الكون يسمعك
د.مها العطار
مرفت العربى عبد العظيم
عرض فيلم قمر 14 فى عام 1950 ، وداخل أحداث الفيلم حوار في أحد المشاهد بين كاميليا ووداد حمدي، حيث قالت وداد للأولى «يا رب تتحرقي»، فيما ردّت كاميليا «يا رب تنضربي بالسكينة في قلبك»، وهو ما حدث بعد ذلك بالفعل، فتحولت جُمل سيناريو الفيلم إلى حقيقة ، حسب إشارة صفحة «تاريخ بدون تشويه» التاريخية .
بعد أربع أشهر من عرض الفيلم ماتت الممثلة كاميليا ، وكانت جثتها الوحيدة التى تم التعرف عليها ، رغم أنها احترقت ، إذ سقطت الطائرةعلى رمال الصحراء بالقرب من قرية «دست» في مديرية البحيرة وقد لقي كل ركاب الطائرة البالغ عددهم 55 راكبا مصرعهم.
أما وداد حمدي ، فكانت تعيش في شقتها بمفردها،وكانت حريصة على لا تدخل غريبا في شقتها ، إلى أن زارها ريجسير يُدعى “متى”، ليُطلعها على سيناريو أحد الأفلام ، وقرر قتلها حتى لا تعترف عليه، فطعنها في ظهرها ، لم يشعر بنفسه وتوالت طعناته القاتلة في جسد وداد حمدي وسقطت على الأرض ، وانتهت حياة وداد حمدي بالفعل كما قالت لها كاميليا في الفيلم “يا رب تنضربي بالسكينة في قلبك”
هذا أكبر مثال يضرب فى طاقة الكلمة وكيف تجذب للإنسان الخير والشر .. حيث نلاحظ في هذه الآونة التي نعيش فيها كثيرًا من الناس يُكثِرون اللعن والسب بقصد أو بدون قصد ، ونسوا أو تناسوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم” ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا باللَّعَّانِ. ولا بالفاحشِ ولا بالبذيءِ ” .. وقوله ” لا تَدْعُوا على أنْفُسِكُمْ ، وَلا تَدْعُوا على أوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على خَدَمِكمْ، ولا تَدْعُوا على أمْوَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ ساعَةً نِيْلَ فيها عَطاءٌ فَيُسْتَجابَ مِنْكُمْ ”
الطاقة دائمآ تعمل بقانون الجذب .. وطاقة الكلمات من أقوى الطاقات التى تتحقق ، لذلك حتى الكلمات الساخرة التى تتكرر فى لسان أحد بالطبع يمكن أن تتحقق قال صلى الله عليه وسلم..”إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم”
إن الكلمات السلبية تجلب الطاقة السلبية إلى تردداتنا على المستوى المادي ، ونستطيع استشعار ذلك عندما يتحدث إلينا أشخاص دائمو الشكوى!
فعندما نتكلم بصوت مرتفع، تتحول الكلمات إلى ذبذبات وترددات تستخدم لتوجيه الطاقة ، فللكلمات طاقة قوية جداً ، لذلك عندما نطلق كلماتنا فنحن نصب أفكارنا وتردداتنا في الحقل الطاقي للأرض.. وعندما ندرك القوة الحقيقية للكلمات سنعرف مدى تأثيرها في طاقة الإِنسان وعلى توجيه تلك الطاقة، إن للكلمات وقعاً سحرياً.
ولأن الكلمة طاقة ؛ فإن الإنسان يستطيع أن يشكل بكلمة طاقة المكان أو الزمان ، لذا فإن أول كلمة ننطق بها عند بداية أي شيء تشكل الطاقة له وتؤثر سلباً أو إيجاباً، لذلك من المهم جداً أن يبدأ الإنسان يومه بكلمة طيبة وكذلك قبل النوم ، لأنها مدة زمنية مختلفة ، وكذلك عند عبور بوابات أو عتبات لإضفاء طاقة إيجابية على المكان .. البيوت التى تكثر فيها اللعان بيوت مشؤمة ، والعكس البيوت التى تكثر فيها الكلام الطيب بيوت خير وبركة .
من هنا لا بد أن تكون الكلمة التي تتحدث بها لنفسك أو للآخرين، دائماً تحمل الطاقة الإيجابية ، الطاقة التي تساهم في تحويل خلايا جسدك إلى ذبذبات قادرة على زيادة درجة المناعة في جسدك ، وتفتح أمامك كل الأبواب المسدودة ، فملاحظة واحدة سريعة للشخص الإيجابي تشعر بانك أمام كائن نوراني يضيء أمامك كل الظلمات.
تكلم دائماً بإيجابية فإنها طاقة الخير والبركة والسعادة والرضا، قل كلمتك بحب واتركها تمضي لتواصل فعلها الكوني .
للكلمة قوة لا يستهان بها.. فبكلمة “كُن” يكون. وبكلمة “كُن” لا يكون. فـللكلمة طاقة وتأثير سواء على القائل أو المستمع فبكلمة نسعد وبكلمة نحزن. وبكلمة نداوي.طاقه، الكلمة هي زخرف يسحر لب العقول. ويلامس شغاف القلوب كـالكلمة الطيبة. وللكلمة الطيبة طاقة إيجابية سواء على القائل أو المستمع .