روسيا. لاول مرة تسيطر عليه الأزمة الأوكرانية
أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب بمؤتمر ميونخ للأمن الذى لم تحضره روسيا لاول مرة تسيطر عليه الأزمة الأوكرانية جراء قذيفة تعرضت شرق أوكرانيا سقطت وأصابت المنطقة بالدمار، إنتهاك مستمر لوقف إطلاق النار بشرق أوكرانيا. وحدة القتال تزداد بإستمرار. الأوساط السياسية تقول أعنف قتال منذ سبعة سنوات. تبادل الهجمات بين القوات الأوكرانية الرسمية والإنفصاليين المدعمين من روسيا. قد يكون التصعيد ذريعة لغزو روسيا لأوكرانيا. لكن روسيا تنفى الغزو. روسيا تقول إنها تسحب قواتها. والولايات المتحدة الأمريكية تكذب ذلك وتصر أن التصعيد لازال مستمراً.
بوتين يشرف على تدريبات إستراتيجية وسط مخاوف من غزو وشيك لأوكرانيا. أطلق الرئيس فلاديمير بوتين تدريبات لقوات الصواريخ النووية الإستراتيجية الروسية بينما قالت واشنطن إن القوات الروسية المحتشدة بالقرب من الحدود الأوكرانية تتقدم وتستعد للهجوم.
شهد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين السبت (19 فبراير/ شباط 2022) تدريبات لقوات الصواريخ النووية الإستراتيجية الروسية، بينما قالت واشنطن إن القوات الروسية المحتشدة بالقرب من الحدود الأوكرانية تتقدم “وتستعد للهجوم.
ومع تصاعد مخاوف الدول الغربية من إندلاع حرب قال وزراء خارجية دول مجموعة السبع إنهم لا يرون أى دليل على أن روسيا تقلص النشاط العسكرى بالقرب من حدود أوكرانيا وإن قلقهم الشديد إزاء الوضع لا يزال مستمراً.
وبعد تبادل كييف وموسكو الإتهامات بشأن قصف جديد بالقرب من الحدود، حثت كل من فرنسا وألمانيا مواطنيهما فى أوكرانيا على المغادرة.
وقال وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن إن القوات الروسية بدأت تقترب أكثر من الحدود مع جارتها السوفيتية السابقة. وأضاف أوستن فى مؤتمر صحفى فى ليتوانيا نأمل أن يتراجع (بوتين) عن حافة الحرب مضيفاً أن من الممكن تجنب غزو أوكرانيا.
وأمرت روسيا الجيش بحشد قواته وطالبت حلف شمال الأطلسى بعدم ضم أوكرانيا اليه وقالت إن التوقعات الغربية بأنها تخطط لغزو أوكرانيا خاطئة وخطيرة. مشيرة الى أنها بدأت فى سحب قواتها لكن واشنطن وحلفائها قالوا إن الحشد العسكرى يزداد.
وقال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بينما كان يعبر عن إحباطه فى مؤتمر ميونيخ للأمن إن بنية الأمن العالمى تكاد تنكسر. وحث الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن الدولى والمانيا وتركيا على الإجتماع لتقديم ضمانات أمنية جديدة لبلاده.
وقال زيلينسكى القواعد التى إتفق عليها العالم منذ عقود لم تعد صالحة… إنها لا تواكب التهديدات الجديدة وغير فعالة لمواجهتها. هى مثل شراب لعلاج السعال عندما تكون بحاجة الى لقاح مضاد لفيروس كورونا.
بالمقابل جدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (ناتو) ينس ستولتنبرغ دعم الحلف لأوكرانيا. وقال ستولتنبرغ الذى كان ضمن الحضور فى مؤتمر ميونيخ للأمن: نساعد أوكرانيا على تعزيز قدراتها الدفاعية. ونقدم التدريب والمعدات وبذلك نساعد فى إتجاه تكامل أوروبا وحلف الناتو. وأوضح أن إنضمام أوكرانيا لحلف الناتو ممكن لكنه فى النهاية قرار يقع على عاتق الأعضاء الثلاثين بالحلف.
من جهته أبلغ ديفيد مالباس رئيس البنك الدولى زيلينسكى فى إجتماع السبت بأن البنك يُعد تمويلاً لأوكرانياً يصل إلى 350 مليون دولار وأن مجلس إدارة البنك سينظر فى هذا التمويل بحلول نهاية مارس آذار لدعم الإصلاحات هناك.
ميدانياً أعلن الزعماء الإنفصاليون المدعومون من روسيا فى شرق أوكرانيا تعبئة عسكرية عامة بعد يوم من إصدار أوامر للنساء والأطفال بالرحيل الى روسيا بسبب ما وصفوه بإحتمال التعرض لهجوم وشيك من القوات الأوكرانية.
ونفت كييف بشكل قاطع هذا الإتهام. وقالت ومعها زعماء غربيون إن الحشد والإجلاء وتصعيد القصف على خط وقف إطلاق النار خلال الأيام الماضية جزء من خطة روسيا لخلق ذريعة لغزو أوكرانيا.
وكان الجيش الأوكرانى قد أعلن مساء السبت مقتل إثنين من جنوده، وإصابة أربعة آخرين فى مناوشات جديدة مع الإنفصاليين الموالين لروسيا شرقى أوكرانيا .
وإندلع القتال بين القوات الأوكرانية والإنفصاليين المدعومين من روسيا فى المنطقة منذ عام 2014 مما أسفر عن مقتل أكثر من 14 الف شخص. وتم التوصل الى وقف هش لإطلاق النار منذ حوالى سبع سنوات لكن الجانبين يتهمان بعضهما البعض بإنتظام بإرتكاب إنتهاكات.