عبد الحميد طه يكتب عن نشأة الانشاد الديني

وصف هيرودت المصريين بأنهم أكثر شعوب العالم تدينا، واستمرت صفة تدين المصريين بالظهور فى كتابات المؤرخين والمستشرقين فى العصور التالية، واعتبر جمال حمدان التدين سمة أصيلة وقديمة قدم الأديان، وخاصية منحت المصرى قوة داخلية وصلابة فى مواجهة الأخطار.

وأول ظهور للإنشاد الدينى كان فى مصر القديمة، مصاحبا للطقوس والشعائر والصلوات داخل المعابد، ويعد الغناء من الأركان الأساسية للاحتفال الشعبى فى الموالد، وتتفاوت شعبية المنشدين «الصبية» الذين يشاركون بالغناء فى الموالد، ومنه ما يعرف بالإنشاد الدينى الصوفي، ولا تخرج موضوعاته عن المدائح النبوية والابتهالات الدينية والتسابيح، وارتبط بفئة من المؤدين الذين اشتهروا باسم منشدى الذكر السلطاني، ومن أهم موضوعات الغناء الشعبى فى الموالد معجزات النبى والأولياء. ويعرض الفصل الثانى لبعض المداحين والمنشدين، مثل مداح النبى محمد الكحلاوي، الذى بدأ حياته بالمواويل الشعبية، ثم الإنشاد الدينى والأغنية الشعبية، وأشهرها أغانيه «لاجل النبي، يا قلبى صلى على النبي، خليك مع الله»..

 

والشيخ طه الفشنى أحد أعلام قراء القرآن الكريم والمنشدين، وكان صاحب مدرسة منفردة فى التلاوة والإنشاد، واشتهر بتواشيحه وابتهالاته، والشيخ نصر الدين طوبار منشد إسلامى وقارئ قرآن، الذى اختير مشرفا وقائدا لفرقة الإنشاد الدينى التابعة لأكاديمية الفنون، وأستاذ المداحين الشيخ «سيد النقشبندى» صاحب الصوت المتميز، اشترك فى حفلات وابتهالات وأناشيد وتواشيح فى معظم الدول الإسلامية والعربية. ومنشد البردة «عبد العظيم العطوانى»، بفضل قصيدة البردة أشهر قصائد المديح النبوى للبوصيرى حيث توج الشيخ العطوانى بإمامة فن المدائح النبوية، فصار لا يعرف إلا بها ولا ينشدها إلا هو.

وساقى الأرواح الشيخ «أحمد التونى» سلطان المنشدين استطاع بأدائه المتميز الخروح بالغناء الصوفى من المحلية إلى العالمية، ثم عميد المنشدين الشيخ «ياسين التهامى» أسطورة الإنشاد الدينى فى مصر الآن، الذى أبدع لونا جديدا فى الإنشاد لم يكن موجودا من قبل، يزاوج فيه بين إيقاعات النغم الشرقى الأصيل والنغم الشعبي، ويمتلك طاقة ومساحة صوتية هائلة.

post
زر الذهاب إلى الأعلى