عثمان محمد..يكتب..مالا يراة الأخرون
اذا وقفت للسلام على رسول الله عليه
الصلاة والسلام امام المقصورة النبوية في
المسجد النبوي ونظرت خلفك ستجد نافذة
عظيمة المظهر هذه النافذة لم تقفل منذ
1400 سنة لأن هناك وعد من صحابى الى
ابنته أن تظل هذه النافذة مفتوحة على
الدوام ولاتغلق وفعلاً هى مازالت مفتوحه
حتى يومنا هذا ليكون هذا الوعد اعظم
واطول الوعود فى الحقيقة ففي سنة ١٧هـ
وبسبب كثرة عدد المسلمين نتيجة للفتوحات
الإسلامية امر الخليفة عمر بن الخطاب
رضي الله عنه بتوسعة المسجد النبوي لكن
كان أمام عمر رضي الله عنه مشكلة وهي
أن دار أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي
الله عنهما يقع أمام المقصورة الجنوبية
وتحديدًا في المكان الذي يقف الناس
فيه للسلام على رسول الله عليه الصلاة
والسلام .. وعندما ذهب عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ليقابل ابنته حفصة رضي
الله عنها ويقنعها بأمر الازاله فبكت بكاءً
عظيما ورفضت أن تترك حجرتها الشريفه
التي كان ينام بها زوجها عليه الصلاة والسلام
فتركها عمر رضي الله عنه وعاد إليها بعد
يومين فوجد منها كما وجد سابقًا رفضت
رفضًا قاطعًا فلا احد يرغب ان يتنازل عن
حجره شريفه كهذه وحاول الصحابه
رضوان الله عليهم ان يقنعوا حفصة رضى
الله عنها بالموافقة لكنها أبت ورفضت بشتى
الطرق فهي تسكن بحجره شريفه وبينها
وبين قبر زوجها وحبيبها عليه الصلاة والسلام
جدار فقط فكيف ترضا أن يتم ابعادها عنه
تدخلت عائشة رضي الله عنها وكبار الصحابيات
لكن أبت حفصة رضي الله عنها أن تتنازل
عن قرارها وبعد بضعة ليالي ذهب الفاروق
رضي الله عنه برفقه ابنه عبدالله لحفصه
رضي الله عنهما وحينها وافقت لكن بشرط
جاء عمر وابنه عبدالله لحفصه رضي الله
عنهم بعرض مغري وهو أن يتنازل عبدالله
رضي الله عنه لاخته حفصه بمنزله وكان
منزله بجوار منزل حفصه رضى الله عنه
وهو الواقع اليوم في الجهة المقابله لقبر
رسول الله عليه الصلاة والسلام عند الجدار
الجنوبى ( الرواق ) والمجاور لمحراب المسجد
الرئيسى العثمانى لكن كان لها شرط عليهم
وهو أن يفتحوا لها نافذة تكون مطله على
قبر زوجها وحبيبها عليه الصلاة والسلام
ولا تغلق ابدًا فوعدها ابيها عمر بن الخطاب
رضي الله عنه بذلك وفتح لها نافذة بناءً
على طلبها واستمر هذا الوعد حتى يومنا
هذا وبعد 1400 عام من وفاة حفصةوعمر
رضي الله عنهما مازالت نافذة حفصة رضي
الله عنها تطل على قبر الحبيب عليه الصلاة
والسلام .اللهم إجمعنا مع نبيك محمد
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم واسقنا
من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها
أبدا واجعلنا أهلا لشفاعته وصحبته فى
الفردوس الأعلى من الجنة