قصة قصيرة(طفلي عبقري)

بعد فترة طويلة من الزواج لم أرزق بأطفال ؛ولكن الرضا بالقدر لم يجعلني أفقد الأمل في الله بإنه يوما سوف يفرح قلبي برزق يجعلني أصل لحدود السما، وكان زوجي رجل ذو أخلاق، ودائما يدعو الله أن يرزقه كما رزق نبي الله زكريا ،وفعلا كان يقول لي دائما إنه يحلم كل ليله بأن رسول الله يأتيه في المنام؛ فيعطيني كسرة من الخبز ؛فاكلها ،فاشبع، وأشعر بعد أن يبتسم لي بسمة تضئ كالقمر بالليل الحالك ،وبعد هذا الحلم أدركت إنه سيتحقق ،وبعد عام عام شعرت بأعراض الحمل؛ ولكني لم أصدق، فذهبت إلى طبيبة النسا حيث أكدت لي الحمل، فأخبرت زوجي الذي خر سجدا شكرا لله ،وتمر الأيام الحمل سريعة ،وتأتي ساعة المخض التى وصفتها الطبيبة بأنها ولادة سهلة وربنا رزقك بمولود جميل كيوسف عليه السلام، ثم قالت الطيبة إن المعجزات لا تحدث كثيرا ،وما حدث معجزة من الله، وعندما دخل زوجي سألته الطبيبة ماذا تسمى المولود؟ قال يحيي، فدعا الجميع للمولود ،وللأم، والأب؛ فكانت المعجزة هذه تنبئ بأن يحيي سيكون طفلا عبقريا بين أقرانه، وفعلا يقول الأب الحمد لله ،ثم يسرح مع نفسه يقول متمنيا من كان رسول الله يبشر بيه حتى وإن كانت البشارة بالرؤية لابد أن يكون خيرا لأسرته، ولدينه ،ولأمته لعله يكون الفارابي ،أو الرازي، أو، أبن سينا ،أو جابر بن حيان ،أو الحسن بن الهيثم، أو أبن خلدون، أو صلاح الدين الأيوبي ،ليعيد مجد الأمه مثل من سبقوه، فنشروا سماحة الدين حتى وصل غربا اسبانيا ،وشرقا حتى أبواب الصين، وفجاءة قالت الأم للأب هيا إستعد لنذهب لحضور مناقشةيحيي رسالة الدكتوراة في هندسة الطيران بأكبر وأعرق بالشرق الأوسط ،وفي وسط قاعة المناقشة يخر الأب ساجدا شكرا لله فيذهب يحيي ليقبل قدم كل من والديه وسط الحشود بعد إعلان حصوله على الدكتوراة بإمتياز مع مرتبة الشرف، فقالت الأم منذ الولادة ،وقلت طفلي عبقري.
الكاتب /إبراهيم شبل