السحر الأبيض
مصطفى العموري
.. رفعت الراية البيضاء منذ زمن معلنا هزيمه نفسي يا سيدتي فقد تغلب حبي علي نفسي ..
لم أسمع من قبل عن هزيمه لها حلاوه أو خساره مبهجه أو سعاده تغمر لحظات الانسحاب .. كل هذا لا يدهشني ولكن ما يثير فضولي بحق هو معرفه أي تعويذة سحريه ألقيتي علي فجعلتني كفيف أصم عاجز !!
.. كفيف لا أبصر الشر كأن الدنيا أمتلأت بالخير كأنه أنعكس جمالك علي الارض كضوء القمر فتلالأت وتزينت بعد ليل طويل وظلام . كفيف أعيني لا تري في الكون سواكي ..
أصم لا أستمع لأي سوء ولا أنصت في اي لحظه صفاء ألا وأجد صدي يتردد من حولي يبشرني بان الجميع من حولي ينعم بالسلام وتم محو كلمات كالأنكار والأنكسار والخذلان من المعجم وتوارت ونسيت بتعاقب الأيام . أصم لا يجذب أذاني صوت أكثر من نداءك ..
عاجز عن الايذاء أو البطش او التجبر . عاجز عن التحيز . عاجز أن أبكي أو احزن واكثر عجزا وضعفا امام عيناكي ..
.. أهو السحر الأبيض يا سيدتي الذي طالما سمعنا عنه والملقب بالموده والرحمة !؟
.. حتما انه هو .. فلا سحر غيره يجعل من ضعفي أمامك مكمن قوتي وسر أنتصاري .. فالحب بمفرده لا يقوي علي الفوز في كل تلك المعارك التي خضناها سويا في خضم تلك الحياة .. فأنا ادرك جيدا انه يحتاج الي صحبه صالحه يحتاج ألي سند لكي يبقي شامخا أبد الدهر ويطغي بقوه ناعمه فياسر روحي فأوثرك علي نفسي فتثرين فكري وتغذي نهم قلبي وتروين ظمأه ويتطاير الغبار الذي كان يعلوه وتزول الغشاوه فيلمع جوهره الذي نفذتي اليه وسكنتي فيه فتسموا وتعلوا بفضله روحي برباط مقدس أجلسك متوجه علي عرش مملكتي بكبرياء وعزه ورفعه ..
.. بلا شك انها التعويذه الحميده التي يجهلها او يتجاهلها الكثيرين بالرغم من انها موجوده في كل مخطوطه توارثناها انها تعويذه الموده والرحمه التي يجب الا يخلو منها أي دار او تخلو منها اي علاقة .. فلا رائحه ولا طعم للحب دونها .. أنها من تجعل منه عشق وهوي بلا اهواء ..
.. صدقا وحقا انها هي .. هي الماء الذي ينبت البذره ويروي الزهره ويجعل الشجر يثمر طوال العام بلا أنقطاع حتي الاوراق لا تجف فلا تعاقب للفصول ولا فرع يتيبس فالمرونه فيه طبع سائد والاخضرار لونه الثابت الذي لا يتغير ولا يبهت او يتلون او يتخفي وراء قناع .. انها الحقيقه الوحيده وسط الزيف ..
.. انه السحر الوحيد الذي يقوي علي هزيمه السحر الكريه الأسود المحمل بالبغض والشر ويحول الأراضي الجرداء القاحله التي غزاها الهجر او سوء الفهم الي جنه مبهجه غناء ويجعل الصحراء تدب فيها من جديد الحياة فينعم الانسان بالهدوء والصفاء والسكينه ويسكنها بعهد وميثاق موقع ادناه لا هجر ولا فراق بعد الأن ومهما حدث لن أنسي كوني أنسان ..
.. نعم يا ساده انها التعويذه التي لا تكسر انه السحر الحميد السحر الابيض أنه الخلود انه الكمال …. الحب ممزوجا بالموده والرحمه ومغلفا بغطاء من الأنسانيه ….
.. تعويذه حب شملت حب العقل و الروح والقلب وحب العشره والتعود والاعتياد والرزانه والحكمه امتزجت مع الجنون .. تعويذه جمعت جميع أنواع الحب فخطفت عقلي وقلبي وروحي وجسدي وكل تفاصيلي .. هي فخ رقيق محاك بخيط رفيع ناعم من حرير اوقعني في عش مملوء بالدفء والحنان فلا خلاص منه ولا نهاية ولا ارتواء ولا شبع .. لا مقاييس له ولا أسباب .. لا يعترف بالقوانين ولا ينتهي او يكتفي كالنار التي تأكل كل شيء وتقول هل من مزيد .. نار من الشوق الدائم واللهفه نار تنير ولا تحرق .. وانا من المكوث في ذلك العش لا أمل ولا اشبع .. أنه حب لا يفيد فيه عقل ولا فكر ولا منطق ولا يضعفه خطأ ولا سهو ولا قسوة ولا مسافات او حتي خلافات او اختلافات ..
.. انصتوا الي تلك التعويذه ودعوها تغزوكم أنها هديه القدر لكم لا تقاوموها او تبحثوا عمن يبطلها او يفسدها سواء بقصد او صدفه وبجهل لا تسمحو لاحد بالتدخل او تدخلوه أنتم او تدعوه يتلاعب بكم او يخدعكم بترككم للنوافذ والابواب مفتوحه نحوا الجميع جانبا لا شان لهم بحياتكم وعن الشيطان والاغراءات ابتعدو وأمتنعوا وانجوا بانفسكم نحو شاطئ الأمان واستمتعوا وتمتعوا انها خلطة سحريه من يتذوقها يهنأ وينعم بالسعاده والطمأنينه وراحة البال علي الدوام ..