ام تلقي بطفلها فى الشارع لتتزوج فتستقبله قلوب رحيمة بمجمع رعاية الأطفال والكبار بمدينة الزقازيق

 

كتب فتحي المصري 

قالوا عن الأم هي الملاذ الآمن والحصن المنيع الذي يختبئ فيه الأبناء مهما بلغوا من العمر فالأمهات نعمة كبيرة و شيء جميل لا يعوض ولا يقدّر بثمن ولا يستطيع أيا منا ان يرد ما قد قدمتّه لنا من جميل وحب وحنان وعطاء . الأم شمعة مقدسة تضيء ليل الحياة بتواضع ورقة وفائدة . حينما أنحني لأقبل يديك يا أمي وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك وأستجدي نظرات الرضا من عينيك يا أمي إن أرق الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلب الأم .
أمي شفاء جروحي وبلسم عمري وظلي فلو جردنا المرأة من كل فضيلة لكفاها فخرا أنها تمثل شرف الأمومة .
وأعظم فراغ لا يسد فراغ الحياة بلا أمي . اسألني عن الحب سأجيب قلب أمي.أنها لم تكف عن انتظاري ثانية واحدة طوال الليل حتى اعود اليها وأنها حتي في هذه اللحظة وهي تراني أمامها مازالت تنتظره ، يضيق بي هذا العالم حين تحزن أمي. آمنت أن الأمهات اوطان صغيرة , ففي كل أم وطن نسكنه , نحبه , نفتخر به , امرأة وطن ولاؤنا لها وانتماؤنا إليها. لن تجد قلباً يستقبلك في كل أوقاتك كقلب أمك. فارغة هذه الحياة حين تمر دون أمي ومؤلمة حد البكاء دون ضحكتها. أمي التسعة أشهر التيَ سكنتُها فِي جوفِك .
أمي هيَ الصديقة والحبيبة أمي، هي أنا. مستقبل المجتمع بين أيدي الأمهات.. فإذا كانت المرأة سبب ضياع العالم، فهي وحدها تستطيع إنقاذه . تلك الوحيدة هي الجميع هي الحياة بأكملها هى الأم .

IMG 20211204 WA0016

ولكن أم محمود ناصر عبد الرحيم والبالغ من العمر ١٤ ربيعاً والذي ألقته أمه إلى أرصفة الشوارع وترفض كل معاني الأمومة وتتجرد من كل القيم الإنسانية ومعها لفظته كل القلوب بعد أن مات قلب أمه .
ماذا بك يا محمود وماذا أصابك ولماذا أنت الآن متواجد في مجمع رعايه الأطفال والكبار فاقدي الرعاية بمدينة الزقازيق بمنطقه الصيادين

post

IMG 20211204 WA0015

فيقول محمود والدموع فى عينيه تنهمر كالشلال
منذ أن توفى والدي ، رفضتني أمي بعدما تزوجت ، أن أعيش معها وأخذي عمي لأعيش فى بيته ، والذى أصبح غير قادر على رعايتي أو تحمل مسؤوليتي بعد إصابته بمرض السرطان، لأصبح بلا مأوى.

IMG 20211204 WA0017
وبكى الطفل محمود ناصر عبد الرحيم هلال خلال إحدى البرامج التليفزيونية برنامج “واحد من الناس الذى يذاع على قناة “الحياة”
مُتمنياً أن يعيش فى مكان آخر حتى وإن كان هذا المكان هو فى الشارع.

ويقول الطفل محمود ، والذي يبلغ من العمر 14 عاما، تعلمت بالمدرسة حتى وصلت للصف الأول الإعدادى، وبعد أن ذهبت للعيش مع والدتى خرجت من المدرسة ولم اتمكن من مواصلة الدراسة، وقبل أن تتزوج أمى، ذهب إليها عمى وسألها إذا كانت ترغب أن أعيش معها ولكنها رفضت قائلةً أن زوجها حلف يمين طلاق ألا أعيش معهما”.

وينهار الطفل بالبكاء قائلا ” عندما ذهبت لأعيش مع جدتي ، رمونى فى الشارع وفضلت عايش فى الشارع لمدة شهرين وانا نايم على الرصيف، أنا لا أريد أن أعيش فى أى منزل من منازل أقاربى، حتى منزل عمى لا أريد أعيش مع أحد ، فكرت أكثر من مرة أن أقتل نفسى لأني تعبت من حياتى .

ومن جانبه قال عم الطفل “سيد عبد الرحيم “كنت أعمل فى قهوة، وكان آخر عملى فى شهر رمضان الماضى، ومنذ وفاة والد محمود، وكان قد انفصل عن والدة محمود ، وهو يعيش معى فى المنزل منذ 10 سنوات، ومن 3 سنوات فقط دخل فى حالة نفسية لا علاج لها”.

ويقول عم الطفل محمود “فى إحدى المرات، دخل محمود المنزل ويعانى من تورم فى رُكبتيه، توجهت به إلى الأطباء لمعرفة حالته المرضية، ولم نصل لأى نتائج، وتم سحب مياه من قدمه، وأخبرني الطبيب أن محمود فى حاجة لإجراء عملية تثبيت مفصل،
وزادت حالة محمود سوءاً بعدما رفض محمود تناول الطعام ، بسبب ابتعاده عن أمه”.

ويذكر عم الطفل محمود بأن أصعب لحظة مرت عليه فى حياته عندما قالت له أمه فى اتصال تليفوني بأن محمود بالنسبة لها قد مات، ولو كان تاعبكم أوى أرموه فى الشارع”.

ولكن !!!!
أذا كان قلب ام محمود قد مات فإن الخير فى أمتي إلى يوم الدين .
فهناك قلوب لاتزال تنبض بالحياة وتحمل فوق أكتافها شعاراً إنسانيا

” نحن معكم ولكم حق الحياة “

فور عرض قصة الطفل محمود كان هناك من يعلن أمام كل المصريين وعلى الهواء مباشرة .
فلقد خرج إلينا المستشار إيهاب جودة ، رئيس مجلس ادارة جمعية الدفاع الاجتماعى بالشرقية

 

“انا منتظر الطفل محمود الآن لكي نعيد إليه الحياة من جديد وسيكون له الأسرة بل أسر كاملة تحتضنه وتأويه .
وبالفعل استقبلت محمود كل الايادي البيضاء التي تعمل ليل نهار من أجل رعاية هؤلاء الأطفال لان الجمعيه هى المسئوله عن دار التربيه للبنين و اطفال بلا مأوى وبالفعل بدأنا مع محمود رحلة حياة جديدة وينضم إلى أسرتنا الكبيرة .

زر الذهاب إلى الأعلى