من فقه الصلاة بم تدرك الركعة 

ا.د/ عطية لاشين أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر

 

الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم :(فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا).

 

والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة :(إذا آتيتم الصلاة فاتوها وأنتم تمشون ولا تأتوها وأنتم تسعون فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ).

post

 

وبعد:

فإن الصلاة من أركان الإسلام العظام، ودعائمه القوية الجسام من حافظ عليها تيسرت أموره وسعد في دنياه وكان من الفائزين يوم لقاء الله وكان القيام بها سببا لإزاحة الهموم، وإبعاد الحزن وذهاب الغموم كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله عنه :(أرحنا بها يا بلال).

 

وقد حث الشرع الحكيم على التبكير في الإتيان ألى المسجد تبكيرا يمكن صاحبه من التواجد في الصف الأول لكي يزال ثواب صلاة الله عز وجل وملائكته عليه قال المعصوم صلى الله عليه وسلم :(إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول ).

 

وبخصوص واقعة السؤال نقول :

إن المسبوق الذي أتى المسجد فوجد الإمام راكعا فإذا نوى خلفه وكبر للإحرام ثم كبر تكبيرة الانتقال من القيام إلى الركوع فركع وأدرك إمامه راكعا وتزامنا معا في الركوع ولو بمقدار تسبيحة واحدة حسبت له تلك الركعة التي لم يدرك إمامه فيها قائما وتحمل عنه الإمام قراءة الفاتحة.

 

أما إذا تقابلا في الطريق بمعنى جاء المأموم يركع فإذا بالإمام يرفع رأسه من الركوع ولم يدرك المسبوق معه ركوعه فلا يعتد بتلك الركعة على الراجح ولا تحسب ضمن ركعات المأموم.

 

ويمكن أن يستدل للحكم السابق بحديث أبي بكرة نفيع بن الحارث حينما جاء المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس راكع فركع أبو بكرة رضي الله عنه من قبل ان ينخرط في الصف أي ركع وهو في طريقه إلى الدخول إلى صف المصلين وأحدث صوتا بجلبابه نتيجة حركته السريعة فلما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من صلاته بالتسليم قال لأبي بكرة :(زادك الله حرصا ولا تعد ) وفي رواية ولا تعد بضم الدال وفي ثالثة ولا تعدو من العدو وهو الإسراع.

 

هذا والله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد

وكتبه اد عطية لاشين أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف

زر الذهاب إلى الأعلى