للكبار فقط

مرفت العربى عبد العظيم
ها هو عمار بن ياسر يبدو من بعيد ( كبيرًا )
كما كان دائمًا منذ صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم…
ها هو يبدو و أذنه تدبدب وقد انقطعت صلتها برأسه وتمزق جلدها إلا من بقية لا تكاد تذكر تمنعها من السقوط
لم ينشغل في تلك اللحظات المجيدة إلا بتثبيت المسلمين بصياحه المزلزل
(( يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون !! أم من الموت تهربون !؟ هلموا إليَّ…
يشتد اليأس أكثر وتشتعل المعركة ويتساقط الجرحي من الفريقين لكن شتان شتان بين جريح ذي نفس كبيرة يقاتل ذودًا عن الحق الذي يحمله وبين جريح سقط منافحًا عن كذاب أشر!
أحد الأنصار في شدة الإعياء وقد تلقي ضربة قاصمة
فحملوه إلى خيمة يطببوه فيها وبينما هو كذلك إذا سمع حطمة في جيش المسلمين
إخوانك يُقتلون‼️
رفاق دربك مكربون‼️
أبناء دينك وملتك ينكشفون‼️
و أنت في الدنيا..‼️
هكذا خرجت تلك الصحبة من فمه المخضب بدمائه الزكية الطاهرة وكأنه يلوم نفسه وكأنه يُخاطب بدنه المعلول وجرحه النازف ما طيب الحياة وقيمة الدنيا و إخوانك بحاجه إليك
لم يطق الأنصاري فراش المرض ولم يصبر علي جفوة السيف فسارع إلي المعركة من جديد.
مُتقلدا حسامه رافعًا رأسه.. زاحفًا
هذه المرة لم يتمكن من الوقوف فقرر المضي قدمًا ولكن زحفًا ‼️
النفس أكبر من أن يسعها فراش مرض أو يحدها جرح نازف..
زحف الأنصاري حتي بلغ مُراده ونال بُغيته ووافته منيته مقبلًا غير مدبر.
بطولات تلو بطولات و أمجاد ترفعها أمجاد اكتظ بها يوم اليمامة..
ذلك اليوم لم ينقص حتي كان ( الكبار)
قد أدركوا بغيتهم ووصلوا إلى هدفهم وأظهروا للدنيا الجحيم الحقيقي لذلك الكذاب… مسيلمة
ها هم أبطال الإسلام ( الكبار) يدخلون على عدو الله ويُجهزون عليه في آنٍ واحد..
يتسابق في ذلك وحشي ذلك العبد التائب الذي قتل يومًا خير الناس حمزة فأقسم بعد إسلامه إن يعوض تلك الجريمة بأن يقتل بحربته شر الناس لكنه لم يكن وحده..
#الشيخ_حازم_شومان