المرأة مُعلمة الأصالة وراعية التراث بين مطرقة التقاليد وسندان التنميط
هبه الخولي
للمرأة دور فعال في مجال إحياء التراث والمحافظة علية والترويج له بوسائل عده لاتقل أهمية عن دور الرجل فهي الأم والبنت والزوجة ، والكثير منهن عاصرن الماضي ومنهن من تأثرن بمن سبقُوهن من نساء ورجال تعلمت منهم وتربت على أيديهم، فنقلت الأصالة والتراث، وقدمته بشكل جميل مناسب للأجيال، فكانت راعيته وحافظته.
في هذا الشأن افتتحت الدكتورة منال علام رئيس الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين رابع الملتقيات التدريبية التثقيفية والمقدمة عبر الأون لاين والمعني بالمرأة وإحياء التراث مرحبة بالسادة المشاركين والمناقشين والمستمعين بالملتقى ومؤكدة خطوة هذا المحور الذي سيتم تناولة على على مدار ثلاث أيام متتالية عبر ست جلسات سيتم من خلالها تسليط الضوء على دور المراه في إحياء التراث مابين مطرقة التقاليد وسندان التنميط وأن التراث له طرق عديدة لا تسد أبوابه فهو كنز محفوظ وقيم مروية قديمة قدم الدهرذو مفاهيم ذهبية لاتندثر.
بدأت أولى الجلسات مع باحث البادية الأستاذ حمد خالد شعيب مناقشاً مستهل الجلسة بالترحيب بالسادة المشاركين والمستمعين ومشيراً إلى أن التراث في أصلة نابع من عاداتنا وتقاليدنا منذ نعومة أظافرنا فنشأنا وتربينا علية وعلَمنا أهلنا كل ما يخص هذا التراث وتربينا عليه وأحببناه، فوجب علينا أن نهتم به ونحافظ علية من الاندثار كي نُعلم ونتعلم .
ثم بدأت الأستاذة سحر الجمال مسئول الثقافة العامة بفرع ثقافة الفيوم أولى موضوعات الملتقى متناولة صورة المرأة فى المعتقد الشعبى والأمثال الشعبية كنمـوذجاً ، والصوره التي ترسمها الأمثال الشعبيه للمرأه ودلالتها وانعكاستها على الوضع الاجتماعي للمرأه ، مشيرة إلى أن الأمثال قيمة متعارف على قبولها في شعبها ، يمر قبل اعتماده وشيوعه في غربال معايير هذا الشعب ، ويتم صراحةً أو ضمناً عن هذه المعايير على كل صعيد وفى كل حال يتعاقب عليها الإنسان في حياته، وأن المثل الشعبي هو ليس مجرد شكل من أشكال الفنون الشعبية ، وإنما هو عمـل يستحث قوة داخلية على التحرك ، إضافة لذلك فإن المثل الشعبي له تأثير مهم على سلوك الناس ، فالمعنى والغاية يجتمعان في كل أمثال العالم . وهذه الأمثال على اختلافها تعبر عن تاريخ وفكر الأمم ، وأن الأمثال الشعبية من أبرز عناصر الثقافة الشعبية ومن أهم الموروثات السردية الشفهية فى الثقافة الشعبية, وتنبع أهميته فى الثقافة الشعبية لسهولة تداولها وتناقلها عبر الأجيال وذلك لبساطة تكوينها, وهى عصارة حكمة الشعوب وأفكارها ومرآة لطبيعة الناس ومعتقداتهم لتغلغلها فى معظم جوانب حياتهم اليومية، وتعكس الأمثال المواقف المختلفة بل تتجاوز ذلك أحياناً لتقدم لهم نموذجا يُقتدى به فى مواقف عديده، والأمثال تساهم فى تشكيل أنمـاط اتجاهات وقيم المجتمع. تمسكنا بالتراث خوفاً من اندثاره في عصر تطور وسائل الاتصال والتغيرات، فنحن عشنا مع أهالينا الذين عاصرناهم فهم مرجع لنا في تراثنا، وفي الوقت الحالي نقدم تراثنا عبر الإعلام إلى الجيل الجديد، لتوثيق التراث في أذهان الناس وليعودوا له، ولغرس مبادئه وقيمه النبيلة
لتستلم الأستاذة مها رشدي منسق عام بالإدارة العامة لثقافة المرأة ، الدفه متناولة محورالمرأة والعادات والتقاليد والممارسات والمعتقدات وأن هناك العديد من التقاليد والعادات التي تؤثر على ثقافة المرأة منها الزواج والأسرة
والتقاليد الدينية والعادات الاجتماعية والاقتصادية والأدوار التقليدية للجنسين والتقاليد الشعبية مثل القصص والأغاني والفن ،فالمرأة العربية ما زالت تعانى من قهر العادات والتقاليد فى بعض المجتمعات من خلال طرح مفهوم العادات ، وأنواعها وأهميتها .
ثم ادلت الأستاذه فاطمة الزهراء محمد رئيس قسم المواهب بالإدارة الثقافية
فرع ثقافة سوهاج بدلوها بطرح عاداتنا وطقوسنا وسلوكياتنا وربطها بالمعتقدات والأساطير المصرية القديمة موضحة أن الكثير من العادات والتقاليد التي كانت يمارسها المصريون القدماء لا تزال باقية إلي اليوم كالاعتقاد في السحر وفنونه وقدرته علي النفع والإيذاء والتحبيب والتفريق , وكذلك إستخدام الدمي التي تخرق بالدبابيس وتحرق بالنار , وتقليد التمائم والأحجبة والتعاويذ , وتعليق البصل في الأعياد , واستخدام طاسة الخضة , والوصفات الطبية , والإعتقاد في القديسين والمشايخ , والاحتفال بوفاء النيل وشم النسيم وتقاليد الزواج والولادة والرضاعة والعادات المتعلقة بالجنائز والحزن والوفاة، كذلك المعتقدات الشعبية عن الأولياء ,السحر , الأحلام , الطهارة , الروح , النباتات , الطب الشعبي , الأحجار , المعادن , الحيوانات .
ثم كانت الجلسة الثانية مع الأستاذة الدكتورة سمر سعيد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون مناقشاً مستهلة الجلسة بالترحيب بالسادة المشاركين والمستمعين ومؤكدة على أن الأهتم بالتراث أمر هام لأنه يمس الهوية الوطنية البحتة للبلاد، وهي بصمتنا، ويجب أن تكون موجودة في ملبسنا ومأكلنا وأدواتنا، وهذه الأرض لم تبنى بسهولة، إنما بتعب، وبعد صبر، ولها قواعد وأصول، ولابد من المحافظة على التراث، كي تبقى الهوية المصرية شامخة وراسخة، ولا تؤثر فيها النهضة والحضارات الأخرى
لتبدأ أولى المناقشات في الجلسة الثانية الدكتورة جيهان حسن مدير عام إدارة ثقافة الطفل متناولة المرأة والفنون الشعبية بمنطقة الحدود الجنوبية نموذجاً وفهم التراث الثقافي كنتاج للتفاعلات بين الإنسان والبيئة الفيزيقية، وما تعكسة من تداخل في نسيج الثقافة الشعبية، كاشفة عن أشكال المشكلات البيئية وأن الأنثروبولوجيا الاجتماعية تهتم بدراسة السلوك الإنسانى والعلاقات الاجتماعية في كل المجتمعات البشرية وليس في المجتمعات الصغيرة فحسب وقبائل العبابدة والبشارية مثالاً حياً للأنثروبولوجيا الاجتماعية الخاصة بدراسات المجتمعات الصغيرة والتي تنتمي إلى البداوة والمجتمع الرعوى. كما تبنت في السنوات الأخيرة محاولات تنمية هذه المناطق الهامشية حتى يمكن تطوير حياتهم وإدماجهم في المجتمع الكبير .
فيما سلط الأستاذ محمد فتحي عبد المجيد بمكتب رئيسهيئة قصور الثقافة الضوء على دور المرأة في الحفاظ على التراث متناولاً الأغنية الفلكلورية كنموذج وموضحاً أن الأغاني بمثابة تراث شفهي للمرأة دور رئيسي في حفظها ونقلها عبر الأجيال وشاهدة على التطور الذي تعيشة المجتمعات عبر العصور وحاملة للتراث والقيم ، وهي الركيزة الأساسية التي كانت تستخدم الأغاني لنقل القصص والتاريخ والعادات والتقاليد والقيم الإجتماعية للأجيال القادمة .
واختتم الجلسة الأستاذ ملاك فرج عزت بفرع ثقافة بني سويف مؤكداً على أن لكل شعب أصالته وفنونه الشعبية التي تميزه وتدل على بيئته وثقافته فالفنون الشعبية لها سحرها النابع من صدقها وأصالتها وهي نسيج من الوحدات الشعبية التي تعد المرأة فيه المرآه التي تعكس الصورة النابعة من حياة الشعوب والفنون بمختلف أنواعها وأشكالها فهي نهر لاينضب تغذي ثقافة الإنسانو صورة منتقاه من الحياة، وأن الفنون الشعبية محصلة فنية بين حياة الانسان وعملة وبين الطبيعة لارتباطها بحياة الشعوب والاساطير المليئة بالرموز والتعبير التي تعد في حد ذاتها نتاج فني فيه الكثير من الأصالة والابتكار متعدد الجوانب في أساليبه وفنونه .