حكاية موروث
شمس الأصيل العابد
لكل موروث ثقافي قصة وعنوان ومنبع ومكان وهذا ما يجعله في قاموس التراث ،ويمكن أن نتحدث اليوم” يا سادة يا مادة يدلني ويدلكم للشهادة “على البرنوس و يعرف عند العرب قديماً بأسم “البرنس “.
و هو في لسان العرب كل ثوب رأْسه منه مُلْتَزِقٌ به دُرَّاعَةً كان أَو مِمْطَراً أَو جُبَّة وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه سقط البُرْنُسُ عن رأْسي هو من ذلك الجوهري البُرْنُسُ قَلَنْسُوَة طويلة وكان النُّسَّاكُ يلبسونه في صدر الإِسلام وقد تَبَرْنَسَ الرجل إِذا لبسه و قد أشتهر لباسه في المغرب العربي بالتحديد في الجزائر و ليبيا و المغرب و تونس قد كتب حسن الفقيه حسن في كتاب اليوميات الليبية عنه : ” إن البرنس كان يعني قديماً نوعاً خاصاً من الطاقيات ( غطاء الرأس ) ثم تطور معنى البرنس إلى البرنوس في العصور الحديثة ليدل ما يشبه المعطف ” و قد أعتمد على تقرير الرحالة الكشاف الإنجليزي ج ف ليون 1819 / 1820 م أن سكان طرابلس الغرب يرتدون البرنس الصوفي الأبيض الناعم ، و يلبسونه في المناسبات الرسمية مع كساء آخر له شرائط من ذهب …
و قد عرف استعمال ( البرنوس) في هذه الديار ردحاً من الزمن ، و قد يمتد من بداية الفتوحات الإسلامية ، و بقى استعماله حتى العهدين العثماني إلى و قتنا هذا و كان البرنوس الواسع الإنتشار قديماً ، فضفاضاَ مفرسخ الأطراف يصل طوله انسداله إلى الكاحلين أو العقب ، و منه غطاء الرأس الذي لا يستعمل إلا نادراً ، حيث كان ينسدل على الظهر بإستمرار ، فيما يكون هذا البرنوس مفتوحاً من الأمام بدون أكمام أو أزرار تتحكم في قفله ، و يتم ضبطه على الجسد ، بواسطة شريط ثابت على الصدر .
و توشى جل هذه البرانيس بزخارف جميلة من الحرير أو القطن على أطرافها العلوية و السفلية ، بينما تتدلى من قمتها و أطرافها ” نوارات ” حريرية تزيدها روعة و جمالاً .
و يرتدي البرنوس سكان المدن و البوادي خصوصاً أثناء الشتاء ، و كان أغلب الذين يلبسونه من كبار السن و بعض الشباب و الفرسان في حفلات الزفاف و البرنوس النسائي يوشي يدوياً بأجمل تطريز و يلبس في البادية منذ القديم