الطبيب السياسي
سوريا-روعة محسن الدندن
يقول توم باین في كتابه حقوق الانسان أن ” الحكومات تنشأ إما من الشعب أو فوق الشعب“
عندما يصاب المجتمع بخلل كبير بحيث تفقد فيه الشعوب الحرية والأمان وتصبح فيه القوانين كثياب بالية ممزقة لا تناسب العصر وتتفاقم المسافات في الأفكار ويكون لدينا فارق زمني يصعب تجاوزه أو توفيره للالتقاء فهذا يشبه من يدخل المريض إما في غيبوبة لحين ايجاد العلاج أو حفظ الجثة في ثلاجة خشية تحللها وانتشار وباء يصعب السيطرة عليه
كذلك هم الناخبون أو من يتم توليتهم صياغة القوانين للعمل بها
فالمجتمع لا يكون قائما بدون طرفي كيانه وهما الشعب والحكومة وهذه العلاقة إما تثمر بالإجاب أو النفور
فيكون الناخبون هم الأطباء السياسيين لعلاج أي خلل أو اصلاح القوانيين من أجل مواطنين الدولة
فمهمة الطبيب الناجح في الإنقاذ في الوقت المناسب
وليس الحفاظ على مومياء الفكري في عصور سابقة
وجعل السلطة الفردية هي المتحكمة على الناس فهذا ضد مفهوم الحرية التي قامت على أساسها المجتمعات منذ الازل
لمنح الناس الأمان وسن القوانيين من أجل الحقوق والواجبات
ولذلك فإن كل ناخب أو مسؤول له اختصاصه السياسي للعلاج
لذلك الجميع يبحث عن أمهر الأطباء لتشافي في حالة الحادث المفاجئ أو تفاقم الداء
ولذلك من الحكمة والعقلانية والتجارب عدم المخاطرة بالكيان ككل من أجل توقف عضو أو فساده
فالدول الناجحة نشأت واستمرت على اسعاد شعوبها وتدارك أي داء
وأما الدول التي تنشأ فوق شعوبها فهي لزوال مهما حاولوا انعاشها بالمسكنات