ساحة الأخلاق الكريمة

 


رؤيه بقلم .. مصطفي العموري

اليكم اولا قصه قصيره ..
تنازع الهدهد والغراب يوماً على حفرة ماء، كلٌّ منهما يدّعي بأنّ الحفرة له، واختصما ولم يستطيعا حلَّ الخلاف بينهما . وبعد نزاع طويل، اتفقا على أن يحتكما إلى قاضي الطيور . فذهبا إليه وسردا عليه قصتهما، فطلب منهما البينة؛ فمَن يملك البينة تكن الحفرة من نصيبه، فنظرا إلى بعضهما، والتزما الصمت.
وعندما طال صمتهما، علم القاضي بأنه لا بيّنة لواحد منهما على الآخر!! ثم ما كان من القاضي إلا أن حكم بالحفرة للهدهد ..
فقال له الهدهد متعجّباً: لمَ حكمتَ لي بالحفرة أيها القاضي ؟!
️فرد القاضي قائلاً: لقد اشتهر عنك الصدقُ بين الناس، فقالوا: (أصدقُ من هدهد) . فسكت الهدهد للحظة، ثم قال: إنْ كان الأمرُ كما قلتَ، فإني والله لستُ ممن يُشتهَر بصفة ويفعل خلافها، هذه الحفرة للغراب .
ولئن تبقى لي هذه الشهرةُ، أفضلُ عندي من ألف حفرة .

.. انتهت القصه يا عزيزي ولكن لم تنتهي العظه ولا الدرس فساحة الأخلاق الكريمة يا عزيزي لا يرتادها إلا ذوي النفوس النقيه الجليلة حتي وان تضاعفت الحاجه وزادت عليهم الضغوط والاحمال وعظم وندر المطلب ف الاخلاق اعلي واغلي وارقي واثمن . والبحث عن ترك الاثر و حسن الذكر و السمعه الطيبه هو نعم الارث والمبتغي والمقصد .
عليك ان تدرك جيدا وتضع نصب عينيك ان سمعتك الطيبة هي رأس مالك الحقيقي وستعيش أكـثر منك فتشبث بها وحافظ عليها واجعلها تدافع عنك في حياتك وحتى بعد مماتك اجعل من اسمك مصدر فخر وشرف حين يذكر في اي محلس واي مكان حتي بعد رحيلك .

نخطئ احيانا او نشعر بالتخبط والتيه والسبب يكون غالبا الغفله . ولكي نتفادي ذلك يجب ان لا نتهاون ابدا ف حق انفسنا . بمعني انه عليك يا عزيزي الا تستسلم للتنافر والتصارع الداخلي والتشتت الدائم ما بين النفس والروح . عليك ان توفق وتصالح بين ذاتك وكيانك بين روحك ونفسك . اشعر بكيانك وتقبل ذاتك تسعد نفسك وتسمو روحك وتدرك انسانيتها الكامنه بالفطره فيها واجعلها المحرك لك دوما طوال مسيرك .

post

ربما المحنه تحمل في طيلتها المنحه فنحن حياتنا مليئه بالاشخاص و بالاشياء والاحداث التي نعتقد ان مقابلتنا لهم او حدوثها صدفه . ولكنها قد تكون رساله لتعديل وتحسين مسار حياتنا ونحن لا ندرك ذلك . بين يوم و ليلة أو لحظة وأخرى تأتي نقطة التحول بحياتنا قد تكون للأفضل أو للأسوء . ربما أمنية طالما راودتنا فكرة تحقيقها . أو شخص طالما تمنينا الالتقاء به . أو بلد حلمنا بالسفر إليه . ونقطة تحولنا تشبه الضباب المنقشع لأننا فجأه نرى الحقيقة واضحة وتتضح أمامنا الرؤية الصحيحة . ونعرف عندها بأننا كنا على صواب أو ندرك كم كنا أغبياء .

هناك دوما اوقات صعبه ومريره تمر علينا كانها اعوام ودهور وتترك في قلوبنا ندبات قد لا تشفي سريعا فما أصعب أن تعاني من غربة الروح بالرغم من جمال كل شيء من حولك . ما أصعب أن تشعر أنك مبعثر الإحساس تعيش وحيداً داخل نفسك . ما أصعب أن ترى كل شيء أمامك بلا روح احيانا تنزف جراح ولكنك مع ذلك تبتسم ولكنها إبتسامه مجروحة باهتة بلا طعم وبلا حياة . يالها من غربه مهما كثر من حولك الا انك تشعر بانك فاقدا ومفتقدا لنفسك . عزيزي من فضلك تمعن جيدا . يريد الله لك الخير . ولكنك غالبا لا تعلم حكمته فلا تتنازل ابدا عن انسانيتك ومبادئك حتي ينقشع الضباب وتزول الغمه وتخرج من تلك الدائره التي ظننت انه لا مخرج منها ساعتها ستدرك الامر وتعلم انه كان خيرا

دوما ما يزورنا الهم والحزن . و الحزن ضيف ثقيل الظل . لكنك لن تستطيع منعه من زيارتك فقط ان اطال عليك في الزياره فلا تسمح له بالمبيت . وان تغلب عليك وازعجك وارغمك ف عندما تستيقظ وتستقبل شروق يوم جديد اهزمه انت . فلا داعي لتحمل معك اعباء يوم قديم ولا ظلمه ليل مر وانقضي . اجعل شعاع ضوء او نور من شروق جديد يتسلل ولو خلسه الي داخلك ماعليك سوي ان تفتح له قلبك وسيجعلك مقبل ع حياتك ويعطيك القوه لتحمل اعبائك وقيامك بدورك اتجاه نفسك وربك وكل من حولك او من انت مسئول عنه . ومهما اضطرتك الظروف للتغير فحاول ان تجعل تحولك دوما للافضل أيا كانت الظروف من حولك . فتح عينيك جيدا وتحسس طريقك بحذر . وان كنت سبق وسقطت ارضا فلا بأس ولا تيأس . لا تنتظر مساعده من احد . انتظر فقط ان تعود اليك ثقتك بنفسك وقدراتك وواصل المسير وحتما في النهايه ستصل مهما بدا الطريق منهكا وشاقا .

ليس الهدف من تلك الحياه ان يكون واحدا افضل من واحد بل ان يقوم كل واحد بما عليه ويؤدي دوره علي اكمل وجه قدر ما يستطيع . مهما كانت المغريات حافظ ع اسمك وشرفك وسمعتك لتكون ممن يحظو ويفوزو ويتسمو بنعمه مكارم الأخلاق التي تَستعذِب النفوسُ الطاهرة كلَّ مَشقَّة في سبيلها وتنال نصيبك من حسن الاخلاق والذكر الطيب .كن انت . كن نفسك . فقط افعل ما عليك . كلنا راحلون . كلنا زائلون . الكل الي زوال . اجدادنا واسلافنا لم يبقي منهم سوي صالح الاثر والسمعه الطيبه . ثم الي زوال . وتستمر الحياه . ونحن مثلهم لذا لينظر كلا الي حاله ونفسه لا الي غيره . ويحاول جاهدا ان يؤدي رسالته ويقوم فقط بدوره .

كُنْ كما قال الشاعر ..
.. قد مات قومٌ وما ماتت شمائلهم
.. وعاش قوم وهمْ في الناس أمواتُ


 

زر الذهاب إلى الأعلى