في عين العدو….
الأديب الليبي محمد اسويسي
هذا العدو الحاضر الغائب الذي لم نتمكن يوما من اعلان هزيمته
بالرغم من ان احتفلاتنا باعياد النصر تفوق كل صنوف اعياد المواطنة .
هذه الامنية ذات الدعوة الموسومة بضرورة ألاصابة
مباشرة في عين العدو لتوقف تعويذاتها سيئة السمعة نحونا
والتي يبدو انها نقطة البدء في اعتقادنا لأي ضرر قد يصيبنا .
لنعود بعد ذلك لتبرئة هذه العين معلنين ان ماقد وقع هو
خارج عن ارادتها وانها اصابة قدرية محتومة وانه ليس علينا ان نحمل عين العداوة الحاسدة
هذه المرة فعلة ليست هي مسؤولة عن اصابتنا بها .
(عين الودود تغلب عين الحسود)
ونعود للعدو هذه المرة في صورة متشفيه نحو عينه اللدودة اللعينة اعلانا بلسان من عجز عن اتقاء شر هذه العين فنكتفي نحوها بأمنية مؤذية على استحياء ماكر بالغ الشماته.
(قرصه فالعدو تشفي) .
وحين يرفض الواقع وجود هذه العين الافتراضية نلجأ لملاذنا المتبقي لديمومة واقعنا شديد التواضع الموسوم بالأحلام التعويضية
مرددين نصحا وتذكيرا بل تنبيها
لمن نحب انه .
(اللي يكرهك يحلم لك المنام الشين)
وفي نهاية المطاف يظل مخزون ارثنا الزاخر ملاذا للاحتماء من هذا العدو
الخفي حين نخوض معه معارك الغيب الغير مأمونة.
فنعلنها تقية ثلاثية الابعاد تاريخية موغلة في تأسيس ليبيتها صحراوية ساحلية متوسطة بينهما لاتضاهى وهي مصممة لكي تصيب عين
العدو اينما كان وحيث ما وجد في بوءبوء عينه اللعينة التي طالما انتزعت فرحة
تفوقنا المتميز واصابتنا بالخوف من عواقبه.
تلك التلاثية التي طالما وقفت عند حدود ثلاثيتها التعويذية المكانية
ولم تعلن انحيازها جهويا بالرغم من توزيعها التضاريسي الجغرافي
الثلاثي الاقاليم في كل ليبيا فلم تنحاز لغير الوطن ذاكرة تستعيد ثقافته كلما حدقت به عين العدو
حسدا.
انها ليبيا الأنتماء للهوية والوجود…لاستعادة وطن
(اخميسه… وحويته… وقرين)
(عليك يابلادي مالتقسيم.)
((حويته…. وخميسه…. وقرين…. عليك ياوطني مالشينين))
تعريفات:
هذه التعويذات الثلاثية كانت يوما ذات تأثير في الوجدان الليبي منذ العصر الحجري.
(الحويته) تصغير حوت ايقونة وجدت على المقابر القديمة بالساحل الليبي
(الخميسة) ايقونة للحضارة الجرمنتيةالليبية الصحراوية
(القرين) رمزية لمعبود ليبي قديم (قرزل) على تخوم الصحراء والساحل.