بداية السنة المصرية القديمة وفقا لتقارير المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية
احمد سلامه
آوضح الاستاذ الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بان جميع الدراسات العلمية (سواء كانت فلكية أو أثرية أو كانت عربية أو أجنبية اتفقت على أن الفراعنة هم اول من قاموا بحساب طول السنة الشمسية عن طريق رصد ما يسمى بظاهرة الشروق الاحتراقي لنجم الشعرى اليمانية وعرفوا أن طول السنة 365,25 يوم وسمى بالتقويم المصري القديم الذي بدأ منذ 6262 عاما وينسب إلى “توت” رب الحكمة والكتابة في عقيدة المصريين القدماء الذي توصّل إلى أول حساب للأيام عرفه الإنسان.
وتحدث هذه الظاهرة مع بداية فيضان النيل فى شهر يوليو من كل عام حسب خط عرض المكان ففي القاهرة بداية شهر توت فلكيا هو 24 يوليو من كل عام.
ولأسباب سياسية أمر الإمبراطور “أغسطس” بتغيير بداية التقويم المصري ليبدأ يوم 29 أغسطس من كل عام ليتزامن مع التقويم اليوناني الجديد (وهو أساس التقويم الجريجورى الذى يسير عليه الغرب إلى اليوم)، وهكذا ظهر إلى الوجود “التقويم القبطى أو التقويم السكندري” و الذى يختلف عن التقويم المصرى الفرعونى فى بدايته فقط.
واعتبر تاريخ تقلد الإمبراطور الرومانى دقلديانوس حكم مصر بداية للتقويم القبطى تخليدا للشهداء الأقباط الذين نكل بهم هذا الإمبراطور الوثنى لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية ورفضهم تأليهه وعبادته، وتم تحديد بداية التقويم القبطى على هذا الأساس بيوم 29 أغسطس من عام 284 ميلادية، الذي قابل بداية شهر” توت” وهو الشهر الأول فى التقويم القبطى وبعد عدة تصحيحات فى التقويم الميلادى فى منتصف القرن السادس عشر بات يوم 11 سبتمبر هو بداية السنة القبطية البسيطة، و12 سبتمبر بداية السنة القبطية الكبيسة. والثلاثة عشرة يوما ما بين 7 يناير و25 ديسمبر هو نفس الفرق ما بين 29 أغسطس و11 سبتمبر. وهو فرق أيام التصحيح بين التقويم اليونانى والجريجورى.
وقد احتفظ الأقباط بالنظام الفرعونى للتقويم المصرى على أساس أن السنة الشمسية تضم 12 شهرا عدد أيام كل منها 30 يوما يلحق بها أيام شهر النسيء، وعدد أيامه إما 5 أيام فى السنة البسيطة، أو6 فى السنوات الكبيسة، وتم الاحتفاظ بأسماء الأشهر القبطية ال 12 كما عرفت بها فى التقويم الفرعوني منذ الأسرة الخامسة والعشرين فى عهد الاحتلال الفارسي لمصر، هى بترتيب تواليها توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤنة، أبيب، مسرى، ونسئ.
لذا لكي نحتفل بالتقويم المصرى على طريقة قدماء المصريين ونفهم كيف توصل قدماء المصريين لهذا الإنجاز الفلكى والحضارى العظيم علينا رصد ظاهرة الشروق الإحتراقى وبزوغ نجم الشعرى اليمانية فى نهاية يوليو من كل عام. وهذا ما يقوم به المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية من مرصد القطامية كل عام.
وللاحتفال ببداية السنة القبطية فسيكون فى 11 سبتمبر من كل عام لو كانت السنة بسيطة و12 سبتمبر لو كانت كبيسة كما هو متبع فى تقويم الشهداء حتى الأن.
وحول هذا التقويم ورصد الشروق الاحتراقي ينظم المعهد ندوة علمية يتم عرض فيها بعض التفاصيل الفلكية وتصوير لعملية الرصد وذلك يوم الأحد 12 سبتمبر 2021 في تمام الساعة الثانية عشرة ونصف ظهرا وتكون المشاركة اونلاين