مشاكل الأمهات في تربية الأبناء
مشكلة وحل
د.سحر السيد
الأمومة رحلة صعبة تواجه من خلالها الأم الكثير من التحديات والمشاكل، مثل انضباط الطفل، كيفية اختيار الأصدقاء، القرارات المصيرية في مستقبل الطفل، المشاكل الدراسية، وغيرها، وعلى الرغم من كثرة التحديات التي تواجهها الأم، لكن نسبة كبيرة من الصعوبات التي تواجهها الأم أثناء مشوار الأمومة وتربية أطفالها، يكون نابعاً من داخلها أو بمعنى أدق يتعلق بمشاكل داخلية يزيد المشاكل تعقيداً.
فالتربية واحدة من التجارب المدهشة في الحياة، ولكن يمكن أن تسبب الإحباط للآباء بسهولة جدا، فكل يوم جديد يجلب معه تحديا جديدا في حياة الآباء والأمهات، بينما تحاول في الغالب رسم ابتسامة أمام أفراد أسرتك، تأتي أوقات أخرى لا يمكنك أن تبقى هادئا، إذا كان هذا السيناريو يبدو مألوفا لكي، فأنت لست وحدك، فجميع الآباء والأمهات يمرون بهذه الأوقات عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع أطفالهم، ولكن كلمة السر هي الحفاظ على حالة الهدوء بدلا من إظهار الغضب، وهو ما يجعل أطفالك يحترمون موقفك ويحاولون محاكاة نفس سلوكك.
فعندما تعاني عزيزتي الأم من الخوف، فإن هذا يدفعك إلى التفكير في السيناريو الأسوأ دائماً، وتبدأ لعبة ماذا لو التي تعوق تقدم طفلك، الخوف من حدوث شيء سيئ لطفلك أو أنكِ لستِ أماً جيدة، أو أنكِ تتخذين قرارات خاطئة دائماً، كل هذه المخاوف تجعلكِ عقبة في طريق طفلك، والحل هو أن تتخلي عن هذه الأفكار السلبية، وتنظري إلى الواقع بمعطياته الحالية، وتركزي على ما هو موجود الآن، حتى لا تعطي فرصة للخوف للتسلل إليكِ.
كل أم تريد أن يكون طفلها الأفضل، ولكن يجب أن تكون توقعاتك لطفلك مستندة إلى الواقع، وليست عالية بطريقة غير واقعية وغير منطقية ولا تتناسب مع قدرات طفلك، لأن التوقعات العالية تسبب ضغطاً على الطفل، وهذا الضغط قد يؤدي إلى إصابته بالاكتئاب، أو يدفعه نحو التمرد، وفي كل الأحوال فإن الضغط نتائجه سلبية، تأكدي دائماً من أن توقعاتك لطفلك واقعية ومناسبة لقدراته، وأنه يستطيع تحقيقها، إذا كنتِ تريدين إعداده للنجاح لا للفشل.
الأطفال يتمردون من وقت لآخر، قد يقودك طفلك نحو الجنون بالعناد، ولكن لا تتركي سلوكه يثير غضبك وتتسبب انفعالاتك بدفعه نحو المزيد من التمرد، ما يدخلكما في حلقة مفرغة من التمرد والغضب، أنتِ ناضجة عليكِ التحكم بانفعالاتك والسيطرة على غضبك، فكلما شعرتِ أنكِ على حافة الغضب توقفي عن إبداء أي رد فعل، وتنفسي ببطء أو اخرجي من الغرفة لحين استعادة هدوئك ثم ناقشي الأمر بهدوء مع طفلك.