مظاهر الإعجاز الطبي في صيام الأيام البيض وأثر ذلك على سلوك الإنسان

بقلم: د/ عمرو حلمي-

الحاصل على ماجستير الحديث وعلومه جامعة الأزهر

 

 

الأيام البيض: هي أيام ١٣ و١٤ و١٥ أو ١٤ و١٥ و١٦ من كل شهر قمري هجري عربي

post

وسميت بيضا لأن القمر يكتمل فيها فيصير بدرا

وكان صيام الأيام البيض فرضا في بداية الإسلام قبل فرض صيام رمضان

كما كانت مفروضة على الأمم السابقة

وقد ورد في فضل صيام هذه الأيام البيض أحاديث ثابتة منها

قول أَبي هُريرةَ : «أَوْصَاني خلِيلي ﷺ، بثَلاثٍ: صيَامِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ، وَرَكعَتَي الضُحى، وأَن أُوتِر قَبْلَ أَنْ أَنامَ». [متفقٌ عَلَيْهِ]

وحديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ ». [رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ].

هذا وقد ثبت علمياً وطبيا أن الصيام في الأيام البيض وقاية من ظاهرة الجنون القمري

الجنون القمري «JUSTIFY»

 

يعد القمر أقرب الأجسام الفضائية إلي الأرض، وتابعها الوحيد. ويدور حول الأرض مرة كل 30 يوميا. ولا تتوقف علاقة القمر بالأرض علي ظهوره ليلا ليضيئها في بعض الليالي، ولكن تأثيره علي الأرض يتجاوز ذلك في ارتباطه بظاهرة المد والجزر. وقد تناقلت الأمم القديمة العديد من الأساطير التي تصاحب اكتمال القمر، وتوارثتها الأجيال حتى عصرنا هذا. فقد كان العرب يحذرون من لدغة العقرب في الليالي المقمرة، ومن هجمات الذئاب والكلاب التي ترتفع درجة شراستها إلي أعلي المعدلات في ليلة اكتمال القمر، ولعل هذا واحد من أهم الأسباب التي أدت إلي ظهور أسطورة الرجل الذئب. وقد ارتبط تمام القمر دائما لدي الإنسان بظهور الحالات النفسية والعقلية الغريبة، حتى أن كلمة الجنون بالإنجليزية مشتقة من أحد أسماء القمر.

 

 

وأما العلاقة بين اختلال السلوك البشري وبين اكتمال القمر

فقد ثبت وجود علاقة وثيقة بين اختلال السلوك البشري واكتمال القمر، فقد أكدت الإحصائيات أن حالات الجريمة تزداد مع تحول القمر إلي بدر، ووصلت في بعض الحالات إلي خمس وثلاثين ألف جريمة في يوم التمام. وتنتشر بين الناس العديد من السلوكيات الغريبة خلال هذه الفترة، فتزداد حالات الطلاق، والمشاجرات العنيفة، ومعدلات الانتحار، وحوادث السيارات، إضافة إلي التعرض إلي هجمات الكلاب الشرسة في العديد من دول العالم. وذكر الأطباء أن المرضي النفسيين يعانون من اختلال في الاستقرار النفسي، وزيادة في الاضطرابات العقلية عندما يكون القمر بدرا.

 

 

وأرجعت الدراسات تأثير القمر علي سلوكيات الإنسان خلال اكتماله، إلي أن ظاهرة المد والجزر تكون في اقوي مراحلها عند اكتمال القمر، مؤكدين في ذلك علي أن سوائل الجسم التي تمثل نسبة ضخمة من كتلته تماثل مياه البحر في تأثرها بالمد والجزر. وتشكل حركة المد والجزر الداخلية في جسم الإنسان تأثيرا كبيرا علي حالته النفسية والمزاجية، وبالتالي تولد ضغطا كبيرا يؤدى إلى شعوره بالغضب والتوتر النفسي وتدفع به إلي الإقدام علي السلوكيات الشاذة.

 

 

وتتأثر الشحنات الكهرومغناطيسية التي يطلقها الجسم بمجال الأرض المغناطيسي، الذي يتأثر هو الآخر بحركة القمر ودورانها حول الأرض. وتبلغ هذه الشحنات أقوي مراحلها عند اكتمال القمر. كما ترتبط ظاهرة خسوف القمر بما يعرف باسم مرض «جنون القمر» الذي يزيد من معدلات العدائية والعنف والرغبة في إيذاء الآخرين. وقد اعتبرت بعض الدول مرتكبي جرائم القتل في مثل هذه الأوقات من المرضي العقليين وأودعتهم المصحات النفسية.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف عالجت السنة النبوية الأمراض النفسية والسلوكية وقت اكتمال القمر بدراً ؟

وأما الإجابة فقد عالجت السنة النبوية هذه الظاهرة الجنونية بالصيام باعتباره أفضل القربات إلى الله فعليكم بنصيحة الرسول ﷺ, في صيام ثلاثة أيام. هم: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر قمري هجري، وهي فترة اكتمال القمر. لأن الخير كل الخير في اتباع هدي رسول الله ﷺ.

 

هذا وقد دلت الدراسات الطبية الحديثة أن الصوم خلال هذه الأيام يعمل علي تقليل نسبة السوائل في جسم الإنسان، وذلك لامتناعه عن تناول الماء طوال النهار، مما يقلل من ضغط وحركة السوائل في جسمه ويشعره بالراحة ويساعده علي كبح شهواته ومشاعره العدائية.

 

نصائح علماء اٌلإسلام بالحجامة في فترة ظهور البدر

وقد نصح بعض علماء المسلمين الكبار، أمثال ابن سينا، بالحجامة كعلاج فعال في فترة ظهور البدر، لأن الدم في هذا الوقت يصاب بحالة من الفوران الناتجة عن تأثير القمر

زر الذهاب إلى الأعلى