محمد عنانى..يكتب..الروتين وشِباكه

 

ومازال مسلسل الروتين مستمرا يضرب جذوره فى كل مكان وأينما ذهبنا يكبلنا بشباكه وقيوده أينما توجهنا ليحيل حياتنا جحيما لا يُطاق تنطفأ به شموع الآمال وتموت من قسوته الأحلام .

فبرغم أن توجهات سيادة رئيس الجمهورية دائما وأبدا وتوجيهاته فى كل مناسبة للحكومة وكل المسؤلين بالتخفيف عن المواطنين لتسهيل أمور حياتهم اليومية وما يتم من ميكنة لأنظمة الإدارة وحوكمتها فى شتى المجالات بمختلف الوزارات والمصالح والإدارات ؛

إلا أن الإجراءات الحكومية العتيقة لازالت كما هى غارقة فى شباك الروتين لا تود أن تفارقه وكأنها تود أن تعذب المواطنين كلما إقتربوا وحاولوا التعامل مع المصالح الحكومية وهذا للأسف ما يحدث تقريبا فى كل مصالحنا ومؤسساتنا الحكومية ومع السواد الأعظم من المتعاملين معها من المواطنين فى شتى أنحاء المحروسة ،

ولأكون أكثر تحديدا سأتحدث عن ما يحدث فى تكليف أبنائنا الصيادلة دفعة 2020 والذى بدأت إجراءاته منذ أكثر من ثلاثة شهور وببطء شديد وممل تم الإعلان ثم تسجيل الرغبات وإعلان النتيجة وهنا الكارثة والطامة الكبرى حيث تم تشتيت أبنائنا الصيادلة فى شتى ربوع مصر فقط تبعا للمجموع فمن فى الصعيد يُسَكن فى وجه بحرى ومن فى وجه بحرى يذهب للصعيد وهكذا ليرى أبناؤنا الصيادلة حياتهم سوداء وتُحال حياتهم لجحيم فيدوروا فى دائرة مفرغة لانهاية لها بحثا عن مخرج من براثن وقيود هذا الأخطبوط المدمر ،

post

ليس هذا فحسب فبرغم الإجراءت البطيئة التى تتم بسرعة سلحفاة لمراجعة الأوراق وتوقيعها بل زاد الطين بلة بالتمييز والعنصرية ومخالفة الدستور فى المساواة بين الجميع فبدلا من أن يكون التظلم أليكترونيا كما هو معروف ومتعارف عليه للجميع تم قصره فقط على المتزوجات على أن يتم للباقين ورقيا وكعب داير عبر السفر إلى الأقاصى حيث أماكن ترشيحهم .

وهنا السؤال لم كل هذه الحيرة وهذا العذاب لإبنائنا فى مقتبل حياتهم الوظيفية ولم لا يتم تسكينهم حسب أماكن إقامتهم عملا على راحتهم النفسية وإستقرارهم حتى ولو غير متزوجين ودون تمييز عنصرى مقيت وأيضا لتقليل النفقات للمواطن والدولة فى مدخلات المواصلات وكذا تقليل التزاحم والضغط على القاهرة العاصمه والخروج من دائرة مركزية الإدارة .

وهل حقا حكومتنا الرشيدة تبتغى تسهيل حياة المواطنين وهم من أتت لخدمتهم وليست لتكون سيدا عليهم يكبل حياتهم ويقوض آمالهم ويقتل أحلامهم وماذا ننتظر من أبنائنا الشباب بعد أن نعذبهم فى بداية حياتهم ونغرقهم فى دهاليز الروتين وحبائله القاتلة هل سيكونوا ضمن المسؤلين الأسوياء الصالحين أم يصبحوا حلقة أخرى فى سلسلة الروتين التى لا تنتهى .

زر الذهاب إلى الأعلى