فتحى المصرى يكتب … أمة ضاع زمنها فلا يصنع لها تاريخ

نُسب إلى الحسن البصريّ رحمه الله أنّه قال: “يا ابنَ آدم إنّما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك”

ولكن من منا يدرك أهمية الوقت وكيف تستغله على أكمل وجه خصوصاً إذا كان ثلث عمرك أو أكثر يضيع في النوم

 

عبارات تعلمناها منذ نعومة الأظافر ولها دلالة كبيرة على أهمية الوقت، الذي إن لم يتم إستغلاله بالشكل الأمثل سيذهب ولن يرجع وسيكون قد فات الكثير فالوقت لا ينتظر أحداً، وهو من الأشياء التى لا يمكننا التحكم فيها.

 

post

والإستفادة من الوقت وإستغلاله هو الذي يحدد الفارق بين الشخص الناجح والفاشل والدول المتقدمة من الدولة المتخلفة فالصفة المشتركة الملاحظة في الأشخاص الناجحين هي قدرتهم على الموازنة بين الأهداف والواجبات.

وهذا لا يتحقق إلا من خلال إدارتهم الناجحة للوقت، فالوقت هو الشئ الذى لايمكنك إدخاره فهو يمر بسرعه سواءً أحسنت إستخدامه أو أسأته.

فالوقت هو العمر وهو كل شىء فى حياة الإنسان وخبراته وإنجازاته، ولأن الوقتَ لايقدر بثمن، فمن أجل ذلك فإنه يعنى الحياة، وعلينا ألا نضيعه وأن نحسن إدارته واستثماره.

فإذا كان الإنسان ينام حوالي ثمان ساعات تقريباً في اليوم فيكون ثلث عمرنا ينقضي في النوم!

وقد يختلف مفهوم الوقت وأهميته بحسب أهداف كل جيل وهو بمثابة الكنز لكن إذا قدره الإنسان.

 

وفي الكثير من الأحيان نقوم بتضييع الوقت، وهو مايجب أن يشعرنا بالأسف والندم، لأن الوقت الذي يمضي لايعود مجدداً

 

وقال أيضاً الحسن البصري ” يابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك ”

 

فعدم إدراك أهمية الوقت وعدم وجود أهداف وخطط واضحة.

غالبا ما يشعر الكثيرين بالتوتر من عبء العمل ، وفي بعض الأحيان قد يبدو أنه ليس هناك ما يكفي من الوقت للقيام بكل ما تحتاج إليه.

 

فمقولة الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك‏,‏ مقولة شهيرة تداولتها الألسنة دون معرفة القيمة الحقيقية للوقت خاصة في دول العالم الثالث أما الأمم المتحضرة فهي تحترم وقتها وتحرص علي الاستفادة من كل دقيقة في عمل مثمر وكدح دؤوب لتحقيق انجازات ملموسة وحقيقية‏.‏

لذا إن أردنا معرفة تقدم ورقي أي أمه فعلينا النظر لكيفية تعاملها واحترامها لقيمة الوقت ولو زرت أي من المجتمعات التي سبقتنا من التحضرا لوجدنا أبناءها لا يضيعون دقيقة واحدة فلا تجد أيا من تلك الدول تضيع من وقتها قرابة العشرين يوم دون عمل!!

لاشك أن عمر الانسان يقاس بانجازاته وأعماله التي حققها فالإنسان الناضج يعرف اهمية الوقت ويحترم حياته ويعمل جاهدا علي توظيفها والاستفادة منها لتحقيق انجاز حقيقي يجعله لا ينظر خلفه متحسرا علي سنوات أهدرها بلا انجاز إن تلك السطور هي دعوة لمراجعة النفس وتحقيق وقفة مع الذات لاغتنام فرص متاحة قبل أن تصبح من الفرص المهدرة في الحياة فاحترام الوقت ، وللوقت مجموعة من القيم لابد وأن نبثها في أبنائنا أهمها علي الإطلاق أن الوقت قيمة ثمينة جدا ، فهو أغلي الأشياء سواء كانت المادية أو المعنوية وعلينا أن نعلمهم أنهم إذا فقدوا وقتهم ، فتلك خسارة كبيرة لا تعوض ، فالوقت الذي مضي لا يعود ثانية ، والوقت الذي يليه له أعمال ومسئوليات أخري ، ويجب أن يعتاد الطفل الحزن الشديد علي ضياع الوقت ، ويتيقن أن المفقود غال ، وكما قال الحسن البصري ” ما من يوم ينشق فجره إلا ينادي مناد: أنا يوم جديد وعلي عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلي يوم القيامة

فالواجبات أكثر من الأوقات ولذلك فالموازنة مطلوبة لإنجاز أكبر قدر من الواجبات في الوقت المتاح مع الحفاظ علي الحيوية والنشاط فقاتل الوقت هو الكسل مع الأخذ في الاعتبار أن قيمة العمل الحقيقية فيما استغرقه من وقت وليس في إنجازه فقط. والحرص علي تحقيق المعادلة أو الموازنة بين السرعة في العمل وإتقانه والربط بين هذين المفهومين برباط قوي. وأن ندرك أن لكل عمل وقت يؤدي فيه ، كما أن لكل وقت عمل فليس هناك فسحة من الوقت يفعل الإنسان فيها ما يشاء وكما قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه “إن لله أعمالا بالليل لا يقبلها بالنهار وأعمالا بالنهار لا يقبلها بالليل ”

وعلينا بغرس هذه القيم في أطفالنا ومنها القدوة وهي في حياة الطفل تنحصر في: الأم والأب والمعلم وهناك آخرون مثل الأخوة الكبار أو الجد والجدة لكنهم ليسوا علي ذات درجة سابقيهم, وإن كانوا يدخلون ضمن العوامل الرئيسية المؤثرة في الطفل وخاصة في التربية الزمانية فعلي كل من يري نفسه في موضع القدوة أن يأخذ حذره في تصرفاته العادية أمام الطفل فلا أحاديث طويلة في الهاتف ولا زيارات طويلة وغيرها من التصرفات.

وليس معني ذلك أن نحرم أطفالنا من متعة اللعب واعتبارها مضيعة للوقت ولكن لابد من تحقيق موازنة عادلة بين اللعب واحترام الوقت وعلينا أن نعي جيداً أن اللعب هو مهنة الطفل ومخرج ومتنفس وطريق يكشف مشكلات الطفل ، ووسيلة لفهمه ، فلا نظن أنه مضيعة للوقت بل يمكن استغلال وقت اللعب في التربية العقلية والكلامية وغرس القيم الأخلاقية وتكوين الصدقات والعادات الاجتماعية.

هل حقا نستطيع أن نعمل علي تقديم القدوة لأطفالنا وأن نعد جيل يحترم الوقت لنكون في القريب في مصاف تلك الدول المتقدمة التي تربط الوقت بالانجاز

متي نري مصر خلية نحل تستغل كل ثانية فى بنائها .

زر الذهاب إلى الأعلى