ترامب تقمصه الشيطان

بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء
في كل الأديان، الشيطان يريد أن يحكم قبضته على بني الإنسان، يختار منهم من يسير وفق خطته في مخالفة الرحمن، ويبتكر الذنوب والخطايا والعصيان، يبيح القتل ويشعل الحروب ليقتل الأطفال ويموت الأبرياء من أجل إرضاء إلهه الشيطان، وأن يتحدى الله بالجرائم ضد الإنسانية، يحرضهم على الحروب وينشر الفتن ويشعل الصراعات لتحقيق أهدافه، يدفع الناس لممارسة الظلم والقهر والبغي والطغيان. صفات أتباع الشيطان تظهر بصورة وقحة في تصريحات ترامب وتهديداته للعالم، ساعة باختلال أراضي شعوب عاشت مئات السنين على أراضيها راضية، يأتيها رزقها مطمئنة في معيشتها مستقرة في أوطانها، وأخرى يريد أن يهجر شعبًا مظلومًا من وطنه بعد ما منح حليفه بالمجازر ضد الفلسطينيين، ويبحث لهم عن وطن آخر يعيشون فيه لاجئين لا حول لهم ولا قوة، يموتون جوعًا وعطشًا.
أي إنسان ذلك الذي استدعى قوى الشر من كل مكان ليسفكوا دماء الأبرياء، ويدفنون النساء والعجائز تحت المباني المدمرة؟ لقد تقمصه الشيطان وأثار فيه غريزة الطمع والإجرام والعدوان على أي دولة في العالم يعتقد بأنه يحقق مصلحته التجارية والاقتصادية، ليستمتع الشعب الأمريكي بما سلبه من الدول الأخرى من ثروات، ليبتلع كل شيء من غالٍ ونفيس، يتعامل مع دول العالم كأنه بيديه مفاتيح السماوات والأرض، يحكم على العالم كيف يشاء. لقد نسي السيد ترامب أن للكون ربًّا واحدًا قادرًا على أن يجعله رمادًا في لحظة أمره (كن) كما حدث للطغاة السابقين.
لقد أصبح هذا الإنسان المعتوه يمثل الشيطان في الأرض بكل صفات الشر والطغيان، يُخيّل له أنه قادر على كل شيء، ولم يفكر في حشرة ضعيفة كالبعوضة قادرة أن تحمل له ميكروبًا يقضي عليه في لحظات، وأن سبب قوته وتجبره أساسه انصياع العرب المسلمين لتنفيذ طلباته وتقديم الهبات المالية تقربًا لعظمته. أذلوا أنفسهم ونسوا الله الذي يستطيع سبحانه أن يجعل الزلازل تهز أركانه، والحرائق تقض مضجعه، ولم يتعلم ويأخذ عبرة من أحداث الحرائق منذ مدة بسيطة في لوس أنجلوس. تصور الصراخ يخيف المؤمنين، وتحدي الله بظلمه يقضي على المكافحين للدفاع عن أوطانهم.
شخصيته مريضة مترددة، وقلبه خاوي دون إيمان ولا ضمير ولا عقل يحسب الأمور قبل استفحالها، فأصبح أراجوزًا يخيف الثعالب التي كلما اشتد صراخه دخلت مسرعة إلى جحورها مرتعشة أطرافها.
فيا أهل العرب، اجعلوا إلى الله نصركم على عدوكم، ويرفعكم شأنًا ومكانة، لا تخشون غير المنتقم الجبار، وارفعوا أصواتكم فقط أمام الطغاة، ونادوا بصوت عالٍ: الله أكبر، تتردد في السماء وتهتز لها القلوب. عودوا إلى الله، واستعيدوا ثقتكم في ربكم سبحانه، هو الذي بكلمة منه أزال حضارات في الماضي سادت ثم بادت، زلزل الأرض تحت أقدام المجرمين، فسقطوا تحت البنيان واختلطت أجسادهم مع التراب.
فأين بريطانيا التي لا تغرب عنها الشمس؟ وأين الاتحاد السوفيتي الذي كان يحكم أكثر من نصف العالم سكانًا ومساحة؟ أين قبلهم روما وعظمتها؟ فلتعلم مستر ترامب، لن تكون أمريكا مستثناة من عقاب الله لما ظلمت. هل نسيت ملايين الهنود الحمر الذين روت دماءهم أمريكا؟ وهل نسيتم أكبر جريمة في التاريخ ارتكبتها الدولة الأمريكية بقتل مئات الآلاف في هيروشيما وناجازاكي في اليابان بضربهم بالقنابل الذرية، علاوة على تشوهات أجسادهم ووجوههم من الإشعاعات، وظلوا يعيشون حياتهم في أبشع معاناة عاشها الإنسان في الماضي والحاضر.
هل نسي الناس جرائمكم في الفيتنام؟ هل نسي العرب تدمير بغداد وقتل مئات الأطفال من الشعب العراقي؟ وكم من الجرائم ارتكبتها أمريكا، وتظنون أن الله غافل عما تعملون من الظلم والجرائم؟
فاصبروا، لقد اقترب وعد الله لينتقم من الظالمين، وستكون أنت يا مستر ترامب الذي سيقود أمريكا إلى الهلاك والدمار.