د.سحر السبد ..تكتب..حسبة برما

تتناقل الكثير من الجمل والعبارات على ألسنة المصريين دون معرفة معناها ودلالتها، تلك الجمل أصبحت ضمن موروثاتنا التي تتخذها الأجيال من بعدنا ليرددوها هم أيضًا في المناسبات دون البحث عن القصة الحقيقة وراء تلك الجمل والأمثال، فعندما يتعثر شخص ما في حل مسألة حسابية معينة، فوارداً جدًا أن نفقد أعصابنا ونقول له “هي حسبة برما؟”، تلك العبارة الشهيرة في تراثنا الشعبي المصري التي نقولها بدون أن نعرف أصلها ومعناها،
يعود أصلها إلي برما إحدى القرى المصرية التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية, التي تبعد عن طنطا حوالي 12 كيلومترًا، وجاءت هذه المقولة عندما اصطدم أحد الأشخاص بسيدة كانت تحمل قفصاً محملاً بالبيض فأراد تعويضها عما فقدته من البيض فقال لها الناس: كم بيضة كانت بالقفص؟
فقالت: لو أحصيتم البيض بالثلاثة لتبقي بيضة، وبالأربعة تبقى بيضة، وبالخمسة تبقى بيضة، وبالستة تبقى بيضة، ولو أحصيتموه بالسبعة فلا تبقي شيئا، وهنا عجز الجميع عن معرفة عدد البيض وأصبحت هذه الحسبة الشغل الشاغل للقرية وتنافس الجميع لمعرفة عدده، وانتقلت الحيرة من قرية “برما” إلى محافظة طنطا, ثم محافظة الغربية ومنها إلى مصر كلها، والجدير بالذكر أن هناك بالفعل من تمكن من حل هذه المسألة الحسابية المعقدة حيث اكتشف بعد تفكير طويل أن عدد البيض هو (301) بيضة، ومن هنا جاءت مقولة حسبة برما.

زر الذهاب إلى الأعلى