المرأة الصعيدية

جلال صبري

الجمال فقط ليس شيء نراه بل علينا اكتشافه

الطرحة والجورجار والشملة والخولخال والغمزة في الضحكة وجمال سمار اللون والسحر في العيون والورد في الشفه.

الوجة الاخر لنساء الصعيد.

المرأة الصعيدية حالة مختلفة من النساء فهي المرأة التي استمدت من الجنوب الاصالة والقوة والجبروت وهي ايضا التي ارتوت من نهر العطاء والتضحية مما يجعلها تظهر حيرتها ولكنها تستخدم حكمتها المدفونه داخل فطرتها لتفرض هيمنتها برقة علي كل مايجري من حولها فهي ليست كما يصورها البعض في السينما والدراما ضعيفة هشة لاحيلة لها ولكن اذا تعمق ناقدها لوجدها قوية ذكية لكن علي طريقتها الخاصة بعيدة عن الاضواء تبقي هي النموذج المنفرد الذي يحلق بتفكيرة خارج الصندوق وتسير بقوتها وصلابتها كي تواجه التحديات مستخدمة عقلها المتزن وقدرتها علي احتواء من حولها .

عزيزي القارئ اذا كنت ممن حالفهم الحظ وقمت بزيارة الصعيد فعليك ان تتجول بعين الباحث في القري والنجوع تحسس قصص النجاح والكفاح لسيدات عظيمات فمنهم من فقدت زوجها وتركها معيلة لجمع من الابناء وتقمصت شخصية البطل واصبحت ذات الوجهين الام والاب وتحدت الصعاب وتغلبت عليها وصدرت للمجتمع اسرة سوية مبنية علي القيم المجتمعية الاصيلة التي اندثرت او التي تلاشي بعضها واصبح في طي النسيان علينا جميعا ان نرصد تلك النماذج ونبرزها ونتخذها قدوة لنا حتي نخلق جيل يحمل سمات وراثية وجينات قادرة علي النمو والتقدم .