سلوى النجار/تكتب. وعد الله حق ويقين

سلوى النجار
لايزال العبد في فسحة من ربه ،وأمل ، ورجاء ،ودعاء،وتقرب حتى يأتيه الله بالنصر والفتح والفرج ، والعون ، حاشاه سبحانه أن يخذل يد عبد مُدت إليه ، هؤلاء هم الرسل نزل عليهم من البلاء مالم ينزل على أحد من الخلق كلهم ، ولكنهم صبروا وأيقنوا ،واستيقنوا ، وصدقوا الله وصَدَّقوا بكل ماأمرهم ،وآتاهم ،فانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا مايقول أشهد أني رسول الله ، وفي غزوة الخندق يقول مرتجزًا:” أنا النبيُّ لاكذب أنا ابن عبد المطلب ” وفي هذا ليثق المؤمن مادام على الحق والصدق فلن يخذله الله أبدًا
وفي رسل الله الأسوة الحسنة يقول تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ }الْمُجْرِمِينَ (110)
وهنا تتجلى معاني هذه الاية الكريمة كما جاء في تفسير ابن كثير:
يخبر تعالى أن نصره ينزل على رسله ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، عند ضيق الحال وانتظار الفرج من الله تعالى في أحوج الأوقات إلى ذلك ، كما في قوله تعالى : ( وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) [ البقرة : 214 ] ، وفي قوله : ( كذبوا ) قراءتان ، إحداهما بالتشديد : ” قد كذبوا ” ، وكذلك كانت عائشة – رضي الله عنها – تقرؤها ، قال البخاري :
بسنده ..أخبرني عروة بن الزبير ، عن عائشة قالت له وهو يسألها عن قول الله : ( حتى إذا استيئس الرسل ) قال : قلت : أكذبوا أم كذبوا ؟ فقالت عائشة : كذبوا . فقلت : فقد استيقنوا أن قومهم قد كذبوهم فما هو بالظن ؟ قالت : أجل ، لعمري لقد استيقنوا بذلك . فقلت لها : وظنوا أنهم قد كذبوا ؟ قالت معاذ الله ، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها . قلت : فما هذه الآية ؟ قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم ، فطال عليهم البلاء ، واستأخر عنهم النصر ، ( حتى إذا استيئس الرسل ) ممن كذبهم من قومهم ، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم ، جاءهم نصر الله عند ذلك .
وفي هذا مايدعو المسلم الى التمسك بالحق واتباع ما أمر الله به ورسوله والصمود على ذلك والنصر والفرج آتٍ لامحالة فصبر ساعة خير من التردي والخذلان ، يقول تعالى: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)الروم

زر الذهاب إلى الأعلى