القيام بالوظائف عن بعد من المنزل يجب تحديد جدول عمل يتضمن الوظائف التي سيتم إنجازها يومياً مع تحديد ساعات العمل لكل منها ومجموع الساعات الكلى وذلك من شأنه أن يبعث روح المسؤولية والانضباط عند العمل من البيت.
الاهتمام بالقراءة والمعرفة
القراءة هي الوسيلة الوحيدة التي تحيينا،القراءة والثقافة هي الوسيلة لخلق الإنسان الجديد المعاصر، و القراءة مفتاح المعرفة وطريق الرقي ؛ وما من أمة تقرأ إلا ملكت زمام القيادة وكانت في موضع الريادة.
وقد دعا إليها ديننا الحنيف في أول آية نزلت على رسولنا الكريم وهي (اقرأ).
كيف يمكن أن تكوني امرأة قوية ومؤثرة بالمجتمع دون الاهتمام بالقراءة وزيادة معرفتك بالأشياء؟ في الحقيقة تعد القراءة المستمرة من أكثر الأشياء التي سوف تمنحك القوة الداخلية لتطوير ذاتك ومساعدة من حولك وحتى تصبحين مصدر إلهام وقوة للعديد من النساء في المجتمع.
مساعدة من حولك من النساء
أغلبنا يمكن أن يقدم المساعدة لمن حوله بطرق مختلفة، أن يكون مرشد لمن هم أصغر منه بالعمر أو مشاركة تجربتك لمن حول فتصبحين مصدر إلهام لهم أو حتى تشجعيهم في المشاركة ببعض الأنشطة التي تساعدك في دعم المرأة بالمجتمع. كل هذه خطوات مهمة يجب القيام به أي كان عمرك فهو جزء من دورك كامرأة قوية في المجتمع.
دعم مؤسسات تمكين المرأة في مجتمعك
إحدى الخطوات التي تساعدك في أن تكوني عضو فعال في المجتمع هو الاهتمام بدعم منظمات تمكين المرأة في مجتمعك وذلك إما بتقديم التبرعات أو بالمشاركة ببعض الوقت من أجل مساعدتهم للوصول لكل امرأة تواجه بعض الصعوبات في المجتمع.
تميزي بأفكارك المبدعة و الإيجابية
تتعرض أغلب النساء إلى الكثير من العبارات السلبية التي يمكن أن تؤثر عليها وتتعرض لهذا بداية من مرحلة الطفولة وحتى النضوج والتي تؤثر بشكل كبير على الفتيات خاصة في مرحلة المراهقة لهذا يجب عليك أن تكوني قوية أمام العبارات السلبية وعدم الاستلام لما يقوله لك أي شخص. ويجب أن تكون شخصية إيجابية سواء بأفكار أو أفعالك لأنها لها تأثير كبير على من حولك.
التوافق بين العمل و مسؤلية المنزل
يجب على المرأة عدم إهمال المنزل و العائلة وواجباتها تجاه زوجها وأولادها، فعليها تخصيص ولو يوم واحد فى الأسبوع للقيام بواجباتها الأسرية .
كيفية خلق توازن في عملها، وطريقة الفصل بين مشاكل البيت وضغوط الوظيفة وعدم تغليب جانب على آخر، مشيرة إلى أهمية أن تمتلك المرأة المهارة على إنهاء العمل في وقته المحدد، وعدم تجاوز ساعات العمل، حتى لا ينعكس الأمر سلباً على متطلبات الأسرة.