رؤية متواضعة لمسرحية الدكتور عباس جبوري (الملك بلالاما)
روعة محسن الدندن
في البداية أحب أن أشكر الكاتب العراقي د عباس الجبوري على ثقته لقراءة مسرحيته بلالاما ( الملك المقدس )
والتي أعادتني لزمن ازدهار الفن من خلال رجل الشعب بركليس الذي عمل على زيادة سلطة الشعب من خلال الملك ليعيدنا الدكتور عباس الجبوري للمسرح اليوناني أسخيلوس وسفوكلس ويوربيدس وأرستوفان , وتجسدت عبقرية الكاتب عباس في مسرحيته التي تشارك فيها رواد المسرح اليوناني ،حيث سلط الضوء على موضوع الديني -الوجودي التي ظهرت عند أسخيلوس من خلال طرحه لمثل هذه الأعمال وعلاقة الآلهة بالناس والشر الموجود في عالم تسيّره الآلهة، مع تطور الصراع بين الآلهة المتمثلة بكهنة المعابد وبين البشر ،كما اتصفت بالرزانة والصراحة ،كما ظهرت مسرحيات أسخيلوس ،وكما بدا واضحاً من خلال الحوار بين شخصيات المسرحية الصراع بين الآلهة والبشر ،والغطرسة التي يتبعها الضلال مما قد يؤدي إلى الجنون والعمى.
كما لم ينسَ كاتبنا عباس الجبوري التطرق إلى تلك العقوبات المخيفة التي تمارس من خلال الطقوس الدينية ،والتي غالباً ما تكون دينية ذات طابع غيبي وكله أسرار.
وكأن الكاتب يعيدنا لزمن الأساطير وسلطة كهنة المعابد ،والذي قد يكون رسالة لعودتنا لتلك الحقبة الزمنية ،وأننا مازلنا نمارس نفس الطقوس من خلال السلطة الدينية الوجودية.
وأما رمزيته في شخصية المهرج فهي قريبة جداً من شخصية بروميثيوس في ثلاثية ( بروميثيوس) حيث رمز لصمود الإنسان وعناده في وجه الآلهة
استمتعت دكتور عباس الجبوري بالإطلاع على مسرحيتك ( الملك بلالاما ) كما أشكرك على هذه الفرصة للكتابة عن ملحمتك الأدبية. تقبل تحياتي دكتورنا الراقي