إنتصارات وبطولات العاشر من رمضان في حرب العزه والكرامه

المستشار ياسر مروان
تعد حرب أكتوبر ١٩٧٣ واحده من أبرز الأحداث العسكريه في تاريخ الأمه العربيه ، وكانت الحرب التي انتصر فيها الجيش المصري في العاشر من رمضان ( ٦ أكتوبر ) على جيش الاحتلال الإسرائيلي .
حيث سطرت القوات المسلحه المصريه ملامح بطولات فريده في تلك المعركه التي جمعت بين الإيمان بالقضيه والتخطيط العسكري المبدع .
سنستعرض في هذا المقال أهم الانتصارات والبطولات التي حققها الجيش المصري في يوم العاشر من رمضان .
١. التحضير والمفاجأه الاستراتيجيه :
في صباح العاشر من رمضان ؛ شنت القوات المصريه هجومًا مفاجئًا على المواقع الإسرائيليه في سيناء .
وكان ذلك بعد أكثر من عشر سنوات من الاحتلال الإسرائيلي للمنطقه منذ حرب ١٩٦٧ .
في البدايه ؛ كانت القوات المصريه قد نجحت في إخفاء تحركاتها وعمليات التحضير بشكل كامل عن العدو، مما جعل الهجوم مفاجئًا بشكل كامل .
كانت هذه المفاجأه العنصر الأول في تحقيق النصر .
٢. عبور قناة السويس :
كانت عبور قناة السويس من أهم الأحداث التي شكلت ملامح النصر المصري .
استطاع الجنود المصريون بفضل تدريباتهم الدقيقه ونجاحهم في تجاوز الحواجز المائيه أن يعبروا القناة باستخدام معدات ومراكب عسكريه ، في وقت قياسي .
لم تكن المهمه سهله ، حيث كان العدو الإسرائيلي قد قام بتشييد خط بارليف ، وهو خط دفاعي محصن على ضفة القناه الشرقيه .
ومع ذلك ؛ نجح الجيش المصري في تدمير هذا الخط في وقت قياسي ، مما مهد الطريق لتحرير الأراضي التي كانت تحت الاحتلال .
٣. التكتيك العسكري المصري :
كان للخطط التكتيكيه التي وضعها القادة العسكريون المصريون دور كبير في هذا النصر ، فقد تم تقسيم الهجوم إلى مراحل مدروسه بعنايه ، حيث بدأ الهجوم على جميع الجبهات بشكل متزامن ، مما أربك القوات الإسرائيليه وجعلها تتكبد خسائر فادحه .
من أبرز التكتيك الذي استخدمه الجيش المصري كان الهجوم المباغت والاعتماد على وحدات المشاة والمدرعات المجهزه بأحدث الأسلحه .
٤. الروح القتاليه والبطوله :
الروح المعنويه العاليه والقتال بشجاعه لا مثيل لها كانا العامل الحاسم في النصر .
على الرغم من أن الجنود المصريين كانوا يواجهون قوات إسرائيلية مدربه ومجهزه بشكل جيد ، إلا أن إيمانهم بقضيتهم ، ورغبتهم في استرداد أراضيهم ، كان المحرك الأساسي لكل ما قاموا به .
بطولات الجنود المصريين سجلت في صفحات تاريخيه ، وأصبحت رموزًا للتضحيه والفداء .
٥. الدور العربي والدعم الدولي :
على الرغم من الدعم الكبير الذي حصل عليه الجيش الإسرائيلي من الغرب ، خاصةَّ من الولايات المتحده الأمريكيه ، إلا أن التنسيق العربي والتعاون بين الدول العربيه لعب دورًا في تحقيق النصر .
كما كان الدور المصري في الحشد الدبلوماسي حاسمًا ، حيث تمكنت مصر من نقل الحرب إلى الساحة الدوليه ، مما دفع إلى الضغط على إسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار في نهاية المطاف .
٦. نتائج الحرب :
بعد مرور ١٦ يومًا من القتال العنيف ، تمت محادثات وقف إطلاق النار تحت ضغط دولي .
أسفرت الحرب عن استعادة مصر جزءًا كبيرًا من أراضيها المحتله ، وتحديدًا شرق قناة السويس ، وهو ما شكل بدايه لتحول سياسي عميق في المنطقه .
٧. الآثار الدائمه :
تُعد حرب أكتوبر لحظه فارقه في تاريخ المنطقه العربيه ، ليس فقط على مستوى الانتصار العسكري ، ولكن أيضًا على المستوى السياسي .
بعد الحرب ؛ بدأت مسيرة السلام في المنطقه ، والتي توجت في النهايه باتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام ١٩٧٨ .
وبذلك أصبحت مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل .
الخلاصه :
إن انتصارات العاشر من رمضان هي رمز من رموز الكرامة والعزه للأمه العربيه بشكل عام ، والمصريين بشكل خاص .
فقد أكدت تلك الحرب أن الإيمان بالحق والتخطيط الاستراتيجي والعمل الجاد يمكن أن يتغلب على الصعاب والتهديدات الكبرى .
كما أظهرت أن النصر يأتي دائمًا عندما يتَّحِد الجميع من أجل قضيه عادله .
وقد كان ذلك في حرب أكتوبر أحد أروع الأمثله على التلاحم بين الشعب وجيشه في مواجهة الاحتلال .