اللاعب المحلي أفضل ام اللاعب المحترف؟؟
بقلم دكتور ياسر جلال زاهر
بعد ظهور منتخب البافانا بمستوي طيب ؛كان ولابد الحديث عن نادي ماميلودي صنداونز حيث غالبيه قوام المنتخب من الفريق المحلي والذي بصبغه اوروبيه.
وجاء فوز فريق ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي، بلقب بطولة الدوري الأفريقي بنسختها الأولى، كتتويج لعمل إدارة هذا النادي، التي صنعت هوية خاصة له، جعلته محط اهتمام وإعجاب جماهير القارة من مختلف الدول، وربما ستجعله بمرور الوقت أحد أشهر الأندية عالميًا، فهي تسير بخطوات أوروبية على الأراضي الإفريقية.
أحلام صنداونز البسيطة بدأت في ستينيات القرن الماضي، عندما كان يرغب بعض الشباب في مدينة بريتوريا، بإنشاء نادي يمثلهم، وهو ما نجحوا فيه بالفعل عام 1970، وبدأت رحلته في مسابقة الدوري الجنوب إفريقي عام 1973، ولكنه هبط عام 1980، وكانت مسيرته تقليدية حتى ذلك الوقت.
سقوط صنداونز ما كان إلا الدفعة الأولى لبداية استثنائية، سطرت بعدها تاريخًا لن ينسى للفريق الجنوب إفريقي، الذي قرر أن يقود القارة السمراء لطريق مختلف عما اعتاد سابقيه المضي فيه، بقيادة زولا ماهوبي، الذي اشترى النادي عام 1985، ليقوم بتعيين ستانلي تشابالالا في منصب المدير الفني.
تشابالالا كان مهتمًا بتطوير نفسه في ذلك الوقت، ليتجه إلى حضور عدة دورات تدريبية، لأقوى الأندية الإيطالية على رأسها ميلان ويوفنتوس، ليستلهم منهم المصطلح الذي أصبح تعريفًا لطريقة لعب الفريق الجنوب إفريقي وثقافة النادي حسبما وصفها رولاني موكوينا المدير الفني الحالي، وهي “تلميع الأحذية والبيانو” وفقًا لموقع النادي الرسمي.
ومعنى المصطلح هو الأرض، في إشارة إلى بناء اللعب من الخلف، واختراق دفاعات الخصوم من خلال التمرير في المساحات الضيقة، الذي يعبر عن طريق لعب صنداونز، الذي يرفض تماما الاعتماد على الكرات العالية، ويقوم ببناء اللعب بداية من حارس المرمى مثل الأندية الأوروبية.
واستلهم صنداونز ألوان الزي الخاص بهم من المنتخب البرازيلي، حيث ارتدوا القمصان الصفراء والزرقاء على خطى كتيبة السامبا، الذي كان قد فاز بلقب كأس العالم ثلاث مرات حتى تلك الفترة، حيث يشبه موقع صنداونز الرسمي أسلوبهم بالتيكي تاكا التي اعتمد عليها بيب جوارديولا مع برشلونة من قبل.
طفرة مختلفة شهدها النادي بعد عصر زولا ماهوبي، حينما قام الدكتور باتريس موتسيبي، بشراء حصة 51% من أسهم شركة نادي صنداونز عام 2003، قبل أن يقوم بشراء
وابتعد صنداونز عن منصة التتويج، حتى عاد للفوز بالدوري عام 2013، ليحصد البطولة بعد ذلك في سبع مناسبات حتى نسخة الموسم الماضي.
وجاء الإنجاز الأكبر بالفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ النادي، على حساب نادي الزمالك عام 2016، ولقب السوبر الأفريقي بعد ذلك عقب التفوق على مازيمبي الكونغولي، بقيادة المدرب بيتسو موسيماني.
هذا الأمر لم يكن محض صدفة، موتسيبي قرر كتابة التاريخ بشكل مختلف لصنداونز، بعدما استعان بأسطورة هولندا وبرشلونة يوهان كرويف، عام 2011، حيث وقع اتفاقيه معه لكي يتولى مستشاري معهد يوهان كرويف العالمي مسؤولية أكاديمية النادي الجنوب إفريقي.
وأقنع كرويف مواطنه يوهان نيسكنز نجم برشلونة السابق، بتدريب فريق صنداونز لتطبيق سياسة الكرة الشاملة، وزرعها داخل جدران النادي الجنوب إفريقي.
التغير الذي شهده فريق صنداونز لم يكن على صعيد الفكر والنتائج فقط، بل أيضًا منظومة العمل داخل النادي، الذي تحول إلى خلية نحل متكاملة، تنتج “العسل” الخاص بها، وهي كرة القدم التي لا تشبه أحدًا في القارة السمراء، من خلاف فريق تقني للنادي يتكون من 25 شخصًا، ويشمل الجهاز الفني والطبي والإداري، مع محللي الأداء وعمال غرف الملابس.
ويعد فريق محللي الأداء أحد أكثر ما يميز نادي صنداونز، ويتكون من 4 أفراد بالإضافة إلى محلل بشكل منفصل للكرات الثابتة، مع مجموعة كبيرة من الكشافين، الذي يتولون مهمة البحث عن المواهب في مختلف قارات العالم، لتعزيز صفوف الفريق.
يتواجد جالوم فالوديا في منصب رئيس قسم المحللين، منذ عام 2012، ويعاونه ماريو ماشا في مهمة تحليل أداء الخصوم، بينما يتواجد ثنائي آخر وهم سيبوسيسو ماكيتلا ودايل سولومون مهمة تحليل أداء فريق صنداونز ذاته.
جالوم عمل أيضًا على تطوير نفسه لمساعدة فريق صنداونز، حيث لم يأتي اختياره بشكل عشوائي، فهو قام بحضور دورة تحليلية في هولندا مع خوسيه باروش مساعد مدرب موناكو السابق، والتي ساهمت في عمله على تطوير منظومة التحليل داخل صنداونز.
صنداونز لم يكتفي بأبنائه المحليين فقط، بل لجأ إلى أوروبا لمواصلة التطوير، بالتوقيع مع شركة “STATSBOMB” لتزويد النادي بالبيانات الخاصة بالفريق، لزيادة جودة عملية تحليل الأداء، والاعتماد على العلم فيها وليس مجرد الاجتهاد.
ولإكمال عملية التطوير، تعاقد صنداونز مع مايكل لوفتمان في شهر فبراير الماضي، لتولي منصب محلل الأداء الخاصة بالكرات الثابتة، بعدما حصل على الرخصة التدريبية A UEFA .
وخلال السنوات الماضية كان صنداونز دائمًا منجم لاكتشاف المواهب، وجاء هذا من خلال عمل فريق الكشافين، بقيادة الثنائي تيرا ماليو وإسروم نياندورو، اللذان يعملان على جلب أفضل اللاعبين للنادي، بالإضافة لمتابعة اللاعبين المعارين في صنداونز، وإلى الأندية الآخرى كذلك.
ويضم قسم الكشافة داخل نادي صنداونز أكثر من 15 شخصًا، للبحث عن المواهب في الدوريات المختلفة داخل وخارج أفريقيا، بالإضافة إلى دوري الدرجة الثانية والثالثة أيضًا داخل جنوب أفريقيا، والذين يتواجدون بشكل دائم في المسابقات القارية بمختلف الفئات العمرية، حيث شهدت بطولة أمم أفريقيا تحت 20 عامًا في مصر، حضور أحد كشافي النادي الجنوب إفريقي، بينما توجه آخر لمشاهدة بطولة أمم أفريقيا للمحليين بالجزائر.
عملية صناعة هوية خاصة، كان أساسها أيضًا تنمية وتطوير أكاديمية النادي، التي ساهمت في تصعيد عدة نجوم للفريق الأول، كان آخرهم كاسيوس ميليولا صاحب الـ 22 عامًا، الذي انتقل لصفوف نادي تورنتو الكندي قبل بداية الموسم الحالي.
وأعلن فريق ماميلودي صنداونز في شهر سبتمبر الماضي، عن تعيين باولو كاردوسو كرئيس لأكاديمية النادي، لإنتاج أفضل اللاعبين، من خلال أسلوب منظم لتطويرهم فنيًا، مع التأكد أن التعليم المدرسي لهم سوف يسير بالصورة المطلوبة.
وعمل باولو مع عدة لاعبين معروفين حول العالم مثل كريستيانو رونالدو ولويس ناني، حيث كان مستشاراً فنيًا للاتحاد البرتغالي لكرة القدم، بالإضافة لعمله كمدير لأكاديمية نادي سيسكا صوفيا البلغاري، وبداياته في أكاديمية نادي سبورتنج لشبونة عام 2013
وتمتع بيرج بمسيرة هائلة مع الاتحاد الدنماركي، حيث تولى ملف التطوير لعدة سنوات، وساهم في صعود منتخب بلاده للتواجد ضمن المنتخبات الـ 10 الأوائل في التصنيف العالمي، بعد التأهل لنصف نهائي يورو 2020.
وخاض الدنماركي فترة آخرى قبل ذلك مع نادي تشيلسي، الذي عمل معه لسبع سنوات، في منصب مدير كشافة النادي داخل البرتغال، لتصبح خبراته داخل القارة الأوروبية بالإضافة لعمله في أمريكا الجنوبية دافعًا لنادي صنداونز للتعاقد معه.
وخلال رحلة الصعود، ترك موتسيبي منصبه في صنداونز، ليتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لكنه وضع ناديه في أيدي أمينة، حيث تربع نجله ثلوبي موتسيبي، صاحب الـ 34 عامًا على عرش منصب رئيس النادي، ليبدأ في منح فرص أكبر للشباب، من خلال تعيين رولاني موكوينا مديرًا فنيًا.
وكانت نقطة تحول صنداونز
ونجح شباب صنداونز في استغلال الفرصة لكتابة التاريخ، ووضع الفريق الجنوب إفريقي على عرش الكبار في القارة، بعدما تفوق على الأهلي حامل لقب دوري أبطال أفريقيا، ثم ثأر من الوداد المغربي، ليتوج بلقب الدوري الأفريقي في نسخته الأولى
للطريق نحو العالمية، هي تعاقده مع الدنماركي فليمنج بيرج، خلال شهر أبريل من العام الماضي، ليتولى مهمة منصب المدير الرياضي الجديد، خلفًا لخوسيه رامون أليسانكو .
الكره الافريقيه تتطور بشكل مذهل والكرة المصرية محلك سر ؛لابد من نهضه رياضيه شامله ؛من خلال اعاده هيكيله الرياضه المصريه ؛وتغيير شامل للفكر الرياضي في مصر من خلال اقحام الاكاديميين وما أكثرهم في مصر لان اهل مكه ادري بشعابها؛والبعد عن المجاملات الفجة ؛وابعاد الكثير عن المشهد الرياضي في مصر .
وفي نهايه المقال سؤال هل اللاعب المحلي الغيور علي منتخب بلاده افضل ؟؟أم اللاعب المحترف المدلل الخائف دائما علي قدميه؟؟