المرأة بالمكياج أكثر تفاؤلاً بالحياة في الحب
شهد ياسر رفاعي
هناك من يشير الى ان الجمال الحقيقي للمرأة لا يكمن في المظهر ووضع المكياج وانما في حلاوة الروح وعذوبة الاخلاق وهكذا ترتاح النفوس، وتطمئن القلوب لكن في المقابل نجد دراسة اجريت مؤخراً في اليابان تؤكد ان مستحضرات التجميل تعزز ثقة المرأة بنفسها وتجعل نظرتها للحياة اكثر ايجابية وتفاؤلاً وتحافظ على الصحة النفسية للمرأة بتخفيف حدة التوتر لديها. وقد يعطي المكياج نتائج عكسية لو أسي استخدامه ذلك ان له اصولاً وقواعد لابد من اتباعها ليحقق الهدف المرجو منه ولذا حذار من الافراط في استخدامه فالمرأة التي تعتز بشخصيتها والتي تستخدم ما يناسب سنوات عمرها من مكياج وازياء هي اجمل الجميلات وتتولد بداخلها ثقة بالنفس تشعر معها بالكمال.. حول اهمية المكياج ودوره في تخفيف حدة التوتر وتغير الحالة النفسية للمرأة كان لنا هذا التحقيق.الدكتور علي الحرجان طبيب نفسي يقول: الطب النفسي يدعو الانسان للاهتمام بالمظهر الخارجي في كل الاحوال وكذلك بالمظهر الداخلي ايضاً فكلاهما مكمل للآخر.. فالمرأة عندما تشعر انها جميلة الشكل والجسد يخفف هذا الشعور من حدة التوتر لديها ويمنحها قدراً كبيراً من الثقة والراحة النفسية ولا ندعو هنا الى المبالغة في التجميل ووضع المكياج الكثيف وصرف مبالغ طائلة لشراء الماركات العالمية من المكياج ومستحضرات التجميل الاخرى بل الاعتدال في هذه الامور وشراء ما يناسب الميزانية وما يناسب الوجه والبشرة حتى لا تأتي النتائج عكسية ويضيف د. الحرجان: ان المرأة التي تتصرف بهذه الطريقة امرأة ضعيفة الشخصية وترغب في التقليد وان تنتزع مكانة لها في الوسط الذي تعيش فيه بينما هي لا تمتلك شخصية قوية بل توصف قراراتها بالعشوائية وبشكل عام الجمال يمنح الرجل والمرأة على السواء الاستقرار والراحة النفسية وهدوء الاعصاب ويعزز محبة الانسان لذاته وللآخرين ورغم ذلك يجب على كل انسان ان يتقبل ذاته ونفسه وشكله الخارجي في كل الاحوال ولا يشعر بالأسى والحزن الشديد تجاه مظهره الخارجي.. وبالعناية والاهتمام به يمكن ان يزداد جمالاً ويشعر بالثقة بالنفس خاصة عندما يسمع كلمات الاطراء والثناء من اصدقائه المقربين فترتفع بذلك روحه المعنوية وتكون نظرته للحياة اكثر تفاولاً وعطاء سواء على مستوى محيط اسرته او محيط عمله او في اي محيط آخر يحتك فيه بالناس. القوية أكثر جمالاً دكتورة وداد العبيدي تقول: كل امرأة جميلة تشعر بالرضا النفسي والراحة الداخلية وعندما تداهمها لحظات الحزن والتوتر العصبي نجد ان لكل واحدة طريقة خاصة لعلاج هذه الحالة النفسية المتوترة ولتغييرها بأسرع وقت فهناك من تركز على التجميل بوضع لمسات سريعة من المكياج على الوجه وارتداء اجمل الملابس حتى تعود لحالة المرح والتفكير الايجابي وتبتعد كل البعد عن التوتر والنفسية المحبطة وهناك من تذهب الى عملها وتحاول بذل مجهود كبير فيه فتشعر بالراحة النفسية والرضا الداخلي وهكذا نجد ان النفوس تتغير حسب البيئة وطريقة التفكير الخاص بكل انسان وتضيف: بشكل عام نلاحظ ان بعض السيدات يعتقدن ان المكياج يجملهن ويمكنهن من خلاله تحقيق الكثير من الاهداف المرجوة لكنني اعارض ذلك فالمكياج ليس وسيلة لجذب انظار الرجال اليهن فيجب على المرأة عندما تضع المكياج ان يكون بهدف تحسين شكلها وذلك باختيار المكياج المناسب وان تبتعد عن وضع المكياج الكثيف من ظلال الجفن واحمر الخدود والشفاه فهذه الاشياء لا تبرز جمالها بل تشوهها وتعرضها لاستهزاء الآخرين.. فالتجميل فن له اصول وقواعد واذا استخدم بصورة عشوائية نجده يعطي نتائج سلبية وبدلاً من ان يعزز نفسية المرأة ويمنحها الثقة يجعلها عرضة لسخرية الآخرين وبالتالي تصاب المرأة بالاحباط فتتوتر اعصابها كلما اقتربت من المكياج وتضيف وداد: ان الاعتزاز بالنفس شيء مهم للغاية فالسيدة التي تمتلك شخصية قوية غير متكلفة هي الاكثر جمالاً من التي تعتمد على مكياجها لابراز جمالها.. ونحن اليوم نمتلك تقنيات هائلة في مجال التجميل ليس على صعيد المكياج بل هناك ابتكارات عديدة في مجال العناية بالبشرة ومنتجات التجميل الطبيعية وغير ذلك وما على المرأة التي تشعر بضيق الا ان تذهب للصالون وتختار اي شكل من اشكال التدليك للوجه واراحة الاعصاب بدلاً من وضع المكياج. للتحسين وليس التغيير كاتيا تادرس «خبيرة تجميل» تقول: المكياج مهم جداً للمرأة فيه تتفاءل في هذه الحياة وتزداد ثقة بنفسها وتصبح نظراتها للحياة اكثر ايجابية وبالتالي تختفي حدة التوتر العصبي والنفسية القلقة.. وتضيف: ان المكياج يعكس جمال المرأة لكنه ليس قناعاً يغير ملامحها وعلى خبير التجميل البارع ان يظهر الشفافية والرقة الموجودة في الوجه ويبرز جاذبيته الطبيعية التي تتمتع بها المرأة ليأتي المكياج ساحراً ويلفت الانظار وترتاح بالتالي نفسية المرأة وتشعر بهذا المكياج بالرضا والسعادة قبل اي شيء لكن بشرط اختيار المكياج الأنسب لوجهها الذي يتلاءم مع بشرتها وذوقها بشكل عام.. فالمكياج فن يقوم على الذوق والمهارة معاً وقد يتوفر فيه الذوق احياناً وتغيب المهارة او العكس فتظهر اخطاء المكياج بوضوح. وتضيف كاتيا: تزورني بالصالون سيدات بنفسيات متعبة جداً وعندما يضعن المكياج ويرين وجوههن في المرآة لا يمكن وصف السعادة التي يشعرن بها فالمرأة بالمكياج المناسب تبدو كالأميرة والفراشة الجميلة فهذه النظرة السريعة في المرآة ولحظات الشعور بالسعادة تشعر المرأة بالكثير من الرضا النفسي وتجعلها متفائلة في الحياة خاصة لو كان التشاؤم يحيط بها.. وعندما تجلس مع صديقاتها نجد ان طريقة كلامها وردود افعالها مختلفة تماماً عما كانت عليه سابقاً بدون مكياج.. حتى انا اشعر بالسعادة والراحة النفسية عندما استقبل السيدات بالصالون وقد وضعت لمسات ساحرة من المكياج على وجهي.. فالزبونة ترتاح عندما تشاهد هذا الوجه الجميل والمكياج المناسب. المزاج سوسن خالد «موظفة» تقول: انا معتادة على وضع المكياج سواء في الفترة الصباحية او المسائية وبشكل يومي ولا اتصور بأن هناك علاقة بين التوتر النفسي والعصبي والمكياج فالمكياج لا يمنح المرأة ثقة بالنفس وانما مزاج المرأة هو الذي يمنحها الثقة بالنفس وارتداء الملابس الثمينة والمجوهرات الغالية اضافة الى احاطتها بالاصدقاء وطبيعة هؤلاء الاصدقاء وغير ذلك من امور الحياة والمكياج ليس هو الجزء الاول والأساسي الذي يمنح المرأة الثقة بالنفس ويجعل نظرتها للحياة اكثر ايجابية وتفاؤلاً فهو شيء تكميلي فقط لا اكثر ولا أقل.. وتضيف: صحيح ان المرأة تصبح جميلة اكثر عندما تضع المكياج المناسب لوجهها وتبرز مفاتنه الا ان المكياج ليس السبب الرئيسي الذي يمنحها الثقة بالنفس وهذا ما اكدته احدى صديقاتي التي لا تضع المكياج على وجهها الا في المناسبات فقط. مع الدراسة فاطمة يوسف «طالبة» تقول: انا أؤكد صحة هذه الدراسة وبالفعل التجميل له اثر كبير في مساعدة النساء على تخفيف التوتر في محيط الحياة.. فأنا احياناً كثيرة اشعر بالضيق الشديد عندما اكون بمفردي في المنزل وارغب بشدة في تغيير روتين الحياة اليومي والقيام بعمل يشعرني بالسعادة ويعيد لي ثقتي بنفسي فتارة اقوم بتغيير ديكور غرفة نومي وتارة اخرى اقوم بوضع المكياج على وجهي وقد حدث ذلك بالفعل حيث اتصلت بخبيرة التجميل وطلبت منها ان تضع المكياج لي في منزلنا وعندما سألتني عن المناسبة اجبتها بصراحة بأني اشعر بضيق شديد وملل وفراغ وان اعصابي متعبة ولذا ارغب بتغيير هذه الحالة النفسية بوضع المكياج على وجهي وارتداء اجمل الملابس والمجوهرات عندي حتى اشعر بأني امرأة اخرى امرأة جميلة.. فأنا أحب الجمال بكل صوره ولا ارغب ابداً أن ابدو متوسطة الجمال واحياناً اشعر بضيق شديد لو شاهدت امرأة أجمل مني.. وتضيف: عندما ارغب الذهاب لأي حفلة زفاف او مناسبة سارة ينحصر تفكيري في المكياج والفستان واذا وضعت مكياجاً لا يناسبني ولا يبرز جمالي اشعر باحباط شديد وتتوتر اعصابي واقرر في النهاية الغاء فكرة حضور الحفل فأنا أقيم صفة الجمال لدى كل سيدة وصديقاتي دائماً يؤكدن ان حدسي صادق عندما اقيم جمال اية امرأة تمر امامنا.. فانظر في البداية لمكياجها ومن ثم طريقة ارتدائها للملابس ومشيتها.. وتضيف: صديقاتي كلهن ماهرات بوضع المكياج المناسب لوجوههن وأنا احدد لهن الألوان والمكياج الذي يناسبهن بالاستناد إلى لون البشرة والملامح الخاصة لوجه كل واحدة.. وأكتشف مواضع الجمال في الوجه لابرازها.. وهكذا تشعر كل واحدة منا بجمالها وثقتها بنفسها بالمكياج والملابس ايضاً. غير منطقية ريما عبدالرحمن المالك «موظفة» تقول: ارفض وبشدة هذه النظرية فالثقة بالنفس لا تكتسب بهذه الطريقة فهناك الكثير من الامور في الحياة تمنح المرأة الراحة وهدوء الاعصاب والثقة بالنفس مثل الثقافة والمهنة التي تعمل فيها المرأة والاسرة التي تحيط بالمرأة والمكياج والجمال لا علاقة له ابداً بالحفاظ على هدوء الاعصاب ومنح السيدات الثقة بالنفس فالتركيز على الجوانب الجمالية واهمال الجوانب الثقافية في الحياة شيء سلبي جداً ولابد على كل سيدة تفكر بهذه الطريقة ان تراجع نفسها وحساباتها فالمرأة الجميلة التي تنظر ان جمالها هو سبب الراحة النفسية التي تعيشها تحتاج لطبيب نفسي يعالجها ويغير طريقة تفكيرها هذه.. فالجمال والوجه الجميل كالجسد بلا روح وهو جزء مكمل فقط وليس أساس كل شيء وانا ارفض وبشدة التركيز على الجمال ووضع المكياج لأسترد ثقتي بنفسي فهذه الطريقة بعيدة عن المنطق العلمي. سبب للتوتر نعيمة طناف زويد أخصائية اجتماعية تقول: يقال ان وضع مساحيق التجميل على الوجه يعمل على تخفيف حدة التوتر لدى المرأة!!! وللتعليق على مدى صحة هذه المقولة يجب اولاً ان نضع في اعتبارنا مدى اهمية المكياج في حياة المرأة فمن الناحية الجمالية قد تساعد مساحيق التجميل على اشعار المرأة بالثقة في نفسها وجمالها وقد تجعلها قادرة على مخالطة الناس نظراً لاحساسها ان كثيرات مثلها يمتلكن جمالاً مصطنعاً لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي السن المناسبة التي تستطيع فيها المرأة بشكل عام ان تتعامل مع هذه المساحيق بنضوج!! ذلك ان كثيرات يضعن مساحيق التجميل لمجرد التقليد دون مراعاة للسن او تناسب وضع هذه الاصباغ مع لون البشرة او شكل الوجه او حتى الملامح.. فالفتاة في سن المراهقة غير معنية بوضع هذه الألوان على وجهها، وذلك لتنافي مرحلتها العمرية مع اضرار هذه المساحيق خصوصاً وان الفتاة تكون في سن نمو ونضج، والبشرة في هذه الفترة بالذات قابلة للتغير والتأثر سواء بالجو او التغيرات الفسيولوجية فيها، لذا نجد ان الفتاة الصغيرة بهذه الباقة من الألوان على وجهها تتحول الى دمية مضحكة امام الناس!! في حين ان المرأة الناضجة سواء كانت متزوجة او غير متزوجة فإن افراطها في استخدام هذه المساحيق يؤدي الى تدمير خلايا البشرة وترهل الوجه وسرعة ظهور التجاعيد، خصوصاً وان كثيرات لا يراعين ابسط قواعد الصحة العامة سواء من ناحية تنظيف البشرة وازالة المساحيق قبل النوم او حتى سلامة الاختيار للماركة التي تستخدم.. وهذا بالتالي يؤدي الى نتائج وخيمة. لذا فإن عملية اختيار الماركة المناسبة والمحافظة على البشرة بالطرق الطبيعية تضمن سلامة هذا الوجه!! كما يجب ان تذكر المرأة جيداً ان افراطها في استخدام هذه المساحيق وبدون وعي وبدون مراعاة شروط الصحة، وخلو هذه المساحيق من العناية الطبية التي تضمن لها سلامتها سيجعلها من رواد عيادات الامراض الجلدية!! لذا اقول للمرأة لا تلهثي وراء هذه المساحيق فهي كفيلة باتلاف وجهك وابعادك عن قيمك، واستنزاف اموالك.. ثم ألست معي بعد كل هذا ان مساحيق التجميل عامل اساسي للتوتر؟!!