دفع شبهة أن بالقرآن الكريم مخالفات لقواعد اللغة العربية
بقلم: ا.د/ عطية لاشين أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف
يزعم بعض من في قلبه حقد مسموم ضد الإسلام أن بالقرآن مخالفات لقواعد اللغة العربية فهل ما ينفثه من سمه صحيح ؟؟
الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم :” قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون”.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة ” ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه”.
وبعد :
فإن القرآن لفظه ومعناه من عند الله أنزله على قلب نبيه ومصطفاه ليثبت به فؤاده ، وليكون دستور حياة للمسلمين ينظمون حياتهم على أساسه ويتعبدون الله بما جاء به وبما جاء في السنة المطهرة ، عجز البشر عن الإتيان بأقصر سورة منه لأنه معجز في ألفاظه ومعانيه ، كما انه لم يدخله التحريف والتبديل والتغيير ولا الزيادة عليه ولا النقصان منه ؛ لأنه محفوظ بحفظ من أنزله قال تعالى : “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” وقال جل شأنه :” وقال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم”.
وبخصوص واقعة السؤال نقول :
إن ما يزعمه البعض من وجود بعض آيات في كتاب الله على غير ما جاءت به قواعد اللغة العربية لا يرجع ذلك إلى مخالفات كما يتخرص بل راجع إلى جهل مركب عنده ونفسية خبيثة وحقد دفين ضد الدين الخاتم أكمل الأديان ، وأتمها حيث ما يزعمه لا يقوله طالب في المرحلة المتوسطة أي الإعدادية.
قال الشاعر العربي : رمتني بدائها وانسلت.
وقال آخر : قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدوقد ينكر الفم طعم الماء من سقم.
وما يذكره كأمثلة تؤيد زعمه المنكور من مثل قوله تعالى : “إن الحكم إلا لله ” ومن مثل قوله تعالى : “إن هذان لساحران ” ويخرف في كلامه الضال المضل ويقول : كان يجب نصب اسم إن فيقال : إن الحكم بفتح الميم وإن هذين بالنصب الياء لأنه مثنى نقول له يا هذا : أن من قواعد اللغة العربية الذي يستحيل أن يعلمها مثلك -وهذا سبب تهرفك بمالا تعرف – أن إن بتشديد النون إذا خففت بتسكين نونها كان عدم عملها أولى ألف مرة من عملها وإن في الموضعين محل الشبهة المزعومة عندك مخففة أي على نونها سكون فمنع تخفيفها عملها ، قال ابن مالك في ألفيته وقد استحال أن يسمع عنها مثلك :
وخففت إن فقل العمل ٠
وفي الختام أأنت أعلم بقواعد اللغة ممن أنزل القرآن بها ،( قل أأنتم أعلم أم الله).
هذاوالله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد
وكتبه اد عطية لاشين- أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف