مبادرة المكتبي المبدع قادة الطفولة المبكرة
عمرو حلمي
في إطار اهتمام الدولة المصرية بالعلم والثقافة شهدت مكتبة مصر العامة بالدقي المرحلة الثانية من المبادرة المكتبي المبدع : قادة الطفولة المبكرة .
وذلك في الفترة من 22 – 29 سبتمبر 2021م , بواقع 12 محاضرة علمية تدريبية لمدة 5 أيام.
يذكر أن المبادرة مجانية استهدفت 40 متدرباً من خريجي كليات التربية والآداب تخصص طفولة مبكرة, وكذلك العاملين بالمكتبات والحضانات وكل المهتمين بمجال الطفولة المبكرة.
وعن أهمية المبادة وأهدافها :
صرح الأستاذ / رياض طاهر – مدير المكتبة بأن هذه المبادرة تأتي في إطار المرحلة الثانية لمبادرة المكتبي المبدع التي تم إطلاقها العام الماضي والتي من خلالها تم تدريب 1300 خريج في مجال المكتبات والمعلومات.
وتابع : إننا اليوم نأخذ محوراً جديداً في المبادرة , وهذا المحور هو محور الطفولة المبكرة.
كما تابع أن الهدف من وراء هذه المبادرة
هو أن يكون الطفل قائداً في المجتمع يتم تربيته بطريقة علمية تربوية صحيحة تتناسب مع طبيعة العصر ومتطلباته , والتي تساهم بشكل كبير في تنمية جميع مهارات الطفل والارتقاء بمستواه الفكري في هذه الفترة العمرية الحرجة, فترة الطفولة المبكرة والتي من خلالها تتشكل شخصية الطفل.
وأضاف أن الفئات المستهدفة من هذه المبادرة تشمل كل من له علاقة بمجال الطفولة من الأمهات, والحضانات , والمدارس , والمكتبات وبالأخص مكتبات الأطفال , وكل الأماكن التي تقدم خدمات للأطفال.
كما ذكر أن المدربين المشاركين في المبادرة على درجة كبيرة من الكفاءة العلمية والمهنية وهم متطوعون , يقدمون المبادرة عن حب من واقع المشاركة المجتمعية في تعاونهم المشترك مع إدارة المكتبة , ومساهمتهم في بناء الطفل القائد الذي يقود المجتمع.
وعن محاور المبادرة تحدثنا الأستاذة / أماني حسن – منسق المبادرة فتقول : إن المبادرة اشتملت على عدة محاور وهي : التربية الإيجابية , وكيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال , وصعوبات التعلم التي يعاني منها بعض الأطفال , والتعرف على فلسفة المونتيسوري وكيفية تطبيقها في الحضانات , ومعايير اختيار الحضانات ومعرفة أهم الأركان المفترض وجودها في الحضانات , بحيث يمكننا تقييم الحضانات لمعرفة إمكانها تطبيق فلسفة المونتيسوري أم أنها تستخدم أدوات فقط.
وتابعت : من المحاور أيضاً تيسير البحث العلمي للأطفال , وتسهيله كذلك في توصيل اللغة الإنجليزية إلى الطفل بطريقة سهلة وميسورة , والتعرف على مهارات التعليم وكيفية اكتسابها للأطفال.
وأضافت أن المبادرة استهدفت وجود مهارات وأنشطة للأطفال عن طريق استخدام البيئة المحيطة. كما استهدفت المبادرة كذلك تعليم الطفل كيفية رواية القصة وتقديمها بطريقة سهلة وميسورة.
كما استهدفت المبادرة كذلك ابتكار أدوات المونتيسوري بتكلفة اقتصادية غير مكلفة عن طريق استخدام مواد من البيئة المحيطة مثل ورق الأشجار والكرتون. كما استهدفت المبادرة كذلك التعرف على أهمية الخرائط الذهنية لتحفيظ القرآن الكريم.
وأما السادة المدربين المشاركين في هذه المبادرة فهم خبراء معتمدون دولياً في مجال الطفولة المبكرة, ومن بينهم:
أ / نهى برانية – مدرب دولي معتمد من مصر وكندا , واستشاري طفولة مبكرة , وحاصلة على دبلومة المونتيسوري من لندن , تقول : إن أهداف المبادرة تتجلي واضحة في التعرف على فكر المونتيسوري الذي يعنى أن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة من سن يوم إلى 6سنوات , هو الذي يقوم باكتشاف الحياة من حوله وبنفسه , وذلك عن طريق استخدامه الحواس الخمس , وعن طريق عقله الذي يوصف في هذه الفترة بالعقل الماص الذي يستوعب كل المعلومات التي يتلقاها , فيعمل على تخزينها , كما يقوم الإسفنج بامتصاص الماء وتخزينه.
كما ذكرت أن المعلم أو المدرس في المونتيسوري يقوم بدور المرشد الذي يترك للطفل حرية الابتكار والإبداع , كما يقوم بدور المراقب للطفل والعمل على تهيئة البيئة المحيطة لاستخدام الطفل للحواس الخمس والعقل الماص.
وأضافت أن المبادرة تهدف إلى التعرف على كيفية تطبيق منهج المونتيسوري في المنزل أو الحضانة , والتعرف كذلك على كيفية عمل وتصنيع أدوات المونتيسوري بطريقة سهلة وميسورة واقتصادية غير مكلفة.
كما أضافت كذلك أن المبادرة تهدف إلى العمل على نشر المونتيسوري وتطبيقه على أرض الواقع , وتغيير الفكر التقليدي في تعليم الأطفال , والذي يتعامل مع الطفل كأنه آلة تتحرك وفقاً لرغبة المعلم , مما يلغي شخصية الطفل ويجعله شخصاً سلبياً.
كما تابعت أن المبادرة كشفت عن أهم معايير أسس اختيار الحضانات في ضوء فلسفة المونتيسوري.
والتعرف على أسباب سوء السلوك لدى بعض الأطفال , ومعرفة الطريقة المثلى في التعامل معها لكي تختفي تدريجياً.
وكذلك معرفة كيفية حكي القصص بأسلوب يسير وبشكل ممتع وجذاب لأسماع الطفل , والعمل على توظيف الموسيقى والحركة لكي تعمل على تنمية قدرات الطفل الفكرية وتطوير مداركه العقلية والإدراكية , وكذلك اشتملت تلك المبادرة على تطبيق عملي فيه العديد من الأنشطة المتنوعة.
وعن صعوبات التعلم التي تواجه بعض الأطفال : تحدثنا أ / إيمان رفع
– مدربة معتمدة من جامعة عين شمس , وهي من المدربين المشاركين في المبادرة , فتقول : لقد استهدفت المبادرة التوعية بالإعاقات الذهنية , والتعرف على أهمية التدخل المبكرة لاكتشاف هذه الإعاقات , وكيفية تعامل الأم مع الطفل المصاب بالصرع على اعتباره من الإعاقات الذهنية.
وأضافت أن المبادرة استهدفت معرفة صعوبات التعلم وكيفية اكتشافها عند الأطفال , وكيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم , ومعرفة الوسائل المستخدمة في التعامل معهم.
وللتعرف على عالم العرائس – اصنع صديقك المفضل , تحدثنا الفنانة التشكيلية علا بشير – صانعة العرائس المتحركة وهي من المدربين المشاركين في المبادرة , فتقول : هناك أربع مهارات يجب توافرهم في الطفل قبل مرحلة المدرسة : الأولى : مهارات حركية , والهدف منها تأهيل الأطفال لاستخدام الأدوات المدرسية.
والثانية : مهارات إدراكية , والهدف منها تأهيل الأطفال وتنمية قدراتهم الذهنية التي تمكنهم من استيعاب المعلومات.
والثالثة : مهارات عاطفية , والهدف منها تأهيل الأطفال في التعامل مع الناس.
والرابعة : مهارات اجتماعية , والهدف منها كذلك تأهيل الأطفال في التعامل مع الناس.
وأضافت أن المهارات الأربعة يمكن توفرها في اللعب بالعرائس وذلك من خلال لعبة اصنع صديقك المفضل التي تنمي جميع المهارات عند الأطفال , هذا بالإضافة إلى أنها تترك ذكريات جميلة تصاحبهم مدى الحياة.
وعن كيفية التعامل مع مشاعر الأطفال وكيفية إدارة نوبات الغضب لديهم : تحدثنا أ / جيلان طارق معلمة معتمدة في التربية الإيجابية من تكساس , وحاصلة على دبلومة المونتيسوري من لندن , وهي من المدربين المشاركين في المبادرة , فتقول : كل أسرة تعيش مع أطفالها لحظات
مختلفة ومتنوعة منها لحظات فيها فرح وسعادة , ومنها لحظات فيها غضب والتي لا يمكننا تجاهلها وتركها بأي حال من الأحوال , فلذا كان من بين أهداف هذه المبادرة , معرفة الطرق التي من خلالها يمكننا إدارة غضب الأطفال بطريقة إيجابية تنعكس على شخصياتهم وسلوكياتهم مع الآخرين حتى في مرحلة الشباب وما بعدها.
وعن تفعيل البحث العلمي تيسير اللغة الإنجليزية للأطفال : تحدثنا أ / أمنية فوزي حاصلة على دبلوم المعلم المحترف في اللغة الإنجليزية من الجامعة الأمريكية , وهي من المدربين المشاركين في المبادرة , فتقول : معظم مشاكل اللغة الإنجليزية تتعلق بالقراءة , والتي ترجع إلى عدم معرفة الأطفال بالدلالة الصوتية لكل حرف , وبالتالي لا يستطيع الطفل الربط بين حروف الكلمة مما يدفعه إلى التعثر في القراءة.
ومن هنا كانت فكرة المبادرة التي تقوم على تعليم المهارات الأساسية في اللغة الإنجليزية , عن طريق استخدام مجموعة من القصص في موضوعات متنوعة في العلوم أو المغامرات أو غير ذلك.
وأضافت أن من أهداف المبادرة : التعرف على كيفية التفكير لدى الطفل بطريقة صحيحة من خلال اللغة , ومعرفة أسس التفكير المنطقي والطبيعي لدى الطفل.
وعن رحلة تعلم اللغة العربية والخريطة الجغرافية تحدثنا أ / إسراء صالح مؤسس سوبر أبلة فتقول :
يمكننا تعليم الطفل اللغة بطريقة سلسة وسهلة وميسورة وذلك عن طريق ربط اللغة بالبيئة المحيطة بالطفل واستخدام كلمات موجودة في الواقع.
وأضافت أن فكرة سوبر أبلة تهدف إلى ربط اللغة بالتراث الحضاري والتاريخ والجغرافيا وكل حاجة تخص حياتنا , فعلى سبيل المثال عند تعليم الأطفال الحروف الهجائية نضرب مثال للحرف بشيء من البيئة , فمثلاً حرف (أ) يمكن تعلمه بالحركات الثلاث الفتحة والكسرة والضمة باستخدام كلمات متعارف عليها مثل : أرنب – إسكندرية أكتوبر, وهكذا.
وعن أهمية الخرائط الذهنية لتحفيظ القرآن الكريم : تحدثنا أ / سميحة حمدي طاهر, وهي من المدربين المشاركين في المبادرة , فتقول : إن الخرائط الذهنية العقلية تشبه الخلية العصبية , كما يعمل المخ على تخزين المعلومات على هيئة صورة بحيث يمكنه استيعابها .
وذكرت أن الهدف من عمل الخرائط الذهنية هو سهولة تخزين المعلومة وسرعة استدعاءها.
فممن الممكن تيسير حفظ القرآن الكريم عن طريق استخدام الخرائط الذهنية وذلك باستخدام الصور في الحفظ
لأن العقل البشري لا يفهم الكلام , وإنما يفهم الصور والرموز ولهذا نجد أغلب سور القران استخدمت الصورة في الآيات لتقريب المعلومة في ذهن المتلقي , والجدير بالذكر أن الفص الأيسر في المخ هو المسئول عن الصور.
فعند تحفيظ الأطفال القرآن نأتي بصور مألوفة معروفة من البيئة , لأن الصورة أكثر ثباتاً في الذهن من أي شيء أخر. فعلى سبيل المثال إذا أردنا أن نقوم بتحفيظ الأطفال سورة الفيل نأتي بصورة للفيل وصورة للطير الأبابيل متخيلة , وفي سورة الكوثر نأتي بصورة للنهر وهكذا.
ومن المدربين المشاركين في المبادرة : أ / سجى سعيد – معيدة في جامعة النيل والتي حدثتنا عن : تفعيل البحث العلمي في تبسيط العلوم, , فقالت :
من الأفضل في تعليم الطفل أن يقوم هو بنفسه بالتجربة والملاحظة وذلك عن طريق استخدامه للحواس الخمسة في استكشاف ما حوله في البيئة المحيطة, من إنسان وحيوان وصخور وأشجار, فهذا كله له دور كبير في تنمية القدرات والمهارات لدى الأطفال, تنمي لديهم الملكة والموهبة والإبداع.
ومن المدربين المشاركين في المبادرة , أ / محمد عمر – المسئول الإعلامي بالمكتبة والذي حدثنا عن : اللقطة مفتاح النجاح كما بين أهمية الصورة في التعليم لما لها من بالغ الأثر في تثبيت المعلومة في الأذهان.
وفي ختام المبادرة حصل المتدربين على شهادة من إدارة المكتبة تفيد بمشاركتهم في هذه المبادرة المتميزة, وذلك بحضور الأستاذ / رياض طاهر – مدير المكتبة.
وإنه لمن دواعي سروري أني كنت واحداً من المتدربين وبفضل الله أفدت الكثير من هذه المبادرة المتميزة في المجال المهني والأكاديمي , كما حصلت على شهادة من إدارة المكتبة تفيد بمشاركتي في هذه المبادرة المتميزة.
وفي انتظار المزيد من المبادرات القيمة المتميزة التي تقدمها المكتبة والله ولي التوفيق.