اللواء أشرف فوزى يكتب بدايةخطة الخداع من أرض المعركة….تدريبات تثير السخرية

اللواء اشرف فوزى

فى صيف عام ٧٢ كانت القوات المصرية تتدرب على عبور القناة تحت سمع وبصر قوات العدو، ففي مواجهة أجهزة التصوير الإسرائيلية أعد المصريون شواطئ للنزول عليها، وبنوا الجسور وعرضت الأفلام التي التقطت في ذلك اليوم على التلفزيون الإسرائيلي، وقام المصريون مرة واحدة على الأقل في عام ٧٣بتمثيل عملية العبور بأقل تفاصيل ممكنة، ونقلت الصحف المصرية سير هذه العملية التي شهدها جنود العدو في خنادقهم على الضفة الشرقية للممر المائى، وهذا التكرار للتدريب على عملية العبور أكبر خدعة للعدو، إذ إنه لم يثر فيهم سوى الضحك والاستهزاء من عدم قدرة القوات المصرية على القيام بذلك وعبور أكبر خط دفاعي عرفه التاريخ، والشيء المثير هو أن عبور القوات المصرية يوم ٦أكتوبر كان بالضبط نفس ما حدث قبل ذلك بكل تفاصيله الدقيقة، وهكذا كان العدو يعتقد أنه تدريب اعتيادي يقع أمام عيونه، وهو حقاً كذلك، في حين أنه كان في نفس الوقت تدريباً عملياً على خطة العبور.

FB IMG 1633639496526

تعمد تكرار إجراء التعبئة العامة والاستدعاء ثم تسريح القوات ما جعل القيادة الإسرائيلية تترد كثيراً في إعلان حالة الاستعداد القصوى إزاء كل تعبئة تقوم بها مصر والقيام بعملية تعبئة كاملة للقوات قبيل بدء الحرب.

استمرار الأعمال اليومية الاعتيادية على طول الجبهة وتفادي الإقدام على إجراء يمكن أن يدل على تغيير سير الحياة الطبيعية، وصدرت أوامر لمجموعة من الجنود في أيديهم أعواد القصب ويأكلون البرتقال وهم في مواجهة العدو في حالة تراخى وخمول بهدف التمويه، كما صدرت الأوامر بعدم نفخ قوارب المطاط المعدة للعبور قبل بدء الضربة الجوية.
تكرار احتلال مراكز القيادة المصرية بالجبهة، وقد أجريت العديد من التجارب لاحتلال هذه المراكز والعمل فيها حتى أصبحت هذه العملية روتيناً مألوفاً لا يثير أية ظنون أو مخاوف.
كما أنشأ الجيش المصري على الضفة الغربية للقناة ساتراً ترابياً في مواجهة مناطق تمركز قوات العدو لإخفاء التحركات العسكرية، وكذلك أنشأ عدداً من السواتر في العمق بزوايا ميل مختلفة لنفس الغرض، وقد حققت هذه السواتر أهدافها إذ جعلت العدو يقتنع بأن الجيش المصري قد لجأ إلى إستراتيجية دفاعية في حماية هذه السواتر، كما ساعدت على إخفاء تحركات القوات المدرعة المصرية نحو شاطئ القناة لتأخذ أوضاع الهجوم عندما بدأت الحرب.

post

للحديث باقية

زر الذهاب إلى الأعلى