اسحق فرنسيس.يكتب . الكشف عن إعادة الانتشار.. «داعش» يجند أطفال المخيمات
في وقت لجأ فيه تنظيم «داعش» الإرهابي إلى تجنيد العناصر المحلية وتوليتهم مناصب قيادية داخل التنظيم، بدأ محاولة جديدة لإعادة بناء نفسه مجددًا، بعد مرور أكثر من عامين على انهيار خلافته المزعومة وهزيمته في آخر معاقله بالباغوز السورية، حيث يحاول التنظيم إعادة بناء عناصره في الصحراء شرق سوريا باستخدام الأطفال والمراهقين، بعد تهريبهم من مخيمات اللاجئين
النفوذ المستمر
على الرغم من سلسلة الحملات العسكرية التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة، فإن «داعش»، لا يزال يحتفظ بنفوذ كبير في العديد من المخيمات، فضلًا عن حرية التنقل؛ ما يسمح له باستهداف الصبية الأكثر عرضة لتجنيدهم.
وكشف تقرير أورده موقع «راديو صوت أمريكا»، «أنه بعد أكثر من عامين على انهيار الخلافة المعلنة، يبدو أن تنظيم “داعش”، يحاول إعادة بناء جيشه في الصحراء السورية الشرقية باستخدام الأطفال والمراهقين، وإن كثيرًا منهم تم تهريبهم من مخيمات لاجئين».
التقرير استند إلى معلومات استخبارية عسكرية أمريكية، هي جزء من تقرير أصدره الثلاثاء 3 أغسطس 2021، المفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية بشأن العمليات العسكرية في سوريا والعراق.
يأتي هذا في الوقت الذي عادت قيادة التنظيم الجديدة برسائل لمقاتلي التنظيم في الداخل من أجل استقطابهم وجذبهم مجددًا، تحتوي على تغيير استراتيجية التعامل معهم، وتعيين قادة محليين لضمان المساواة في التعامل معهم، إذ تسعى قيادة «داعش» في الآونة الأخيرة للتحايل وتغيير النظرة الدونية لمقاتليها من السكان المحليين، وبات التنظيم يصفهم بالداعمين الحقيقيين له، بعد أن كانت القيادات الأجنبية فيه تراهم أدنى منزلة منه«
داعش» يستغل ظروف النازحين
وحذّر المسؤولون العسكريون الأمريكيون، من احتمال استفادة داعش من الظروف في مخيمات النازحين، حيث تتطلع الجماعة الإرهابية إلى تجديد قدراتها.
وصرح قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث فرانك ماكنزي، بأن الوضع في مخيم الهول والمعسكرات الأخرى كان مصدر قلق رئيسًا، قائلا: «ما لم نجد طريقة لإخراج هؤلاء الأطفال من هذه المعسكرات، ونجد طريقة لإعادة دمجهم في المجتمع المدني والقضاء على التطرف، فإننا نعطي أنفسنا مشكلة عسكرية كبيرة للغاية بعد 10 سنوات».
وفي وقت سابق من هذا العام، قال مسؤولون أمريكيون؛ «إنهم يخشون أن يكون “داعش” نجح في تحويل مخيمات النازحين، وخاصة الهول، إلى قواعد يمكن للجماعة الإرهابية العمل من خلالها، بحسب التقرير، والذي أشار إلى أن مخيم ”الهول“ الذي يقطنه أكثر من 60 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، برز ،أيضًا، كنقطة عبور رئيسة، سواء بالنسبة للأموال أو للأفراد أو للأسلحة».
ويحتفظ التنظيم الإرهابي بوجود قوي في مخيم الهول على الرغم من قيام قوات التحالف الدولي بأكثر من 125 عملية اعتقال، مستغلًا نقاط الضعف في الأمن المحلي للعثور على ملاذات آمنة“، واستهداف القوات المحلية التي تتطلع إلى مواجهة جهود الجماعة.
ويأتي هذا في الوقت الذي ظهرت فيه خلال الفترة الأخيرة، عمليات تهريب مئات منهن باستخدام الرشاوى النقدية، إذ وصلت المدفوعات البنكية لسكان المخيم إلى ما يزيد على 500 ألف دولار، وفقًا لشهادة 50 امرأة داخل المخيم وخارجه، فضلًا عن مسؤولين أكراد محليين وعضو سابق في تنظيم “داعش” في أوروبا الشرقية ومقاتل أجنبي مستقر في محافظة إدلب ومتورط في عمليات التهريب، حيث تمثل هذه الممارسة خطرًا أمنيًّّا كبيرًا داخل سوريا وللحكومات الأجنبية التي ترفض إعادة مواطنيها إلى بلدانهم الأصلية