سلوى النجار تكتب .. العطايا والهدايا كنوز ثمينة في مواسم المنح

وعن الصدقات والعطايا ،نتحدث في هذه المواسم ،مواسم الطاعات والعبادات ،مواسم المنح التي تُمنح للسابقين والمجاهدين أنفسهم بالطاعات، وخاصة هذا الشهر الفضيل العظيم الذي عظم الله فيه المنح والعطايا والهبات والمغفرة للذنوب ، والتوفيق للطاعات ، وتقييد كبار الشياطين ،معونة للعبد على اقتناص فرص العبادات،،فكل خير في رمضان يتضاعف ، ويتضاعف ،الى ما لايحصى عده ؛لأن الله قال: وَاللَّهُ {يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}٢٦١البقرة والصدقة في رمضان من إعظم القربات الى الله تعالى

وما يدل على فضل الصدقة في شهر رمضان:
* ورد في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
* كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ،
* وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ،
* فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ”.
* فإكثار النبي ﷺ من الصدقة في هذا الشهر دليل واضح على أنها فيه أفضل منها في غيره.
* عن عُقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
* “كلُّ امرِئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتى يُقْضَى بين الناسِ”، صحَّحه الألباني.
* عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
* “ما تصدَّق أحدٌ بصدَقةٍ من طيِّبٍ – ولا يقبلُ الله إلا الطيب – إلا أخذَها الرحمنُ بيمينِه،
*وإن كانَت تَمرةً في كفِّ الرحمن، حتَّى تَكونَ أعظمَ من الجبل؛ كما يربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه”.
* الترمذي وصححه الألباني.
و قال المناوي في شرح حديث: “أفضل الصدقة صدقة في رمضان “لأنه موسم الخيرات والعبادات”؛ وقال: “أفضل الصدقة الصدقة التي تقع في رمضان لأن التوسعة فيه على عيال الله محبوبة (…) وذلك لأنه تعالى وضع رمضان لإفاضة الرحمة على عباده أضعاف ما يفيضها في غيره؛ فكانت الصدقة فيه أفضل ثوابا منها في غيره. وفيه ندب إكثار الصدقة فيه ومزيد الإنفاق على المحتاجين والتوسعة على عياله وأقاربه ومحبيه”.
وأخرج ابن خزيمة في صحيحه -في باب فضائل شهر رمضان- والمحاملي في أماليه، والمنذري في الترغيب والترهيب عن سلمان قال: “خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر؛ جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه. وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن. من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء. قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن. وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار…”. قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير: نقل النووي في زيادات الروضة عن إمام الحرمين عن بعض العلماء أن ثواب الفريضة يزيد على ثواب النافلة بسبعين درجة؛ قال النووي واستأنسوا فيه بحديث (…) وهو حديث سلمان مرفوعا في شهر رمضان “من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة في غيره” والظاهر أن ذلك من خصائص رمضان
هذه بعض أقوال رسول الله عليه الصلاة والسلام ببيان العلماء، أما فعله فقد أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ وكان صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة “
وهنا الحث على الجود في رمضان ،لإدخال السرور على الفقراء وذوي العيال، وكثير من السلف الصالح يكثرون من النفقات في رمضان تأسيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،والنفقات متعددة ومتنوعة ، ومنها الزكاة ، والاطعام والكسوة ،وسقيا الماء وغيرها مانفرد به مقال غير هذا
ونسأله سبحانه التوفيق والسداد والهداية لكل خير وفضل وجود وعمل صالح في استقبال رمضان ،وفي رمضان.

زر الذهاب إلى الأعلى