آليس مونرو سيدة القصة القصيرة تغادرنا
بقلم عبير ضاهر
إن رثاء كاتبة أو كاتب أشبه بتقديم العزاء إلي نفسك, آليس مونرو سيدة القصة القصيرة الملقبة بتشيخوف كندا والفائزة بنوبل في الأدب لعام 2013 والتي أثرت المكتبة الأدبية العالمية ب14مجموعة قصصية ذهبت مغادرة عالمنا إلي الحياة العزيزة التي طالما كتبت عنها وتناولت فصول منها بأعمق معانيها وأدق تفاصيلها وهو أحد أبرز عناوين مجموعاتها القصصية ، آليس من أهم كتّاب القصة القصيرة المعاصرين وهي الوحيدة التي فازت عنها بنوبل ،وحظيت أعمالها بالترجمة إلي أكثر من 50لغة حول العالم، أجواء قصصها دافئة وأحيانا عاصفة فالأمر حينها يتوقف علي نوعية ماتتناوله ،لها أسلوب سردى بسيط معني بالتفاصيل والوقائع الحية وكأنما تشير من بين السطور علي ماتريد إخبارنا به في سلاسة ودفق متواصل ، ورغم كل هذا النجاح والتميزوالعطاء إلا أن آليس شأنها شأن كل المبدعين من أصحاب المواهب الراسخة كانت تشكك في قدرتها ومستوى ماتقدم فتخبرنا آليس عن ذلك اليوم الذي بدأت فيه الكتابة قائلة : أتذكّر أني تلفّت إلي كل الأدب العظيم المحيط بي وقلت لنفسي :ماالذى تفعلينه هنا يابلهاء؟ ولكنني صعدت إلي المكتب وبدأت أكتب القسم المعنون “الأميرة ابدا “وهو عن أمي .
ولأن لديها أربعة أولاد فحياتها مليئة بالأعمال والإلتزامات تجاههم فكانت تكتب فيما يتبقي لها من وقت وتستثمر آخر خاصة بعدما يخرج أولادها للدراسة أو للتنزه لتكتب وتطرح ما يزدحم بداخلها من أفكار وهمهمات وهواجس ولكم كانت خشيتها ألا تستطيع ولطالما كان يؤرقها الأمر حتي أنها كانت تحدّث نفسها قائلة : عارفة قد أموت ،وهذا رهيب ، وقد أصاب بأزمة قلبية ، كنت في التاسعة والثلاثين فقط أنذاك ولكنني كنت أفكر بتلك الطريقة ثم قلت لنفسي ، ليكن حتى لو متُ ، لي الأن كل هذه الصفحات المكتوبة سيجدون هم وسيلة لإخراجها ،كان سباقاً يائساً محموماً ، لست لدى تلك الطاقة الآن.
تأتي أولي أعمالها القصصية “رقصة الظلال السعيدة ” والتى نالت عنها جائزة الحاكم العام وهى أعلى جائزة أدبية في كندا ثم جائزة مان بوكر الدولية عام 2009 عن مجمل أعمالها القصصية، وجائزة آخري رفيعة من أعلي التكريمات وهي ” تريليوم ” الأدبية , كما قدمت مجموعة باسم سعادة مفرطة ،حياة الصبايا والنساء ، مسيرة الحب ، الهروب ،صديقة شبابي،الشحاذة العذراء ،أسرار معلنة ، أقمار المشتري ،سر يؤرقنى ،حياتي العزيزة
أسست بعام 1963 مع زوجها متجر لبيع الكتب في فيكتوريا وهو مازال مفتوحاً للأن ، وظلت تكتب أغلب العمر ولما بلغت الثمانين أعلنت إعتزال الكتابة.
،ولدت بعام 1930 ورحلت في 2024 عن عمر 92عاماً في مركز رعاية تحت وطئة أمراض الشيخوخة والسرطان بمدينة أونتاريو بكندا.